لقاء مع الشاعرة مارينا بنيامين

 

 

الكاتب هو من يؤمن ويشعر ويكون صادقا بافكاره ولا يكذب على السامع

يمكن ايصال قضية شعبنا للمستوى العالمي كلما كان الكاتب صادقا بمشاعره ومؤمنا بما يكتبه

 

                                                                      

     اجرى الحوار: الن البرت       

        في سماء الفن شاعرة مبدعة ذات موهبة جميلة. اذا امسكت قلمها، كتبت لآلئ في الشعر السرياني الحديث. واذا قالت شفاهها، حركت كل السواكن ووصلت الى اعماق سامعيها حيث يكونون.. بفكرها الاصيل، وكلمتها المختارة بعناية، وجملها المبنية ببلاغة، وصوتها الاخاذ، واحساسها العالي. هي ليست الوحيدة في فن الكتابة، ولكنها متميزة.. فاذا القت شعرا، لابد وان تترك اثرا في متلقيها.. لانها مارينا بنيامين التي كان لنا معها هذا اللقاء:

- في البداية نود ان نعرّف القراء عن مارينا بنيامين

* مارينا اختيار بنيامين، ولدت في كركوك بتاريخ 1967/7/20 ، وتخرجت من جامعة الينوي الشمالية الشرقية.. متزوجة ولدي ابن وابنة، امتلك مواهب عديدة منها كتابة القصائد، الحياكة، التطريز، وكتابة القصص. واحب من وقت لاخر المطالعة والسباحة والسفر.

- منذ متى وانت تكتبين الشعر؟ وكيف اكتشفت هذه الموهبة؟

* بدات بكتابة الشعر حينما كنت بعمر الاربعة عشر. وبصراحة، لم اكن اهوى الكتابة حتى ذلك اليوم.. حينما كنت اشاهد فلما، فسمعت صوتا جميلا بدأ بقراءة الشعر.. وكزلزال هز كياني.. بدأت بتجربة وضع مشاعري على الورق بطريقة الشعر او ترتيب الكلمات. فانا لا اسمي نفسي شاعرة، انما انثى تحب كتابة الكلمات المصقولة المرتبة.. وتبيان مشاعري بطريقتي الخاصة.

- حسنا، هل هناك من ساندك في هذا المجال؟

 * كثيرون قد ساندوني.. والاول منهم كان ابن اختي السيد "كلبرت كيوركيس" الذي كان يحب دائما ان يبث اشعاري في اذاعة "المؤسسة القومية الاشورية"، ولكنني كنت اصده عن هذا العمل لانني لم اكن احب بثها انما الاحتفاظ بها لنفسي شخصيا.

ومن المساندين الاخرين صديقاتي في المدرسة، حيث كانت تاتي كل واحدة منهن بقصة حبها الخاصة وتطلب مني ان اكتب قصتها بطريقة الشعر.. وحينما علمت اسرتي بكتابتي للشعر ساندتني كثيرا، مثل اختي "راحي" التي كانت تطلب مني ان اكتب باستمرار، وكانت تقرأ ما اكتبه لزملائها ومعارفها. ابي وامي بدورهما سانداني بكل طريقة ممكنة لاستمر في الكتابة، وبالاخص والدتي، لانها كانت تريدني ان اسير على خطى والدي رحمه الله الذي كان كاتبا معروفا.. فكانت تريد ان اصبح مثل والدي..

-  على ماذا تعتمدين بكتابة اشعارك؟ على المشاعر، الكلمات، او الموضوع..؟

* هذا السؤال جميل جدا. واجيبك بان الشيء الاهم عندي في البداية هو شعوري، وثم موضوع الشعر، وكذلك بساطة الكلمات التي انتقيها.. فانا احب استعمال كلمات بسيطة ولكن جميلة وذات معنى في نفس الوقت كي لا افقد السامع واحرمه من متعة الاستمتاع.. لاننا مقيدون بالكلمات التي نستعملها بسبب عدم وجود مدارس لنا لتعليم لغتنا، ولهذا فان اغلب الناس لا يفهمون لغتنا بصورة كاملة.. والشعر شيء يستمتع به الانسان.. فاذا استعملت كلمات صعبة لا يمكن لاي شخص فهمها، حينها ساكون قد فقدت السامع.

 - ما الهدف الذي تودين الوصول اليه بكتابتك للشعر؟

* بالنسبة لي، فان الهدف من كتابتي للشعر هو تقديم مشاعري وافكاري. ولكن بالتاكيد فان للشعر هدف اخر هو خلق الامل واثارة السامع.. والهدف الاخر هو لكي يبقى ادبنا قائما بكل الطرق، واحداها هي الشعر.

- هل كتبت اغاني للفنانين؟

* نعم كتبت عدة اغاني للفنان العزيز "جورج جربقجي"، ومنها: "مدينتي نينوى، الحب الكاذب، خُلقتِ لاجلي، سابقى انتظرك، مشتاق"، وكتبت اغنية واحدة للفنانة "اليزابيث اوشانا" بعنوان "نينويتا". وبالنسبة لابنتي "ايزابيل عشتار" فقد كتبت كل اغاني البومها المعنون "Christmas with Isabelle" بالاضافة لاغنية اخرى ستبث قريبا بعنوان "يمكننا ان نصنع التغيير"we can make a difference".

انا شخصيا لا احب كتابة الاغاني ، لانها تختلف كثيرا عن كتابة الشعر، ولافسّر هذا ساحتاج لوقت طويل..

