الهدم وثقافتها !

 

 

 

                                                               

                                                             حكمت كاكوز منصور

يُقال: مليون جاهل ولا مثقف واحد هدّام !!
عندما تم اختيار المطران لويس ساكو بطريركاً على كنيسة بابل على الكلدان، اصيب البعض من المثقفين الذين استطيع ان اصفهم بـ(الهدّامين) بالصدمة، لمعرفتهم المسبقة بنهج وسياسة البطريرك البعيدة كل البعد عن تسيس الكنيسة وبما يتلائم مع الطروحات التي جاءنا بها عرابي الفكر الانعزالي، ومحاولات زرع بذور القسمة بيننا، والذين يعيشون بعيداً عن معاناة شعبا في الوطن وعن الواقع السياسي هناك. فصاروا يبرون اقلامهم، ويحدون سهامهم، ليسهل غرزها وطعنها في قلب وظهر الكنيسة، في اوسع عملية ضغط اعلامية على سيادة البطريرك، ومن خلال قنوات اعلامية دعاها احد كتاب شعبنا بـ(الخبيثة)، اما انا فادعوها مُضَلَّلَة، تبارى فيها المتزمتون بآرائهم، وهم قلة، واشركوا الاقلام ذو التوجهات الماسونية، والماركسية (المنقلبة) معهم، لخبرتهم وفطنتهم التي اكتسبوها وحملوها معهم منذ نضالهم مع احزابهم. فكان شعار الوحدة والتجدد والاصالة، كالصخرة، التي تحطمت عليها جميع السهام والرماح الصفراء بعد سجالات بين المثقفين البنّائين والهدامين، والتفاف الشعب وجميع المثقفين المؤمنين بالكنيسة حول الراعي مشكلين حاجزاً قوياً لمنع هؤلاء من التمادي في غيهم وجرها الى خريف رمادي، ايماناً بشعار وسياسة البطريركية البعيدة عن تسيسها.
خرجت الكنيسة من محنتها، بعد ان لانت وانكسرت عزيمة هؤلاء. لكن بالمقابل ظلت اعينهم واذانهم واقلامهم تترصد جميع تحركات ونشاطات الكنيسة وقمة هرمها، وظلَّ البعض منهم يرمي بسهامه وينفث بسمومه، مستفيداً من حضانة بعض المواقع المضللة له. هذه العيون وهذه الاذان وهذه الاقلام انطلقت مرة اخرى، تعبر عن ما تحمله من ضغينة بأسلوب حذر مملوء بتعابير الامتداح لسيادة البطريرك، لكن مغلفة ومبطنة بأليات التسقيط، لمجرد دعوة سيادته لأبناء شعبنا المهاجر للعودة الى ارض الوطن. فصارت مقالات نفس الكتّاب تصب في نفس الهدف، اسقاط الفكر والافكار والدعوات، من خلال مقالات تهجمية تهكمية وتطاولات وتجاوزات، اختار احدهم الادب في التطاول والتجاوز، والاخر اختار عكسه للإيغال في الهجوم لغرض الاسقاط.
ما نود ايصاله للقارئ العزيز والى ابناء شعبنا هو الحذر من طروحات الكُتّاب ذو النزعة الهدامة تحت ذريعة المثقف والثقافة والمركز المهني والاجتماعي. مقحمين حقوق الانسان زوراً وبهتانا في كل شاردة وواردة، متمسكنين بالإقصاء والتهميش لاختراق العقول ومحاولة غسلها، وبالتالي تقسيمها.
ان لمعان وبريق هكذا ثقافة، اي ثقافة الهدم، وهكذا مثقفين، اي مثقفين هدّامين، يعمي البصر والبصيرة.
شعبنا الكلداني السرياني الآشوري بحاجة الى ثقافة حقيقة لكي يقف ضد مثل هذه الثقافة (اي الهدامة)، وليس ثقافة التزوير والتحوير والطرق الملتوية التي دأبوا على التنظير بها، بالرغم من معرفتهم بالحقيقة، لأنها تتماشى مع طروحاتهم الانقسامية.
نستطيع ان نصف هؤلاء الهدامين بكل بساطة انهم دائماً وابداً مع اي قاسم، يُقسِّم ويشتت شعبنا، وفي جميع الاتجاهات.
الرب يبارككم اخوتي البنّائين الوحدويين ويسامحكم (اخوتي) الهدّامين الانقساميين ..
ويا دار ما دخلِّك شر…. شرُّ هدم المثقفين الهدامين طبعاً !!