الملكه والفقير ......

 

                     

  

 

 

 

 

 

                                                            ذنون محمد

    

      

   

    بعض الهوى ربما فيه مجازفه وربما يغدوا الى ابعد ما يكون فليس للهوى حدود او موانع تقف بالضد منه فأن مال القلب واستشعر فلا حاجز ولا جدار يمنعه فما احمله لها تغرس في داخلي وبات له جذرا واساس كيف لا وهي التي خاطبتها الاحرف وعشقتها الكلمات وذابت فيها الاسطر ونزفت لها الشرايين .فتاه كألحلم بل ربما الحلم لا يكررها مره اخرى فيها الجمال على مساحته الشاسعه حديقه خضراء يعم الزهور بين اماكنها .

    شاغلتني حلما كررته الذاكره .هي ملكه لولايه انا مواطن فيها لست اكثر من فرد بين الالاف من سكان تلك المملكه التي تتولى ادارتها فتاه توارثت التاج عن ابيها .فوهببت نفسها لخدمه المملكه واهلها .

     لا ادري لما هي من شاغلتني ولما هي من غاص فيها الهوى وتسلل الى جزئياته ..اردت ان اصل لها وان اعبر عن ما بداخلي وليكن ما يكن منها لكني تراجعت عن ذلك واخترت جانبا اخر قررت ان اترك لها كل يوم رساله في صندوق خاص وضعته الملكه لتلقي شكاوي الناس فقررت ان اضع تلك الرساله في الصندوق خصوصا انه لا يفتح الا عندها .

     فعدت الى صومعتي واستجمعت كل ادواتي وما ان اطل الليل حيث السكون يعم المملكه وحيث هي تهوي الى فراشها بعد  يوم عمل متعب ربما تبدا عندها الانوثه تنهض فهي ما زالت في منتصف العقد الثالث من عمرها وهي فتاه حالمه لاحظت ذلك من نظراتها ومن مشاعر تكيد تخفيها احيانا ربما حفاظا على مكانتها واحساسها الملكي استجمعت افكاري وكتبت لها احرفا كادت ان تقتلني لولا هذه الفسحة من البوح فدونت لها الاعجاب وكيف انها اصبحت عالمي الخاص وانها الحلم الذي بات يصارع حياتي وبات يجعلني عاشقا لذلك القصر الذي اراه فوق تل كبير وتحيط به الفوانيس لتشكل له اضاءه ساحره دونت بعض احلامي في تلك الورقه وحملتها صباحا الى ذلك الصندوق فأختلطت ورقتي مع شكاوي الافراد .....

      وصل الصندوق لها وبداءت تقرا الشكاوي واحده تلو الاخرى فتوقفت عند ورقتي وبداءت تقراها وهي تنظر الى جوانب غرفتها ربما خوفا ان يتلصص عليها احدا خصوصا وان تلك الكلمات غاصت في الغزل واغرقت في وصف جمالها وبداءت تخاطب مشاعرها بعمق واحساس فذابت بين احرفها الناعمه وراحت تداعب شعرها وهي تتلمس الورقه او الخطاب كأي عاشقه نامت على احرف تلك الكلمات .احتفظت بهذه الرساله واعادت صندوق الشكاوي الى الحاجب للقيام بما دونت من ملاحظات وما ابدت من حلول لتلك المشاكل .

         وفي صباح اليوم الثاني جاء لها الصندوق من جديد محملا بتلك الشكاوي فأسرعت عليه واخذته من الحاجب الى غرفتها فأنبهر الحضور بالملكه وتعلقها بالشكاوي هذا يقول انه الحرس على ايجاد الحلول للافراد وهذا يقول ان الملكه تريد ان تكون قريبه على شعبها اكثر ......

       دخلت الى غرقتها وقلبت الاوراق بحثا عن رساله العاشق المجهول فما ان وجدتها انقلب وجهها من لوعه الانتظار الى وجها مبتسما تطوف السعاده على اجزاءه واذا بسحر الكلمات ولوعه الهوى وسحر الانتظار وذلك العاشق المتيم الذي غاص فيها عشقا وذاب في جمالها وبات لا يطيق كنمان هواه فلم يجد الا تلك الوسيله ....