الاديره والاماكن المسيحية في الكوفه

 

                     

 

                                                      ابن الوطن

       موضوع قيم وواسع عن الأديرة في الكوفة باعتبار الحيرة يدين بولائها للكنائس الشرقية النسطوريه القديمه ألخصها كالآتي : إن أصل اللفظة الديرهو اشوري (سرياني) ومعناها البيت او المنزل.

وقد اختصت الديارات بالحسن وجمال الطبيعة لأنها اكثر ما تكون بين الرياض والحدائق. وفي قمم الجبال والروابي المطلة على الأودية والسهول الفسيحة وفي المواقع المنقطعة عن الناس ، وكانت تحتوي على ابدع الصور والأشكال النفيسة ، وتزداد بالنقش والريازة.

ذكر الشرقي وهو يتحدث عن ديارات الحيرة ، قال : لقد حفظ التاريخ لهذه الديارات صورا كلها وحي يُلهم الأحساس ويرهف الشعور فقد كانت على جانب عظيم من النفاسة وجليل العمارة تعلوها قباب وقورة تلوح بالأبهة والهيبة والجلال من بعيد وقريب . ويزينها البهاء والرواء من الداخل فهي مزوقة بانواع الفصوص وأشكال النقوش والأبداع في الدهان والأصباغ بفرش ارضيها بالرخام المجزع وكل بلاطاتها مرمر مسنون تراه كأنه ممرد تزلق عليه الأقدام، وفي شقوق عماراتها الفسيفساء واللآزورد ، وعلقت فيها القناديل والصلبان من ذهب وقد رسم على جدرانها وحيطانها صور الحور الملونة بازهى الالوان تتقدم تلك الصور صورة السيد المسيح وعلى رأسه إكليل الشوك وصورة مريم في نفاسة صنع وابداع في الوضع بحيث ترى تلك الصورة حيثما اتجهت. كانت النصارى يقصدون هذه الأديرة ، ايام الأعياد فتكون موضع تجمع ولقاء وكانوا يقصدونها للتقرب الى الله والصلاة اليه. والتوسل له بأن يمن عليهم ويبارك فيهم. وليزوروا اضرحة وقبور موتاهم المدفونون في هذه الأمكنة. وللأديرة تاثير عظيم لتعريف التجار العرب وسكان البوادي من الأعراب بالديانة النصرانية فقد وجدوا في الأديرة ملاجئ يرتاحون فيها ومحلات يتجهزون منها بالماء . عرف هؤلاء الضيوف شيئا عن ديانتهم وعما كانوا يؤدونه من شعائر وطقوس . كما كان للأديرة دور صحي اذ اشتهر اساقفة الحيرة في مزاولة الطب ومعالجة المرضى وكانت اديرتهم هذه مستشفيات يلجأ اليها المرضى طلبا للشفاء والعلاج. اما الدور الثقافي الذي كانت تؤديه الأديرة فيتمثل بما كانت تحفل به من نوادر المخطوطات والكتب والتصانيف فإن كل دير كان يختص بخزانة كتب مفتوحة لرواد الدير وزواره . ومن ضمن المخطوطات الكتب المقدسة بنقوشها وزخارفها الملونة وتضم ايضا كتب الفلسفة واللآهوت والفلك والأدب والشعر والعلوم الدينية.

من هنا يتضح ان للأديرة دور هام في حياة النصارى الدينية والثقافية والأجتماعية.

ومن ديارات الكوفة ومواقعها وبعض حوادثها المهمة أذكر باختصار :

1- دير الأساقف(جمع الأسقف) في النجف تضم بين دفتيها بعض الأديرة والقبب والقصور ... وموقعها لا يتجاوز موضع (الطارات) الشاخص الآن غربي النجف.

2- دير الأسكون: ولهذا الدير سور حصين عال وعليه باب حديد ومنه يهبط الهابط الى غدير بالحيرة ارضه رضراض ورمل ابيض وله مشرعة لها ماء إذ قطع النهر كان منها شراب اهل الحيرة.

3- دير الأعور:من اديرة الحيرة بناه رجل من إياد من بني اُمية بن حُذاقة بن زهر بن إياد، وكان يدعى بالأعور. وقد ذاع اسم هذا الدير في موقعة القادسية عندما اتخذه رستم قائد الفرس مقرا له ولجنوده. وأقام به معسكرا اربعة اشهر

4- دير ابلح: ويعتقد ان كلمة ابلح من الالفاظ السريانيه التي استعملها نصارى الحيرة.

