الموقع الرسمي للحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا).. the official website of Assyrian Democratic Movement- Zowaa

                               

 

منطق العقل والحوار كسلاح وحيد

 

 

                                       

                       سمير اسطيفو شبلا

               لم يقتصر دور الفلاسفة على التفسير فقط بل تعداه اليوم الى المساعدة في كشف الحقائق ومن ثم التغيير المطلوب وخاصة نحن نمر بمرحلة مضطربة من الفوضى والثورات العفوية والغير منظمة على الاقل في بدايتها، حيث يتم ترتيب بيتها اي الثورات عندما تجد ان الشعب قد حزم امره والتفّ حول مبادئ التغيير، في هذه المساحة من اللعب يكون هناك فريقان خصمان:الفريق الاول وهو فريق النظام والسلطة المتمرس وذو خبرة عالية في اللعب الغير نظيف لانه يعين طاقم التحكيم على مزاجه، تارة يلجأ الى العنف ضد اللاعبين وعندما يزداد سخط الجمهور عليه يوشوش في اذن الحَكَم، وهكذا نجده يتحايل ويقتل ومن ثم يكذب ويسجن، وتعلن ماكنة اعلامه انه لا يقبل خسارة المباراة كما حدث في تونس فكانت ضربة جزاء وهدف وثم هروب الحاكم! او قبول الرحيل وانهاء المباراة بشرف، كما حدث في مصر! وهذا ايضاً لم تشفعه وطنيته وكانوا الفلاسفة الثوار بالمرصاد بعد ان نظموا صفوفهم وقادوا هجمات متتالية مركزة الى ان تمكنوا من تسجيل اكثر من هدف! ولكن احذروا صيادي غنائم الغير! وهاهي اليمن على بعد خطوة واحدة من التغيير بعد ان تمكنوا ثوار ليبيا من تسجيل عدة اهداف في زمن قياسي، فهل سيكون لنا اربعة خارج اللعبة خلال مباراة الاسبوع؟

الايام القادمة ستكشف لنا اهداف جميلة مسجلة منها ضربة جزاء من قبل الفريق الثاني الذي يجد نفسه احياناً محاصراً داخل ملعبه، واحيان اخرى لا يجد بديل لكثرة الاصابات فيضطر الى وضع خطة بديلة تمكنه من مقارعة الالة العسكرية والبطش والقتل بالجملة والمفرد، وكانت ردت الفعل لصالح الطرف الثاني فنزلت الجماهير المحتشدة في الملعب الى الساحة وايقاف المهزلة بمساعدة الغيارى من مختلف الافكار والاتجاهات التي تحب الاخر وتعمل من اجل سعادته، وهكذا قررت الجماهير ونخبتها عدم البقاء على المدرجات! بل الانسان النظيف لابد ان يشارك في صنع التاريخ، وهذه الاحداث ليست سوى نسيج لحياة افكار في كل يوم ولحظة وايام الجمع للاختبار العملي المثمر! لتكّون كتلة من الفعل العملي لعقل الانسان باتجاه احقاق الحق وحقوق الوطن اولاً ووضع خير وامان الشعب في مقدمة الاهداف ثانياً

اذن نشعر بحركة التاريخ تدغدغ ضمائرنا لنشارك ونساهم في صنعه ونتيجته باتجاه نحو مستقبل الاوطان والشعوب، مشاركتنا ومساهمتنا تتجلى في: المشاركة العملية والفعلية باتجاه دعم التوجه الديمقراطي الذي يحدث في بلدنا بكافة الوسائل والامكانيات والطرق المشروعة والقانونية والسلمية! اما مساهمتنا تكون على الارجح نظرية التي تقوم على تقديم الاهداف والخطط السنوية والخمسية والمشروعات التنموية والانية منها، بعدها نلتقي عند نتائج التطبيق العملي للنظرية، اذن ساهمنا في المنهج والتطبيق، وهكذا كان الفريق الثاني قد التقى بالجانب الاخلاقي مع الجانب العملي، وهذا ما مطلوب في هذه المرحلة بالذات، وساحة التحرير في بغداد خير شاهد