-هل هناك قصيدة اعجبتك وتمنيتي ان تكوني انت صاحبتها؟

* بصراحة، لا اقول لنفسي مثل هكذا الكلام ، لانني اكون فخورة بالشخص الذي كتب ذلك الشعر وافرح لاجله وكأنما انا الذي كتبه.. اذ ليس كل شيء في حياتي مكسب شخصي.. ويجب ان يكون لامتنا شعراء ماهرون تفتخر بهم ويرفعون من شأن ادبنا.

- ما هو رأيك بالشعراء الشباب من ابناء شعبنا؟

* صراحة القول، انا لم اتوقع ان اجد شبيبة لها حب لفن الشعر، ولكنني ارى الكثير من الشباب والشابات الذين يظهرون على الساحة ويقدمون لآلئ جميلة. واحد هؤلاء الشباب من ابناء امتي هو تحت سن الثامنة عشر ويكتب اشعارا جميلة، وانا شخصيا اؤمن بموهبته، وهو السيد العزيز "وليم بنيامين"، "خلاب ايل" الذي يعيش في سرسنك بالعراق، اذ يمتلك هذا الشاب خيالا جميلا وهو حاذق بافكاره وكتاباته. وايضا شاب اخر من مدينتي العزيزة كركوك الذي يكتب باسلوب جميل هو "صنخيرو داود" "صَخي"... واتوقع لهذان الشابان مستقبلا باهرا.. وبالطبع لدينا شعراء اخرون ولكنني لا اتذكرهم جميعا الان..

- هل قُدمت لك شهادات او جوائز تقدير عن اعمالك؟

* لم اشارك باي مسابقة شعرية من قبل، ولكن قُدمت لي الكثير من الجوائز في ليلة عشتار من المؤسسة القومية الاشورية بمناسبة يوم الحب لاجل الاشعار التي قدمتها بهذا الموضوع. وانا شخصيا، فان الجائزة الاكثر قيمة عندي هي عندما يأتي السامع ويقول لي: "احببت شعرك كثيرا.."، وكلماته الجميلة عن احساسه بشعري تعادل كل جوائز العالم.. وعندما كنت اقدم برنامج اذاعي في المؤسسة القومية الاشورية فقد قُدمت جائزة للمؤسسة عن اعمالي.

- هل بامكان الشاعر ان يعرّف العالم بقضية امته عن طريق الشعر؟

* مائة بالمائة، ان الشاعر يستطيع ان يصل بقضية امته الى العالم، فبواسطة شعر واحد يمكن اسقاط نظام كامل، وهذا شيء معلوم للجميع. وانا مؤمنة بان القضية يمكن ايصالها للمستوى العالمي كلما كان الكاتب صادقا بمشاعره ومؤمنا بما يكتبه ، وحينها اعلم بان السامع سيتقبّل الشعر بكل صدق. فالكاتب ليس من يأخذ قلمه ويسرد الكلمات ، انما هو من يؤمن ويشعر ويكون صادقا بافكاره ولا يكذب على السامع..

فانا احس بهذا الشيء من السامعين، حينما ياتي الي حتى الشباب عندما يسمعون شعري "الضيف" او "الحجر" ويقولون بانني ابكيتهم لانهم شعروا بمدى خيانتهم لامتهم وتقصيرهم بواجباتهم القومية.. وانا احتفظ برسائل كثيرة قد تصل للمئات بهذا الخصوص.. ومن هنا اعرف بان الكلمات التي تنبثق من اعماق الكيان والروح ، تصل بالتاكيد الى السامع ويكون لها تاثيرها في المستقبل.

- بعيدا عن فن الشعر، ماذا ستقولين بايجاز عن:

- الحب.

* المسيح، رمز النقاء والطهارة.

- الابتسامة.

* فرح، وجمال يزين من يتقبلها.

- الاسرة.

* بركة.

- العمل.

* واجب ونشاط وتقدم.

- اللغة الام.

* وجود الامة، وهي اقدس شيء وفخر كل امة.

- النجاح.

* بركة الرب ونتيجة العمل المواظب.

- ما هي اعمالك ونشاطاتك الجديدة؟ ومع من تتعاونين في اعمالك الفنية؟

* نقوم الان بتصوير شعر "نينوايا" ليتم بثه عن قريب بطريقة الفيديوكليب. وعن اعمالي واشعاري، فقد اصدرت حتى الان "سيدي" واحد بعنوان "لآلئ مارينا" "Marina's pearls"  المتضمن لخمسة عشر شعرا ، ثلاثة عشر منها عن الحب، واثنان عن الامة. وقد صورت اربعة كليبات رسمية من هذا السيدي، كما سنصور واحدا اخر .. وساصدر كتيّب عن قريب باذن الله.

اما الفريق الذي اعمل معه دائما فهو "Tiamat productions" تحت ادارة السيد "تِكلات إيسابي". وكذلك "Hollywood connection center" بادارة السيد "فكتور داوودي".

كما انني منشغلة الان بكتابات والدي واود نشرها عن قريب، وفي نفس الوقت فاننا نعمل على تصوير اشعاري الخاصة. والامر الاخر الذي ياخذ جزءا كبيرا من وقتي وحياتي هو اعمال ابنتي ايزابيل عشتار، فهي مغنية ايضا، ونعمل الان على تصوير اغانيها. وكما ذكرت اعلاه ، فان قريبا سيصدر فيديوكليب اغنيتها الرسمية الاولى ، على امل ان تنال اعجابكم، وتهديها على وجه الخصوص لاطفالنا الصغار في نينوى .

- كلمة اخيرة؟

* اشكر صحيفة بهرا كثيرا لقبولي ضيفة على صفحاتها الذهبية، واتمنى لكم التقدم الدائم والازدهار المستمر ، بارككم الرب دوما.. محبتكم الدائمة مارينا بنيامين.