5- دير ابن براق: من اديرة الحيرة يقع في ظاهرها. وفي النجف اليوم محلة قديمة تعرف بمحلة البراق .

6- دير آذرمنج: ذكره يشوع عدناح مطران البصرة في نهاية الجيل الثامن حيث قال: والطوباوية آذرمنج بنت ديرا في مدينة الحيرة.

7- دير ابن وضاح- مار عبدا- معري: من اديرة الحيرة، يقع في ذات الأكيراح والى جواره حنة. ومن ترجم لمار عبدا – يشوع عدناح قال: إنه من دير المغائر، اصله من بيت أراماي وتجاور مدينة عاقولا التي عند الحيرة (الكوفة) وكان مجوسيا وفي احد الايام ذهب الى دير مار سركيس وكان يوم السبت ليله احد القيامة وفي هذا اليوم يعتمد جم غفير في ذلك الدير، وابصر نورا مشرقا على المعتمدين فانطلق الى المدرسة وتعلم الكتب وقصد مار تاتاي الكاتب فخوله الاسكيم فمكث زمانا  ولما اراد التحول قيل له في الحلم: لا تتحرك هوذا عندك ابن الحيريين ابدل اسمه واودعه مار عبدا فهو عتيد ان يتمجد بالرؤى وكان كما اوصى له. ولما توفي دفنه مار عبدا الصغير في المغارة نفسها وان تلميذه اقام ديرا فدعى دير الأنبا مار عبدا الى هذا اليوم.

8- دير ابن مزعوق: يقع وسط الحيرة، وقيل في ظاهرها، وهو قريب من دير الحريق وبحذاء قصر عبد المسيح.

9- دير ابي موسى: وورد ذكره في واقعة صفين، بعد ان خرج الإمام علي من الكوفة وهو يريد صفين ، حتى إذا قطع النهر أقام الصلاة مع جيشه ثم خرج حتى الى دير أبي موسى وهو في الكوفة على فرسخين فصلى بها العصر... ثم خرج حتى نزل على شاطئ نَرْس...

10- دير بني صرنيار: عده أدي من جملة الديارات في اطراف الحيرة عند ذكره لها معتمداً في ذلك على كتابات ايشو عياب الحديابي ورسائله.

11- دير بني مرينا: يقع في حفر الأملاك بجانب الكوفة عند النخيلة، واشتهر أمر هذا الدير في حوادث معركة قامت بين اهل الكوفة والخوارج في يوم النهروان أيام خلافة الإمام على بالكوفة.

12- دير بوَنَا : دير يقع في تل بونا من ضواحي الكوفة

13- دير توما: من الأعلام التاريخة التي اختصت بالنصارى وهو من اصل سرياني ويفيد (التؤام) وهو دير من اديرة الحيرة لتوما النصراني، اشار اليه ياقوت الحموي.

14- دير الجرعة – دير عبد المسيح بن بقيلة: عرف هذا الدير بدير الجرعة او الجرعات نسبة الى موضع يعرف بهذا الإسم قرب الكوفة بين النجف والحيرة، ويعرف ايضا بإسم مؤسسه عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة الغساني شيخ العباديين في عصره، وكبير اهل الحيرة في اخريات ايامها قابل خالد بن الوليد إبان الفتح الإسلامي للحيرة سنة 12 هجرية.

15- دير الجماجم: هو من الأمكنة الكوفية المشهورة ، يقع على مسافة سبعة فراسخ شمالي الكوفة ويشرف على طريق البر الذي يسلك الى البصرة وبإزائه دير قرة وقريب منه دير الأعور.

16- دير الحريق:من اديرة الحيرة يقع قرب دير ابن مزعوق ويجاور قبتي السنيق وغصين بناه النعمان بن المنذربناه على ولد كان له أحرق فيه .

17- دير حنة – الثوية: بناه حي من تنوخ يقال لهم بنو ساطع فيه منارة عالية كالمرقب تسمى القائم لبني اوس ابن عمرو بن عامر.ويقال ان سبايا الحسين مر بها الجيش الأموي بموضع (حنة)ومكثوا فيه برهة من الزمن للأستراحة ووضعوا عنده دون شك ما كانوا يحملونه من رؤوس الحسين وأصحابه وهذا ماجعل الناس يقدسون الموضع الى اليوم وأغلب الظن ان الدير المذكور تحول الى مسجد بمرور الزمن وصُحف اسمه الى الحنانة والشواهد على هذا التحول كثيرة في التاريخ الإسلامي.