لتحقيق الاهداف الموصوفة لابد من منطق كسلاح وحيد، نعم انه منطق العقل والحوار، هذا المنطق استعمله الفلاسفة القدامى والمحْدثين الذين دافعوا ولازالوا يدافعون عن تحرير الانسان من كل اشكال القهر والاستبداد والدكتاتورية المزمنة وخاصة المغلفة منها بكلمة "القداسة"، من وجهة نظرنا ان الشخص المقدس هو الشخص الخَيّر، الذي يعمل الخير له ولحواليه ولغيره دون ان ينظر الى حسبه ونسبه وانتماءاته، والانسان المقدس هو ذاك الحقوقي الذي يعمل ويساهم في تطبيق الحق والعدالة والمساواة بين اطياف ومذاهب ومكونات شعبه، وكرامة الشخص البشري تبقى مثلومة مادام يفتشون عن الحصص وتقسيم التورتة، اذن يفقد الانسان انسانيته عندما يُلَوحْ بالعصا وبيده الاخرى نصف جزرة! وهكذا وجوب التعامل بحذر مع الذي يدعو للفكر الواحد وكل من يقول "الانا وبس" لانه يعبر عن فكر الثورة المضادة، فحذاري من الشعارات البراقة دون فعل عملي ملموس، فهناك الكثيرون يجيدون هذا الفن! ولكنهم سرعان ما يتلاشون ولا احد يسأل عنهم! لسبب عدم وضع بصماتهم على وبين ومع حركة المجتمع لان التاريخ لايصنع بالشعارات والبهلوانيات بل يصنعه النخبة ومن ورائهم جماهير الشعب المُضْطَهدة، الفقراء – المحتاجين – المهجرين والمهاجرين – اصحاب الايادي النظيفة – طبقات المجتمع هي صاحبة المصلحة والقرار وليس طبقة معينة هي المعنية بالثورة، ولا قومية بذاتها صاحبة المصلحة الحقيقة وانما جميع القوميات، وهكذا بالنسبة للمذهب الواحد والطائفة الواحدة والدين الواحد،،،،،،،،،،،،،

عند هذا الفكر المنطقي والواقعي نقف مبهورين عندما يلتئم كفكر مع تطبيقه العملي عن طريق ثقافة الحوار ومنطق العقل كسلاح وحيد، لنؤكد انه مهما طال الزعل والفراق والابتعاد والتباعد والحرب والغاء الاخر فلابد من مائدة مستديرة، مائدة ممارسة ثقافة الحوار، لا مائدة لثقافة الغاء الاخر، هذه الثقافة التي تمثل زاوية من زوايا البيت دون وجود كراسي منتظمة ومتساوية، بل الجلوس يكون على احجار كبيرة وصغيرة وفيها نتوءات!!  اذن لابد من الصعود درجات على سلم التقدم والتنوير والحرية، نعم درجات ولا يمكن قفزها مطلقاً، لان التاريخ العملي لا يوافق ولا يذكرنا بانه اعطى ولو اشارة للقفز على سطح الحرية ولا على قمة الديمقراطية الا وكان مصيره الوقوع على رقبته وانكسرت، عليه اصبحنا داخل العالم واصبحت بلداننا وعراقنا من ضمنهم جزء من هذا الكون، فلا بد السير باتجاه التغيير مع خصوصيتنا العراقية التي هي فوق خصوصيتنا القومية والدينية والحزبية والسياسية والمذهبية والطائفية، فهل من المعقول ان نلغي الدكتاتورية ونأتي بدكتاتوريات؟ او نلغي الطائفية في مصر مثلاً والعراق قبله ونأتي بطائفية سوداء بديلة كاحداث الاسكندرية وامبابة وقطع اذان قبطي، او كما حدث للشهيد آشور عيسى في كركوك قبل ايام بعد اختطافه تم قلع عينيه وسلخ جلد وجهه وهو حي وبعدها تم قطع رأسه؟؟؟؟ هذا هو ما نقصده في الفكر الواحد والدين الواحد!! لا نعتقد بان السماء قبل الارض تقبل بذلك! وان قبلت احداها فنحن لسنا منها، وهذا ليس الهنا- اله المحبة والغفران والتسامح، وعندما نقول : الهنا لا نعني اله المسيحيين وحسب وانما اله المسلمين الطيبين والشرفاء واله اليهود وكل مؤمن بالاخر، كل الاخر، فان كانت الثورة تبديل الوجوه وزيادة القهر والاضطهاد فلا داعي لقيامها

لنكن نحن العراق والعراق نحن