لقاء مع احد المبدعين

 

 

                                                                       

                                                                           ذنون محمد

         يمثل الشعر روح المجتمع ونبضه الناطق فهو المعبر عن الذات الانسانيه  وهو يمثل الامل في استنهاض القيم وبث الحركه في اجزاءه ويسعى اي موهوب بألشعر الى ان يكون الناطق بأسم المجتمع والمعبر عن داخله فتجده احيانا يمثل حسه الانساني وبما يحمل من تشنجات مختلفه فأحيانا يمثل حسه الوطني مدافعا عن حقوقه واحيانا يمثل الارض من خلال المحاكاة الشعريه واحيانا يمثل العشق بمختلف توجهاته الوجدانيه .فألشعر هو النبض وهو المحاكاة وهو الروح التي تنهض بها الامم وتبرز ثقافتها .

 

 هناك من المنتقدين للقافيه الشعريه يرى ان القافيه هي قيدا في ابراز القصيده ونجاحها فالشعر بمنظور هؤلاء هو فكره اولا او تعبيرا جميلا في محاكاة الشي وهو رأي ربما له قبوليه عند البعض ولكن في الوقت نفسه هناك من يرى العكس فهو يشدد على القافيه فهي من تعطي للشعر الرونق والجمال من خلال شدها للمتلقي وبيان التأثير فيه على العموم هي اراء لها من يؤيد بعضها ولها من يعارض وهي بألتالي تصب في مصلحة الشعر ودوره في المجتمع.. حديثنا سيكون مع احد المبدعين واحد الناطقين بلسان المجتمع فقد برزت موهبته منذ الصغر حاله حال الاخرين فراح يحاكي الطبيعه وما تحمل من جماليات رائعه وغاص في عشق وطنه من خلال ابيات جميله مثلت التعلق بألارض وراح في اوقات اخرى الى المرأه هذا الكائن الجميل والمعطاء فخاطب الانوثه فيها بارزا فيها جمالياتها السحريه.. من ابرز ميزات شعره هو جماليه القافيه فيه والبحث عن المفرده المؤثره او التي لها أثر رومانسي لدى المتلقي او المتذوق للشعر فدائما نجد ان القافيه تمثل في شعره ركنا جميلا ومؤثرا اضافة الى عمق المعنى وهو الاساس في ابراز عوامل قبول القصيده لدى المتذوق ويمتاز شعره بعمق الوصف هو من المتأثرين بألشعر القديم وخاصه الشعر الجاهلي الذي يمثل الحقبه الشعريه لمرحلة ما قبل الاسلام  حيث وصلتنا الكثير من تلك النتاجات التي بينت شاعريه العرب وتذوقهم لهذا الفن الراقي من خلال الكثير من المهرجانات التي كانت تقام بين فتره وأخرى للاستماع الى اخر النتاجات الشعريه التي كانت تكرس الى ابراز المأثر الانسانيه والتغني ببعض بطولات القبائل ورجالها الافذاذ  في احد الاحياء القديمه لمدينه الموصل ولد هذا الشاعر فنشا في بيئه شعبيه وهي بيئه تكون دائما السباقه  في ابراز المبدعين وهي الساحه الاكثر عمقا والتصاقا بالواقع فألشعر يعتمد على الموهيه ثم تصقل بالدراسه والاطلاع على النص الشعري وهي التي تكون شخصيه الشاعر وتبرز اسلوبه او النمط الذي يغرد فيه .نفض شاعرنا عصام سليمان غبار الماضي وما يحمل من شجون مختلفه ليحلق مع كوكبه الشعراء والمبدعين..جلسنا وتذوقنا فيه الكثير من شعره وبمختلف انماطه او اغراضه  .فكان هذا الحوار

ايهما تقدم اولا في ميدان الشعر ..الموهبه او الدراسه الشعريه ...

ارى ان الاثنان احدهما يكمل الاخر فلا الموهبه تستغني عن الدراسه الشعريه والعكس ايضا يتقبل ذلك .الموهبه اعتبرها موروث او تأمل شعري او ربما هي احساس يستشعره الانسان المتأمل او الباحث عن نفسه او الذي يستقرى الطبيعه او المواقف الانسانيه الاخرى وما اكثرها على سطح الحياة .دائما تتولد الموهبه مع الانسان فنجد الشاعر من نعومه اضفاره انسانا باحثا ومتأملا في الطبيعه وكثير التأثر بالجوانب الانسانيه ولفرط ذلك فيه نجده من صغره يحمل قلمه ويخط ما توحيه له الطبيعه .لا نقلل من الدراسه الشعريه خاصه وان اللغه العربيه هي لغه شعريه بطبيعتها لكثرة المفردات المتنوعه وايضا لكون اللغه العربيه ربما هي لغه موسيقيه فتشعر بحلاوه الكلام او المفرده حتى اثناء الاحاديث الجانبيه .الدراسه الشعريه تنمي الموهبه وتفتح امامها الافاق الواسعه

فلا شعر او قيمه شعريه دون ذلك .....

