قولوا كلمة خير بحق شعبنا قبل ان تطلقوا عليه طلقة الرحمة  

 

                                                                             روند بولص

      يشهد  العراق مرحلة حساسة و هامة خاصة بعد انسحاب  القوات الامريكية واستعادة السيادة الوطنية، حيث يواجه تحديات خطيرة وملفات ساخنة منها  التحدي الامني ، الفساد ، اضافة الى الصراعات السياسية الخطيرة بين الكتل الكبيرة، التي كادت تؤدي بالبلد وتجربته الديمقراطية والعملية السياسية برمتها الى حافة الهاوية. في خضم هذا الوضع الدراماتيكي وشديد الخطورة. اين يقف شعبنا المسيحي بكافة مكوناته الدينية والاثنية؟ شعبنا اضافة الى الوضع العام الخطير الذي يسود البلد يعاني من نزيف الهجرة و التهجير و الارهاب المنظم ، ومحاولات للتهميش والاقصاء والتمييز، والتشرذم ، والاجندات الجاهزة، ونحن امام هذا المنعطف التاريخي الخطير  وهذا الواقع المرعب  والمذل والمهين لكرامتنا والمهدد لوجودنا وبقاءنا على ارضنا التاريخية،  كيف يجب ان يكون خطابنا و كيف يجب ان سلوكنا. نحن امام خيارين لاثالث لهما  اما  ننساق وراء نوازعنا الضيقة و هواجسنا الشخصية وطموحاتنا الذاتية والانانية والمَرضية احيانا، تحت شتى الاعذار والمبررات، وعندها نكون قد اسرعنا وساهمنا في جريمة قتل هذا الشعب المسكين  بالضغط على الزناد واطلاق طلقة الرحمة في جبينه. أو نتدارك الامر و قبل فوات الاوان  و نُحكم الضمير ونحتكم الى العقل ونترفع عن الكثير من الامور والمشاكل وتوافه الامور باحثين عن مخرج و حل موضوعي ومسؤول يحمي وجودنا و يضمن بقاؤنا على ارضنا، من خلال حوارات  جماهيرية واسعة و صريحة بين جميع مكونات شعبنا الدينية والاثنية والمدنية حوارات لا وصاية فيها احد على احد لا كبير فيها ولا صغير، باحثين عن رؤية وستراتجية عمل مشترك من خلال تشخيص التحديات  و اليات مواجهتها وتحديد المشتركات العامة  والهامة و محاولة ايجاد مشروع مشترك يساهم به الجميع ويتحمل الجميع مسؤوليته في هذا المشروع. لابأس لا بل من الضروي من ترتيب البيت الكلداني والبيت الاشوري والسرياني ، لا باس من اجل بذل المزيد من الجهود والحوارات من اجل وحدة الكنائس، ووحدة المؤمنين، ولكن على ان يتم كل ذلك بضمائر نقية ونيات صادقة و ايادي نظيفة. أؤكد على الايادي النظيفة قد نكون النيات صافية  والضمائر نقية ولكن قد يفسد كل ذلك الايادي القذرة الملوثة ؟ ليكن بداية مشروعنا الحوار الشامل الواسع يساهم به الجميع، جماهير شعبنا وهم الاغلبية الصامتة، الكنيسة،  الاحزاب، منظمات المجتمع المدني، حوار بلا اجندات جاهزة ومشاريع مقننة  مدسوسة من هنا وهناك،  لنكن اسياد انفسنا ولو لمرة واحدة. ومن هم من ابناء شعبنا لهم مراكز او انتماء الى احزاب وطنية والكتل الكبيرة عليهم ان يكونوا امناء مع ضمائرهم وان يساهموا بنقل الواقع المرير لابناء جلدتهم والغبن والحيف الواقع عليهم كونهم الحلقة الاضعف والضحية في صراع الكبار وان يلعبوا دورا ايجابيا في خلق توازنات و طرح افكار ايجابية داخل كتلهم واحزابهم بما يخدم تعريف قضية شعبنا و طموحاته المشروعة، وان لا ينساقوا وراء اي طرح او اي مشروع قد يسئ او يلحق الاذى بهذا الشعب المسكين، او ان يكونوا لصالح طرف ضد طرف الاخر.

ايها الاخوة علينا ان نقر باخطائنا لبعضنا  البعض نعم هنالك غبن  نعم هنالك استئثار بالسلطة واحتكار المناصب  من الفتات الممنوحة لشعبنا ، نعم هنالك احتقان بين مكونات شعبنا، نعم هنالك من يتربص للصيد في الماء العكر وخلق الفتن، ولكن هنالك جهود مخلصة نحو التقارب والعمل المشترك. نعم الكل اخطأ ويخطأ ولكن الذي  يتحملون الوزر الاكبر من هم اكثر سلطة و اكثر نفوذا، وعليهم ان يتحمل الوزر الاكبر من المسؤولية في طرح المبادرات و تقديم التنازلات من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه قبل ان نتلاشى ونتهاوي وتذرونا الرياح  كأنما لم نكن.