صحافتنا السريانية من أجل صحافة جماهيرية

 

                                                                                                                

                     

      

                       

                                                                

                                                         أويا أوراها 

   

 

      هل فعلا تعتبر صحافتنا السريانية هي باكورة الصحف في المنطقة ؟ نعم وهي كذلك  وتعتبر الأقدم حتى الساعة حيث ناهز عمرها ( 163 ) عاما يوم طبعت أول صحيفة آشورية في دولة أيران بمدينة أورمي عام 1849 ورئيس تحريرها كان الدكتور  بنيامن لاباري ومساعده رابي ميرزا شمؤيل وكانت تصدر باللغتين السريانية والفارسية ولمدة 64 عاما بالأضافة ألى العديد من المطبوعات السريانية التي كانت تطبع في سوريا ولبنان والعراق وتركيا حينها كانت تعتبر الأولى في المنطقة, لذا وبالمناسبة العظيمة هذه حيث نهنئ أبناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني الموقر والجماهير العراقية المحترمةوعموم أبناء المنطقة  الأجلاء بيوم وعيد الصحافة السريانية الذي يصادف الأول من تشرين الثاني من كل عام متمنيا لها ولباقي الصحف الأخرى  دوام التطور والموفقية ...

     أن شعبنا الكلدوآشوري السرياني وطيلة 163 عاما نجده لا يملك صحافة تديرها موسسة أعلامية ذات هيكلية مستقلة  ألا وتكون ملتزمة  أو تابعة لتظيم سياسي كلدوآشوري سرياني  معين أو مؤسسة ثقافية وأجتماعية مسيّجة أو لجهات كنسية أو دينية بتشعبات مذاهبها , وأما تراها بالضد من ذلك اي صحافة سقيمة مسيرة من لدن جهات دخيلة وحاقدة غايتها تأليب ابناء شعبنا على ذاته ... على العموم لاتوجد صحافة سريانية أو أعلام سرياني يناجي الهم الجماهيري أو يتناغم وأهتماماتهم  الثقافية على أختلاف أنتماءاتها سواءا كانت سياسية , أدبية , أقتصادية و أعلانات صحفية, تحليلات , رياضة , مواضيع دينية والسبب هو لما يترتب عليه جهود كبيرة ابتداءا برأس المال الضخم والكوادر التخصصة  على مختلف الأصعدة اضافة ألى بناء هيكلي أعلامي أو صحافي متكامل له أدارته الخاصة ... ألخ من المتطلبات, ولبلوغ مثل هكذا مرحلة لا بد أولا وأخيرا أن تنطلق من صدق النوايا التي تكون الأساس المتين لمثل هكذا مشروع  حيث فيه تتكاتف جهود الأمناء والخيرين أصحاب الفكر والقلم وذوي الأنتماء القومي الذين فيهم تتجسد  روح الهوية  وأثبات الوجود  وحب الجماهير والوطن ... ألخ من الثوابت التي  في محصلتها ستهيء الأرضية المناسبة التي بدورها  ستعزز ثقة الفرد والمثقف الكلدوآشوري السرياني بنفسه كي يظهر ما مكمون في دواخله ويضعها  في خدمة العامةليصيّر بالنتيجة من نفسه القاعدةالتيستعول عليهالصحافة السريانيةوالذي سيخلق فيه هذه الثقة العالية وكما ذكرنا هي تلك النوايا الصادقة والصريحةالتي أذا ما صحّ تواجدها سوف تؤدي ألى ولادة صحافة مثمرة. اذن وفي مثل هذه الحال ولتوفير هكذا موسسة أعلامية فيها المقرؤة والمسموعة والمرئية أضافة ألى مواقع ألكترونية لم تكون سهلة المنال لمن هو بحال وظرف وواقعنا الذاتي على الرغم من الحاجة الماسة أليه  ناهيك عن الظروف الموضوعية المحتاطة بنا التي تحاول جاهدة على شل حركتنا , لكن مثل هكذا مؤسسة أعلامية سيبقى مشروعا قائما والسبب هو أنه شعبنا لطالما يريد الحياة فله  من الأمكانيات التي باستطاعته أن يوظفها في تذليل  المعوقات ...