18- دير حنة – الأكيراح: منطقة الأكيراح من رساتيق الكوفة الجميلة وأماكنها النضرة وكانت قبل الفتح الإسلامي ملحقة بالحيرة .

19- دير حنظلة: بناه حنظلة بن عبد المسيح بن مالك بن ربي بن نمارة بن عدي بن الحارث ابن مروة بن ادد. وقد وجد في صدر الدير مكتوب بالرصاص في ساج محفور " بني هذا الهيكل المقدس محبة لولاية الحق والأمانة. حنظلة بن عبد المسيح يكون مع بقاء الدنيا وتقديسه، وكما يذكر اولياءه بالعصمة، يكون ذكر الخاطي حنظلة ". وهناك دير لآخر باسم حنظلة منسوب الى حنظلة بن ابي عفراء بن النعمان وهو عم إياس بن قبيصة وكان من رهط ابي زبيدة الطائي ومن شعراء الجاهلية. ويقع ديره بالجزيرة على شاطئ الفرات في الجانب الشرقي بين الدالية والبهنسة اسفل من رحبة مالك بن طوق.

20- دير داد يشوع: عمر داد يشوع الماحوزي هذا الدير في نواحي الحيرة.

21- دير دندا: من اديرة النساء ، انشأته الطوباوية دندا.

22- دير دودي: بنته الطوباوية الحيرية دودي بنت العهد، قال ايشوع دناح : هيلانة بنت العهد أخت شمعون رئيس دير ربان يوزاداق في بلد قردو ... بقيت من اسبوع باعوثة نينوى الى احد القيامة بلا طعام.

23- دير الخصيب: دير يقع قرب بابل عند بزيقيا (وهي قرية قرب حلة بني مزيد من اعمال الكوفة) وهو حصن .

24- دير زرارة: من اشهر ديارات الكوفة ، اشتهر الى زرارة بن يزيد بن عمرو بن عُدس ، من بني البكاء بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

25- دير الزرنوق: من ديارات طوزناباذ، بين الكوفة والقادسية على وجه الطريق بينه وبين القادسية ميل.

26- دير الشاه: بارض الكوفة على رأس فرسخ وميل من النخيلة.

27- دير سرجس وبكس: من اديرة طوزناباذ على ميل من القادسية .

28- دير سلسلة: ذكر بعض المؤرخين ان العرب الفاتحين حين ارادوا اختطاف الكوفة شاهدوا فيها ثلاثة اديرة وهي: دير الحرقة، ودير ام عمرو وهو دير الهند الكبرى ودير السلسلة فهو من اديرة الكوفة القديمة.

29- دير السواء: من اديرة الحيرة الضاربة في القدم.

30- دير عبد الرحمن بن يلكم الحكم:يعد عبد الرحمن بن ام الحكم، من كبار قادة بني امية في الشام، تولى الكوفة من قبل معاوية سنة 57هجرية-676 ميلادية.

31- دير عبد يشوع: وهو اول دير اسس في الحيرة ، وكان بناء الدير سنة 410 م في عهد النعمان الأول. وكان بينما هذا القديس يدرس في الدير ذهب الى دجلة ليأخذ الماء فلاقى هناك نسوة استحلفنه على ان يملئ جرارهن، ولما تأخر عن الرجوع قص على رئيسه ماجرى له فأمره ان يدخل تنورنار، ورسم عبد يشوع على جسمه وعلى النار علامة الصليب ودخله على مشهد من اهل الدير. فانفرجت عنه النار ، وكي يتخلص من الإحترام الذي استوجبته هذه المعجزة انسل ليلا الى الفرات وبنى ديرا فاجتمع اليه بعض المتعلمين وتلمذ اهل متوث وميسان واتصل خبره بتومرصا الجاثليق(المتوفي سنة 721 يونانية) فجعله اسقفا على دير محراق ولكنه لم يبقى الا قليلا حتى ذهب الى جزيرة اليمامة في البحرين(في شرقي جزيرة العرب) وقضى هناك حياة عزلة وعمد سكانها وبنى ديرا. ثم طرد شيطانا وامره ان يحمل حجرا الى بادية بني اسماعيل فانجز الشيطان هذا الأمر ورجع الى القديس قائلا: قد حملت الحجر الى الموضع الذي عينته لي ووضعته الليلة على بعد ثلاثة اميال من مدينة الحيرة الواقعة على مدخل البادية، فرأى القديس حلما قرر على اثره الذهاب الى الحيرة وبنى بها ديرا في موضع الحجر.