اذن ترى ان الشعر هو ثقافه المجتمع وهو حضاره المجتمع الانساني ..

لا خلاف على ذلك ليس الشعر وانما ارى ا ن اي عمل ابداعي وفي اي مجال هو عمل يسارع في نهضه الامه وهو دليل على انها  امه معطاءه على سبيل المثال الان عندما نتذكر الحضارات القديمه لابد ان نذكر مبدعيها سواء على مستوى الشعر او الادب بشكل عام وحتى على مستوى فلسفتها او حكماءها الاخرين .هؤلاء هم من وضع تلك اللبنه وهم من وضع الاساس الاول للنهضه.. الثوره الفرنسيه على سبيل المثال التي اعطت لاوربا الامل في الحياة واخرجتها من الظلمه كان نواتها كوكبه من المبدعين في المجال الثقافي لم تكن الاله العسكريه هي اداة التغير بل كان القلم وما لعب من دور في رسم معالم تلك الثوره ..

دعنا نعود الى الموصل تلك المدينه الاثريه مدينه الكثير من المبدعين وفي مختلف المجالات الانسانيه ماذا تعني لك الموصل ....

دائما تجد الانسان واي كان وفي اي بقعه من الارض يحن الى مدينته الى مسقط الرأس

ربما الخطوه الاولى او النظره ربما لاتنسى انا فتحت عيناي على الموصل على ازقتها ودرابينها الضيقه في الموصل شاهدت الشمس لاول مره هناك تعرفت على القمر وما يمثل هناك عرفت النهر

على ضفته تغنيت بدجله الخير عرفت قيمه الماء وما يعني على ضفته كنت اتأمل الطبيعه اتأمل المجرى على ضفته عرفت ما تعني حركه الماء او الانسيابيه الازليه فيه

على تلك الضفه خاطبت المراه فقلت فيها يوما

سحرتني امرأه شفافة حسناء .......السحر في عيونها الزرقاء

كأن الهلال على حاجبيها غفى ....والشمس تأخذ من خديها الضياء

يا ليتني كنت معانقا لقوامها .....من الفجر حتى غسق المساء

المرأه عندك العطاء هي العطاء او الالهام ..نجدها حاضره عندك

لا خلاف على ذلك المراه ليست صوره جميله فقط هي روح هي بذره هي نهر معطاء ربما لولاها لما خرجت الكثير من اشعار فأكثر ما كتب الشعراء كان عن المراه هي الامل والمستقبل هي كل شي جميل لا تكتمل الحياة دونها هي جماليه تعطي لنا الالهام والديمومه هي الارض ..

ماذا  يمثل لك الشعر القديم كيف تراه الان خصوصا انه شعر ذو تركيبه صعبه من حيث المفرده ربما لا يفهم بتلك السهوله فحتى طلاب المدارس على سبيل المثال يعانون من تلك المفرده ويتذمروا منها الشعر القديم له جماليه خاصه ونمط سحري مؤثر وهو يمثل الشعر العربي وهو قيمته الشعريه فتجد فيه مختلف الصور الموثره التي باتت تضرب في الامثال .بالنسبه لي هو الشعر الحق وهو الاساس الواجب النظر في نصوصه وارى فيه اكثر جماليه وصدقا من الشعر الحديث او من بعضه لا نعطل كل الحديث فهناك شعرا يرقى الى مستوى المعلقات ان لم يفوقها لا ننكر احمد شوقي او ايليا ابو ماضي او محمود درويش والكثير غيرهم ممن ترك البصمه في ميزا الشعر

تأثرت بالمتنبى الذي اعتبره البعض امة الشعر تأثرت بأمرو القيس  

في ختام هذه الوقفه القصيره ماذا تقول لقراء بهرا من شعر

استفيقوا ايها الغفاة ....واصحوا من هذا السبات

هناك اطفال حفاة ....تمشي في البر عراة

يشترون الخبز بالدموع ....وبطونهم خاويات

يطلب الطفل رغيفا ...لا ينال حتى الفتاة

والرضيع يبكي لقطرة ..وقد جفت صدور الامهات ...

شكرا لك على هذه الفرصه نتمنى لك الاستمرار في هذا العطاء الشعري

   شكرا لكم على هذه الفرصه الجميله ..