لقاء مع الفنان المتألق طلال كريش

 

 

اتمنى ان تحلق اغنيتنا السريانية في سماء الابداع والنجومية عالمياً

 

                                                                      

     اجرى الحوار: مريما  منصور كادو      

       شكل صوته الجميل القوي واحساسه العالي واختياره الراقي للكلمات والاداء المتمكن للّهجات الجبلية والسهل، شكل لوحة فنيه اصيلة مضيئة بحضارة شعب ما بين النهرين، حلمه ايصال الاغنية السريانية الى العالمية، كرس كل جهوده للفن والغناء وبسببه لم يتزوج ويستقر، ولد في بغداد عام 1973 من ابوين ينحدران من القوش ابا عن جد، اكمل  دراستة المتوسطة وفي مرحلة الاعداية سافر الى اليونان وبدأت رحلة غربته عن وطنه في 1990 بعدها سافر الى كندا وأقام فيها..انه المطرب الشاب والنجم طلال كريش من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري صاحب الاغاني الجميلة القومية والرومانسية والتراثية، اغانيه القومية التي تخص شعبه باني الحضارات يذّكر فيها ابناء قوميته الاشداء ويصفهم وصفا رائعا بمقارعة الظلم والطغيان، والرومانسية تطرب المستمع وتنقله لعالم الحب والعاطفة ليعيش لحظات جميلة، اما الاغاني التراثية فهي تبين وتمجد تراث شعبنا وتاريخنا الحافل بالانجازات... التقينا المطرب طلال كريش الذي زار مؤخرا وطنه العراق قادما من كندا، فكان لنا معه هذا اللقاء.

-  في زيارتك الاولى هذه كيف كان شعورك عندما وصلت ارض الوطن؟ وخاصة وصولك الى بلدتك القوش؟

*  لحظة وصولي الى مطار عنكاوا وخلال الطريق الى القوش شعرت شعورا غريبا ومفرحا حيث اسرني جمال الطبيعة من الجبال العالية ونسائم السهول وجعلتني اشعر شعورا غاية الروعة وبرؤيتها خففت كثيرا من احساسي بالغربة التي عشتها، واختلج الشوق والحنين بداخلي فبعد اكثر من عشرين عاما بالغربة ازور وطني العراق للمرة الاولى منذ سفري عام 1990، بالاضافة الى شعوري بالفرح شعرت بالحزن قليلا ايضا بسبب ما فاتني من تغير لاشياء كثيرة على مدار السنين التي قضيتها في الغربة حيث التقيت ابناء عمي وابناء بلدتي الكبار والصغار، منهم من كنت اعرفهم واخرين رأيتهم للمرة الاولى، وعند وصولي الى القوش شعرت شعورا مختلفا عن الاول فقد عمت الفرحة في قلبي اكثر مما كنت اتصور، حيث استقبلوني استقبالا حارا ورحبوا بي ترحابا نابعا من القلب منذ وصولي من منظم الحفل ومن كل شباب القوش وانا اشكرهم جميعا كما وجدت ترحيبا كبيرا في الحفل الذي اقمته هنا، ورأيت تكاتفا فيما بينهم رغم اختلاف ارائهم .

- متى ظهرت موهبتك الغنائية ومن الذي اكتشفها؟ حدثنا عن ذلك؟

*  في عام 1992 حينها كان ابن عمي طارق كريش "عازف طمبورة" واخي نبيل كريش "شاعر وملحن" سجلت اغنية (المنديل الاحمر"يالختا سموقتا") من اغاني الفنان الكبير اشور سركيس في كندا، عندما سمع نبيل وطارق الاغنية شجعوني على الغناء وفي تلك الفترة كنت اذهب الى الجمعية الاشورية في كندا التي كانت تقيم حفلات ونشاطات لكافة الفنانين لاستمع واستمتع بالغناء السرياني، وفي نهاية سنة 1994 عمل اخي كمال كريش "مخرج مسرحي" مسرحية بعنوان "القادم" من خلالها غنيت اول اغنية لي بعنوان (دارت الارض "خذرا ارئا") من كلمات والحان نبيل كريش وهي ضمن البومي الاول، حينها عملت الاغنية صدى كبيرا عند الجمهور الحاضرللعرض المسرحي ومن ضمنهم عازف السكسفون المشهور جونسن اغا جان الذي ساعدني كثيرا على الغناء ودخول حياة الفن، وفي سنة 1995 اقام الفنان جونسن حفلا بمناسبة عيد الام في الجمعية الاشورية فشكل فرقة عزف كاملة وقدمني على المسرح لاجل الغناء على مسؤوليته فنجح الحفل ومن تلك الحفلة ابتدأت مسيرتي الغنائية.