32- دير العذارى : بين سامراء والحظيرة بجانب العلث على دجلة ودير العذارى آخر بين الموصل وباجرمي من اعمال الرقة.

33- دير علقمة: من الأديرة الحيرية، منسوب الى علقمة بن عدي بن الذّ ميل بن ثوب ابن اسس بن ربي بن نمارة بن لخم.

34- دير قرة: اسس هذا الدير ايام الملك الحيري المنذر بن ماء السماء 563 م بناه رجل من اياد يقال له قرة من نسل بني امية بن حذاقة بن زهر بن إياد.

35- دير كعب: قيل من اديرة إياد، وقيل لغيرهم وهو من جملة ديارات الكوفة.

36- دير اللج: دير في ظاهر الحيرة، بني بأمر من الملك النعمان بن المنذر ابو قابوس.607 م.

37- دير مار ابا الكبير: من العلماء الأفاضل يرجع نسبه الى اصل فارسي ومن عائلة مجوسية ، اعتنق النصرانية، ولما علم ملك فارس خسرو الأول بذلك طلب منه الرجوع الى المجوسية فأبى ونتيجة لذلك أمر بهدم الكنيسة النسطورية في سلوقيا التي كانت تعرف بالكنيسه الشرقيه القديمه اما الان فتدعى كنيسه المشرق الاشوريه; ونفى مار ابا الى اذربيجان سبع سنين، فعاد من منفاه بلا إذن فألقى في السجن. مات فيه متأثراً من مرض القولنج في 29 فبراير 552 م . الموافق لليلة الجمعة الثانية من الصوم الماراني في سنة 21 لنوشروان وسنة 863 يونانية ودفن بالحيرة وبنى عليه ديرا وقيل ان الذي بنى عليه ديراً تلميذه – قوري – ويومذاك كانت الحيرة قلعة نسطورية منيعة. وكانت مدة رئاسة مار أبا ستة عشر سنة ، وفي أيامه عُرفت قوانين الرهبنة في بلاد فارس وخالف زي الرهبان والهراطقة واهتم بالاعمار والقلالي وغيرها من سائر الديرة.

38- دير المسالح من اديرة (كوثي) من توابع الكوفة الإدارية وهي من ارض بابل القديمة.

39- دير مار باباي : وهو قديس من بلد – بهقباذ – القريب من الحيرة.

40- دير مار فاثيون: وهو من اشراف (بلاشبار) وقد دان بالنصرانية على عمه –يزدن- واخذ يبشر بالإنجيل وقتل في 25 تشرين الأول 446م.

41- دير مارت مريم: وهو دير قديم بالحيرة من بناء المنذر.

42- دير ميزدقنة: ذكره نصري في حديثه عن الجاثليق إبراهيم قال: انه توفى بالحيرة سنة 853 م ودفن في ميزدقنة.

43- دير هند الكبرى: من اديرة الحيرة شيدته هند بنت الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار الكندي. وهي زوج الملك النعمان الثالث (514-563م) المعروف بابن ماء السماء، عمرو بن هند الذي قتل في عقر داره بالحيرة ودفن في دير امه.

44- دير نجران: يقع بارض الكوفة لما اجلى عمرو بن الخطاب نصارى اليمن عن جزيرة العرب فيمن أجلى قدموا الكوفة وابتنوا هناك ديرا ومنازل وسموها دير نجران باسم نجرانهم باليمن.

45- دير هند الصغرى: وهي هند بنت النعمان بن المنذر بن امرئ القيس النعمان بن امرئ القيس ابن عمر بن عدي بن نصربن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك ابن غنم بن نمارة بن لخم.وديرها من اكبر اديرة الحيرة واعمرها واشهرها ويقع مما يلي خندق كري سعد، مقاربا لخطة بني عبد الله بن دارم بالكوفة.