     أن ساحتنا الكلدوآشورية السريانية وكما نتلمسها اليوم حيث تحتضن للعديد من الصحف والمجلات أضافة ألى وسائل أعلامية أخرى لكن في اغلبها ملتزمة بنهج تنظيمي ذو خط فكري لا يمكن الأبتعاد عنه  أو تجاهله , وفيها من هي أحادية الوجهة والأتجاه لا تنسجم والخط الوحدوي ولا تتناسب لما يصبوا أليه بيتنا القومي الذي  تهدد بنيانه مثل هذه المعاول  الشاذة التي لا تخدم ابدا تطلعات شارعنا التواق ألى الحريةوالذي لا تزال أبتسامة الأمل على وجوههم , وهنالك من الوسائل الاعلامية أو الصحف السريانية الصادقة النوايا  التي تسير بخطى ثابتة وتشارك  هموم البيت الكلدوآشوري السرياني والتي وصفناها بالملتزمة وهذا لا يعني بأنها تتغاضى عن أقلام مثقفينا وسياسيينا وأدبائنا بل العكس نراها تستقبل مرحّبة بنتاجاتهم وأراءهم وتحليلاتهم الفكرية وكل ما يخدم قضايانا السامية ووحدة الصف القومي وكل ما يدعم من موقفه  لتنشرها في وسائلها الأعلامية  المتنوعة , وهنا من البديهي بأن الأخيرة ستلاقي الدعم الجماهيري والشعبي اللازم على الصعيدين الوطني والقومي لما لها من تاريخ بطولي ونضالي مشرقتشهد له ساحات النضال السري وحقبة الكفاح المسلح مرورا بمرحلة ما بعد أنتفاضة آذار 1991 ألى يوم سقوط  الصنم وحتى الساعة  , وما أقصده هنا والذي ليس من باب الحصر هو وسائل أعلام الحركة الديمقراطية الآشورية ( زوعـا ) التي كانت بداياتها مع ( صحيفة بـهرا ) لسان حال الحركة منذ مراحلها ألاول في حزيران عام 1982  تلك التي لا بد من الأشادة بها في كل مناسبة لما كان لها من دور سياسي وأجتماعي وثقافي ... ألخ للتعريف بقضايانا وتاريخنا وعاداتنا وفلكلورنا وما شابه ذلك ناهيك عن أعتبارها صحيفة هادفة  منهجها الصدق كونه الأكثر جدية في الصحافة وأحتراما لرسالتها وللقراء , كما وأنها أي ( بـهرا )  لم تكن يوما مجرد أداة للأعلان بل هي سجلا نضاليا  للتاريخ على الصعيدين القومي والوطني, واليوم والحقيقة يجب أن تقال حيث تتجحفل بجانبها العديد  من الصحف والمجلات الكلدوآشورية السريانية التي تتعانق وتحتضن بعضها بعضا  في سبيل خدمة تطلعات وأهداف شعبنا المصيرية واسكات الأصوات النشاز التي تتآمر على وحدة صف شعبنا وأواصر نسيجة المتشابك والمتداخل , والمفرح الذي نسمعه من الوطن هو دورات التثقيف الأعلامي بوسائله الثلاث المرئي والمقرؤ والمسموع  التي تقام بين فترة وأخرى من أجل خلق كوادر أعلامية يعتمد عليها  ...

     أن الصحافة على العموم وأستنادا ألى الدور الكبير الذي تلعبه في عالمنا اليوم حيث توصف على أنها رسالة تؤدي واجبها وكأنه على عاتقها يقف مصير الشعوب وهنالك من ينعتها وكله فخر وأعتزاز على أنها مهنة البحث عن المتاعب وعائدية ذلك ألى الجرأة التي تلازمها ناهيك عما تتحلى به عن كونها أداة تنويرة للجميع ولها ما يمكنها من توجيه الرأي العام , وبين هذا وذاك أضافة ألى الشعبية التي تحتاط بها والمصداقية التي زادت من شأنها خاصة لما تنشره من فضائح وحقائق على مختلف الأصعدة والدور الرقابي الذي تقوم به على مؤسسات الدولة ودورها في صنع القرار ... ألخ من الأمور التي جعلت منها أي ( الصحافة ) تكنى بصاحبة الجلالة ( السلطة الرابعة ) ...