-  رغم نجاحك وتميزك في الغناء نجد ان عدد البوماتك قليل كيف تفسر ذلك؟

* اول البوم سجل لي كان في سنة 1999 بعنوان عهدانا والثاني عام 2003 بعنوان "ليون انا" والاخير عام 2008 بعنوان "رخشو هيري" ومنذ بدايتي الفنية الى يومنا هذا لم اسجل غير ثلاث البومات فقط، فعملية انتقاء الالحان والكلمات والتوزيع الموسيقي تحتاج الى وقت لكي يكون الالبوم ناجحا ومعروف عني بحرصي وتعبي على البوماتي لانني ابحث عن الجودة وليس العدد، كما ان انعدام شركات انتاج خاصة لانتاج البومات مطربينا يؤدي الى تأخر اطلاق الالبوم لان تكاليف الالبوم كثيرة ويقع حملها على المطرب فقط، لذلك اختصر في عدد الالبومات من اجل ان يكون الالبوم متكاملا من حيث الالحان والكلمات والتوزيع الموسيقي.

- لمن تسمع وهل لديك قدوة في الغناء؟

* اسمع للكثير من المطربين امثال ايوان اغاسي وسركون كابريل وغيرهم، لكنني تاثرت بالدرجة الاولى بالمطرب سركون كابريل عندما رأيته يغني على المسرح بصوته الجميل وطريقة غنائه شدني واعتبرته مثلي الاعلى وقدوتي في الغناء.

- هل لك هوايات ومواهب اخرى غير الغناء؟

* لا يوجد لدي موهبة اخرى غير الغناء وهواياتي هي القراءة والرياضة وبالاخص كرة القدم لدرجة انني العبها وفريقي المفضل هو مانشستر يونايتد.

- ماهي طموحاتك الشخصية؟

* اطمح واتمنى ان تصل اغنيتنا السريانية بتألق اكثر فاكثر نحو العالمية لنوصل فنوننا وغناءنا الى كل شعوب العالم.

- ما رايك بالمطربين السريان حديثي الغناء في الساحة الفنية وماذا تقول لهم؟

* نمتلك اصواتا جميلة جدا ظهرت في داخل وخارج الوطن، اقول لهم ان لا يقوموا بتكرار الاغاني والتقليد، اهم شيء ان يكون للمطرب شخصيته الغنائية الخاصة، كما ان عليهم ان يستشيروا ويسمعوا المطربين الكبار المعروفين الذين لديهم خبرة في هذا المجال وعليهم ايضا ان يأخذو اراء الناس من خلال متابعة اسواق الاغاني وكيف هي وكيف تسير، وان يختارو الاغاني المناسبة لحناجرهم واصواتهم.

- برأيك كيف يحقق المطرب نجاحا محليا وعالميا؟

* ان هدفي هو ايصال اغنيتي القومية الى العالم، ان الموسيقى هي لغة العالم، وبتطور موسيقتنا واغنيتنا نستطيع ان نوصلها الى العالم خاصة مع وجود التكنلوجيا الحديثة لاجل انتشارها في اكبر عدد ممكن من الدول، مثل الفن التركي واليوناني الذي يتابعه ويسمعه المستمعين من كل بقاع العالم لان الموسيقى ليس لها بلد معين، كلما تعبنا على موسيقانا من حيث انتقاء الكلمات والالحان والعزف بالات موسيقية حية مثلا كلما زاد تالقنا ونجاحنا عالميا.

