التعددية و مهام المؤسسات الدينية

 

                                                                                                         

                                                                           كوركيس أوراها يوسف

 

 

 

 

   التعددية هي طبيعة المجتمعات البشرية ولا يوجد مجتمع لا يجمع بين مختلف القيم الدينية او الاديولوجية و لايخلوا من الخلاف في نفس الوقت و ان هذا التعدد و بالاخص التعدد في القيم الدينية داخل المجتمع الواحد (كما هو الحال في المجتمع العراقي) هو احد اسباب اثارة المشاكل الطائفية و الصراعات السياسية بين المكونات المختلفة لاعتقاد كل طرف بحقانية معتقده و قدسية مصدره .من اجل وضع حد لهذه الصراعات والنزاعات وحل الاشكالات لابد من تشريع قوانين تكفل حقوق جميع المكونات في ممارسة عقائدها بحرية كاملة بشرط ان لا تتعارض مع معتقدات و حريات الاخرين  وتتولى الجهات الرسمية وذات العلاقة و في مقدمتها وزارة الاوقاف و الشؤون الدينية الرقابة والاشراف على تنفيذ تلك القوانين واصدار التعليمات و القرارات اللازمة لذلك والزام كافة المؤسسات الدينية المختلفة و التابعة لها بتطبيق تلك التعليمات و القرارات.

 ولكن يبدو ان هذا السياق في العمل  لن يتم التعامل به ولم يطبق في الوقت الحاضر فأغلب المؤسسات الدينية (الكنائس و المساجد و...)تعمل وتقول ما تشاء دون الاخذ بنظر الاعتبار القوانين و التعليمات التي يجب العمل بموجبها فتحول بعضا منها الى شبه مقرات للاحزاب الدينية و تحول منهجها الاجتماعي والديني الى نشاط من نوع اخر داخل الإطار الديني من اجل تبرير وتمرير سياسات وغايات كلفت بها من قبل احزاب ومنظمات من داخل البلاد او من خارجه عن طريق استخدامها الخطاب الديني مستغلة سذاجة الناس وتعاطفهم مع الوعظ الديني وبهذا الاسلوب تمكنوا من اقحام الدين في السياسة وحاول بعضا منهم فرض افكارهم وتحريم ما يخالفها او ما يخالف مصالح انتمائاتهم على الاخرين والتحريض ضدهم دون التفكير بالعواقب مما اثار الخوف و القلق عندهم والشعور بعدم امكانية العيش بسلام في الوطن والتفكير بالهجرة وترك موطن الاباء و الاجداد وهو في الواقع احد الاسباب الرئيسية لهجرة اغلب ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.

ولهذا نرجو من الجهات المعنية والمسؤولة وخاصة في اقليم كوردستان العراق الذي يعتبر الملاذ الامن لكافة الاديان والمذاهب تحمل مسؤوليتها تجاه ما يحصل من خرق القوانين والتجاوز على مقدسات الاخرين و ممتلكاتهم وحرياتهم الشخصية لكي نعيش بسلام اخوة متحابين ونعمل من اجل ازدهار الوطن وتطوره كما ارجو من الاخوة رجال الدين ان يكون خطابهم خطاب صالح ونابع من نفس صالحة.