شباب عنكاوا.... تجربة لا بد ان تتكرر

 

                                                             

 

 

                                                                                          كامل زومايا  

                                                                                                                 

         هي عنكاوا مدينة شامخة بأهلها وتاريخها القديم والحديث... مدينة ديدنها انها تعطي وتعطي  وتعطي دماءا زكية قربانا للحرية وتمنح الحياة  من اجل قضايا شعبنا العراقي بشكل عام وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري بشكل خاص  نحن جميعا وقرى ومدن شعبنا  مدعون اليوم  لنحتفي بشبيبة عنكاوا ، شبيبة غدت نبراسا وقرطاسا ليعلمنا عن وحدة الكلمة وكيف يكتب التاريخ احرفه من شعلتهم التي أبت ان تستكين لظلم جاورها  بين جنبات مدينتهم العزيزة علىالقلب  عنكاوا،  ليزدادوا عشاقها من كل ابناء شعبنا  الكلداني السرياني الآشوري في العراق والمهجر ، هي مدينة منحت للوطن احلام مسقبل واعد  خلف القضبان ودهاليزه المظلمة ابان النظام السابق ، واليوم عادت لترسم لابناءها ومستقبلها بدار آمن وروضة تنشد للحب والسلام واغاني للعصافير  ، فمجدا لشعبنا الأبي في عنكاوا العزيزة ، ومجدا لشباب عنكاوا الأحبة ، كلدو رمزي ، اوجين روند ، سافيو فاروق ، سافيو كوركيس ، دانيال روند الذي تستحقونه عن جدارة ..

ان افشال المشروع المرفوض من قبل ابناء شعبنا وجميع مؤسساته الدينية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني والذي جاء ثمرة التفاف ابناء شعبنا مع منظماته في عنكاوا يعد حدثا فريدا في تاريخ شعبنا المعاصر ، ويؤكد الى حقيقة بديهية خبرها التاريخ السياسي للحركة الوطنيةالعراقية، بأن الانتصارات الشعبية مهما كانت حجم المطالبات كبيرة منها ام صغيرة تقترن  بمدى الانسجام والالتفاف بين المؤسسات الشعبية المختلفة حول تلك المطالب، وان الانتكاسات والاحباط كان نتيجة حتمية في ظل التناحرات والصراعات بين تلك المؤسسات  بين ابناء الشعب الواحد، فالانتصارات مرهونة دوما بالاتفاق والالتفات  حول مطالب الجماهير من قبل جميع الاحزاب والمؤسسات الدينية والمدنية وخلاف ذلك سوف يدب بنا الخضوع والخنوع والاحباط والهروب الى المجهول ،  فشعلة شباب عنكاوا لم تكن تصل الى ماوصلت اليه الا من خلال مؤازرة جميع الجهود الخيرة والمباركة في رفض المشروع وجاء نتيجة طبيعية وحتمية للاجتماعات المتواصلة ومتابعتها عبر اللقاءات والرسائل المرسلة للمسؤوليين المعنيين في رفع الحيف عن ابناء شعبنا في عنكاوا .. ولابد الاشارة والاشادة بدور سيادة المطران بشارة وردة الجزيل الاحترام رئيس اساقفة ابارشية اربيل وقيادة تجمع التنظيمات الكلدانية  السريانية الآشورية وكافة مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني  لشعبنا  في عنكاوا في ايقاف والغاء "مشروع الابراج الاربعة"  ، كما كان دورا مهما ومتميزا للموقف الايجابي من لدن سيادة رئيس اقليم كوردستان الاستاذ مسعود البرزاني رئيس اقليم كوردستان العراق  الذي جاء  تتويجا لمشروعية المطالب الشعبية لمؤسساتنا الكلدانية السريانية الآشورية ، وكذلك لابد لنا ان نحيي موقف  الاستاذ نيجيرفان البرزاني  الرئيس المرتقب للحكومة الجديدة لأقليم كوردستان المدفاع عن  حقوق شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في الاقليم.

ازاء هذا الانسجام والالتفاف حول مطالب شعبنا وتحقيقها عبر التنسيق العالي والمسؤول من لدن  جميع مؤسسات شعبنا الكلداني  السرياني الآشوري،  حريا بنا جميعا ان نتعلم الدرس وان ننطلق في تعالمنا في كل المطالبات الانية والمستقبلية لشعبنا ،  بضرورة التمسك بالعمل الجماعي والمسؤول في الدفاع عن قضايا شعبنا والعمل على التصدي لكل المخططات التي تريد تهميش شعبنا والانتقاص من حقوقه ، لذا سيبقى الأمل والمسؤولية الكبرى على جميع مؤسساتنا الدينية والحزبية والمنظمات المدنية  العمل بنكران ذاتي عال يعبر عن المسؤولية التأريخية الملقات على عاتقهم  للدفاع عن مستقبل شعبنا والوقوف جنبا الى جنب من اجل  ردم الهوة بين ابناء شعبنا وتعزيز الثقة ، وليعلم الجميع ان زرع الشقاق بين ابناء الجسد الواحد المستفيد الوحيد هو الاخر، "الآخر المجهول المعروف "،  ولكن من المعلوم جيدا ان الخاسر الوحيد في زرع الشقاق والانقسام هو شعبنا الكلداني السرياني الآشوري بكل تسمياته الجميلة

لتبقى شعلة شباب عنكاوا وهاجة تنير الدرب لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ..

وليحمي الرب سيادة المطران بشار وردة الجزيل الاحترام لما له من نظرة ثاقبة لمعالجة هموم ومعاناة شعبه ، ومدافعا امينا لتطلعات شعبه وكنيسة يسوع المسيح له المجد ،خادما خدوما  في نشر تعاليم المسيح المحبة للسلام  بكل تواضع واباء. تحية حب وتقدير لجميع احزابنا ومؤسساتنا الكلدانية السريانية الآشورية لمواقفها  الصريحة والواضحة والثابتة المنضوية في تجمع التنظيمات الكلدانيةالسريانية الآشورية التي اثبتت عن حق انها المدافع الامين لحقوق شعبنا  ، وانها حقا تستحق كل الثناء والتقدير التي سهرت في متابعة امور شعبنا في عنكاوا وفي كل مناطق تواجد شعبنا التي تطال يد التغيير الديمغرافي لها من اجل ايقافها ..  

تحية للجنود المجهولين في منظمات ومؤسسات شعبنا كافة في منظمات المجتمع المدني هذه المؤسسات  بجهودها  يمكن ان نرى شعبا متحضرا يطالب ويدافع عن احتياجاته  بشكل حضاري ومتمدن ..

ولا بد لنا ان نشكر جزيل الشكر والامتنان لموقعنا الاعلامي المتميز ( عنكاوا دوت كوم) ، هذا الموقع  الذي كان ومايزال يرفدنا ويتابع عن كثب كل قضايا شعبنا ، ولابد لنا  ان نشير بالبنان لأدارته ومندوبه  في عنكاوا وجميع مندوبيه لتغطيتهم الشاملة لمعاناة شعبنا ومطالبه في الوطن والمهجر ،  فالف تحية واحترام للموقع العزيز دوما عنكاوا دوت كوم .