- كونك نجما كيف ترى الفن لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، وكيف تتمنى ان يكون؟

* بصراحة يوجد الكثير من النقص في فننا، لكثرة المقلدين الذين يقلدون الاغاني والالحان، ويجب على كل فنان ايجاد لون خاصا به وطريقه الخاص وبهذه الحالة تكثر الوان فننا ونصل به الى اسمى المراحل واعلاها، لنأخذ الفن العربي مثلا فالعرب لديهم الوان كثيرة من حيث اختلاف الغناء كذلك الاتراك الذين لديهم " والبوب والجاز وغيرها" غنائهم متعدد الالوان والسبب في ذلك هو بتشجيع الفن من اعلى المستويات وفرض على كل طفل تركي تعلم الة من الالات الموسيقية عند دخوله الابتدائية، لذلك نرى الاتراك متمكنين في الموسيقى والغناء لان الموسيقى زرعت في داخلهم منذ صغرهم، فدراسة الموسيقى مهمة لاجل تربية اجيال موسيقية ينبع منهم الابداع الموسيقي والفني، ونحن نحتاج الى اساس موسيقي والى الدعم، حتى مطربينا الكبار امثال ايوان اغاسي واشور سركيس ولندا جورج وغيرهم بنوا لهم اساس رصين لكي يصلو الى هذا المستوى فعملوا اعمالا حرة في الغربة لاجل اصدار البوماتهم التي كانت تكلف ماديا في ذلك الوقت لتحقيق طموحاتهم الفنية وهي التحليق بالغناء السرياني في سماء الابداع، اما بالنسبة لمطربي هذا الوقت ففنهم ليس كما كان في عهد المطربين الكبار الذين لازالوا يكملون رسالتهم الغنائية وايصالها الى العالم.

- من هم الشعراء والملحنين الذين تعاونت معهم في حياتك الفنية؟

* في البومي الاول (العهد "عهدانا") تعاونت مع الملحنين والشعراء "يوسف ريحانا ونبيل كريش وفؤاد بلو"، وفي البومي الثاني( لست انا "ليون انا") تعاونت مع الملحنين "داود برخو وامير يونان ويوسف ريحانا" والشعراء "نبيل كريش وامير يونان وسركون ايشا" اما البومي الثالث والاخير(احاسيس محتاره ("رخشوا هيري" احاسيس محتارة) تعاونت مع عدد من الشعراء والفنانين منهم "اشور سركيس ونبيل كريش وداود برخو وولسن ديلو ومقصود ايشايا وامير يونان وسركون ايشا ويوسف منشي وبنيامين حداد" ولحنت انا اغنية(لماذا ياظالم "قامو يازالم") واغنية "رخشوا هيري" التي هي من كلمات الفنان اشور سركيس وتعاونت ايضا مع الملحنين "نبيل كريش وداود برخو ومقصود ايشايا وامير يونان وادوني اوديشو" واغنية(موطن ابي "اثرا دبابي") من الحان المرحوم القس يوحنا جولاغ، وداني شمعون الذي لديه فضلا كبيرا علي كونه الموزع الموسيقي للاغاني التي انتجتها والاشراف على الغناء.

- وما هو جديدك؟

* احضر لاطلاق البوم جديد لهذه السنة ولا استطيع ان اتحدث الا عن كتاب وملحني الالبوم فقط لا اقدر ان اقول اية تفاصيل اخرى عن الالبوم بسبب تعاقدي في هذا العمل مع الشخص المنتج، والالبوم من توزيع وانتاج فني لداني شمعون وتعاون في هذا العمل مع الشعراء نبيل كريش واشور سركيس وامير يونان وداود برخو واوسي جو وولسن ديلو واوراهم لازر وليث يوسف، والالبوم يحتوي 13 عشر اغنية.

- كلمة لجمهورك ومعجبيك؟

* اقدم تحيات نابعة من القلب الى جمهوري الحبيب الذي سندني ولا يزال في مسيرتي الفنية خاصة في العراق واعدهم ان اقدم لهم كل ماهو جيد وجديد على الساحة الفنية.

- كلمة اخيرة لبهرا ؟

* انا من قراء جريدة بهرا الغراء في كندا حيث تصلنا عن طريق امريكا "ولاية ديترويت" حتى انني في احدى المرات عند زيارتي الى امريكا جلبت معي الى كندا اعداد من الجريدة وتحتوي على مواضيع سياسية وثقافية وفنية جميلة ومشوقة فهي تصل الى الكثير من القراء بمواضيعها النيرة واشكر تواصلكم مع الفن وتغطية اخبار فناني شعبنا وعلى هذه المقابلة واتمنى لبهرا ان تصل ليس فقط الى كندا وامريكا بل الى كل بلدان العالم وشكرا.