تسفيه الذات ونخبة السفهاء !

 

   

                                         

 

 

 

 

 

     

                            

                                             اوراها دنخا سياوش 

 

تعرف الذات في اللغة بانها مؤنث كلمة ( ذو ) بمعنى صاحب. وتعني ايضاً النفس التي هي موضوع مقالنا. وتقدير الذات، وبحسب وكيبيديا، وليس (سياوش!)، يعنى به مقدار الصورة التي ينظر فيها الإنسان إلى نفسه، هل هي عالية أم منخفضة، وهي مهمة جداً لنجاحات الانسان في كافة مجالات الحياة.

اما في راي (سياوش!) فالذات تحمل عدة معاني انسانية تحملها هذه النفس وتتخصص بها كل ذات، ابتداءً من منح الانسان الاسم الذي سيحمله طوال حياته والذي سيلتصق ويقترن بشخصه وذاته، مروراً بهويته القومية التي تولد معه، ومن ثم الارض التي ستحتضنه ويخطو خطوته الاولى عليها، واللغة التي سينطق بها، والدين الذي سيؤمن به، والذي بالتأكيد سيكون متوارثاً، والتاريخ الذي سوف يصنعه، والعادات والتقاليد التي سوف يتقيّد بها.

ونحن كشعب كلدوآشوري سرياني نعرف ذاتنا جيدا وتشهد لها إمبراطورياتنا الآشورية والبابلية وتشهد لها لغتنا السريانية التي اخذت دوراً مهماً في فترة ومرحلة تطور الانسانية وبناء حضارته، فقد كانت وبشهادة العالم اجمع (الجسر!) الذي ربط الشرق بالغرب، والتي جرى استغلالها وبالتالي (نسفها!) وتسفيهها من قبل اللغة العربية، التي تُعتبر احدى مشتقات السريانية، بعد ان شاعت وطغت عليها. وكان السبب، وهذا في راي (سياوش!) ايضاً، الكتاب والادباء والمفكرين السريان انفسهم، فبفعلتهم هذه، اي ترجمة الكتب السريانية الى العربية، قد منحوا العربية فرصة كبيرة للتفوق عليها ومن ثم (تسفيهها!) في المستقبل، لا بل حتى محوها من الكثير من البلدان. ولولا الكنيسة، لاندثرت كحضارة المايا !

 لقد كانت هنالك فرصة كبيرة في اعادة امجاد لغتنا السريانية من خلال الموارنة في لبنان بداية القرن العشرين، باعتبار انهم كانوا يمثلون الاكثرية المسيحية، حيث السريانية هي لغتهم في الكنائس. لكنهم آثروا العربية في بيوتهم وادبهم واعمالهم، واحتفظوا بالسريانية في الكنائس فقط ولو لحين، حيث صارت الكنائس ايضاً تغيير من لغتها الى العربية وليصبح الموارنة رواد العربية وقوميتها.

واليوم وكما نلاحظ بعض من كتاب شعبنا الذين استطيع ان اصفهم بـ( نخبة السفهاء!) يحاولون وبدعم من بعض المحسوبين على المؤسسة الكنسية من تسفيه لغتنا والاستخفاف بها وعدم احترام خصوصيتنا المرتبطة ارتباطاً وثيقا باللغة، بداعي عدم فعاليتها وفائدتها في ميادين الادب والعلم والمدارس.

نخبة السفهاء التي ظهرت فجأة بعد عام 2003 صارت تسفه لغتنا...

نخبة السفهاء صارت تسفّه هويتنا القومية...

نخبة السفهاء اصبحت تسفّه تاريخنا ...

نخبة السفهاء اضحت تسفّه مذاهبنا ...

نخبة السفهاء لم تسلم من تسفيهاتها حتى الكنيسة وهرمها ...

انه بالتأكيد جزء من تسفيه الذات، والبنية التحتية لإنساننا الكلدوآشوري السرياني، عندما يتم تسفيه كل ما تحمله نفسه من معان.

وفي الختام لا نستطيع الا الدعاء لله على ان لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء من كتابنا ...