هل بالأمكان أن نطلق على الصحافة السريانية بالسلطة الرابعة ؟ من البديهي بأن الجواب سيكون بالنفي , وذلك للأسباب التالية أولا - عدم توفر الأجواء الديمقراطية الحقيقية كي تمارس دورها الرقابي على مؤسسات الدولة وسلطاتها الثلاث ...

ثانيا – عدم الصدور بشكل يومي كي يظهرها بمظهر المواكب لكل المتغيرات الحاصلة على الساحة الوطنية والأقليمية والعالمية ونشرها ساعة بساعة ...

ثالثا – أفتقارها للكوادر المؤهلة كي يتسنى توزيعه على المراكز المختلفة ...

رابعا – عدم وجود التمويل اللازم التي على غرارها تضع الميزانية وتحسب التكاليف ...

خامسا – أتصافها بالمحدودية والألتزام بخط أو أتجاه معين ليس بالأمكان تجاوزه ...

سادسا – عدم أمتلاكها المعدات التكنلوجية  اللازمة والمحتلفة  ...

سابعا –أفتقارها ألى الهيكلية الأدارية المترابطة الذي يعدها جهازا ذا خصوصية متكاملة قائمة بذاتها ...

هكذا وألى العديد من العوامل التي تفتقر أليها صحافتنا السريانية , لكن أذا ما أتخذت الديمقراطية في العراق مجراها ومسارها الحقيقين ونال شعبنا الكلدوآشوري السرياني حقوقه المشروعة  على أختلاف مجالاتها حينها ومن المؤكد سيستطيع النهوض بهذه الرسالة السامية مؤدين واجبهم بما تمليه عليهم وطنيتهم البعيدة عن المساومة وبما يقره الحق التاريخي في أرضهم التاريخية بين النهرين , وكلنا ثقة أيضا بأن الصحافة السريانية وتطورها وتقدمها والعمل على أحيائها متوقف على درجة التشبث بأرضه وهذه حقيقة ثابتة لا جدال فيها وذات الشيء ينطبق على كل ما له أرتباط مصيري بمستقبل شعبنا وليس على صعيد الصحافة وحدها , وحينها وعن حق سوف تبرز عليها بصمات السلطة الرابعة وسوف تكنى صحافتنا السريانية  بصاحبة الجلالة ..

     أملنا كبير بصحافتنا وصحفيينا كونها صحافة  منهلها شعب أصيل ومنشأها وطن عريق  ومنبعها أرض الحضارات ( سومر وأكد وآشور ) , بأنها ستوظف الجهد كله للأتيان بصحافة جماهيرية يرى  المواطن الكلدوآشوري السرياني حقيقته في محتوياتهاوفي الوقت عينهتكون منبرا لخدمة الجماهير العراقية على وجه العموم التي لا تزال تجهل حقيقة شعبنا , وكلنا ثقة على أنها ستكون تلك الآداة التنويرية التي تنير العقول والدروب وستتحلى بجرأة الكشف وتعريتها الحقائق كما كانت منذ أكثر من 163 عاما وستضل الرسالة التي ينقلها المرسل الصحفي السرياني بكل أخلاص ألى المستقبل الموقر الجماهير المحترمة , وستبقى صحيفة زهريرا دبهرا ( أشعة النور ) تلك الصحيفة التي طبع العدد الأول منها في الأول من تشرين الثاني عام 1849 نبراسا يحتذى ويفتخر بها كونها أول صحيفة في المنطقة كما نوهنا أعلاه ... وألف مبروك على شعوب المنطقة وعلى العراقيين وعلى شعبنا الكلدوآشوري السرياني وشيوخ صحافته السريانية الذكرى الثالثة والستون بعد المئة يوم وعيد صحافتنا السريانية العريقة باكورة الصحافة في المنطقة حتى الساعة ... وما علي سوى أن أختم هذا المقال بالشعار الذي أتخذه الصحافي السرياني الجريء ( فريد ألياس نزها ) أبن مدينة حماة السورية عنوانا لجريدة ( الجامعة السريانية ) التي أصدرها في أيلول 1934 والشعار هو ( الحقيقة مهما كلفت ) ...