شمــّاعــه إسمــــها يونـــادم كنــّا

 

                                                                                                                

                              

                                       

                              

                                      

                                شوكت توسا

        

 

 

        حلقه رقم واحد

   ليس دفاعا عن شخص الذي أسْميتُ الشماعة َ بإسمه مع احترامنا الجزيل له, فأمر الدفاع عنه وعن قائمته  وتنظيمه متروك لمن يراه ضروريا , إنما يحزبالنفس السكوت على أقلام  أثقلت كاهل شعبنا وشوهت صحافتنا بجريرة مواقف مســبّقه وتأثيرات عاطفيه  جعلتهم  أسرى يقفلون جل حواسهم عن حقائق المجريات في لحظة  ويفتحوها فورا على شماعةٍ  يحملـّوها من رث الكلام  ما إستطاعت أقلامهم  .

   لذا أتمنى على القارئ الحليم ان يركن جانبا فرضية دفاعنا عن  فلان او ذم علان,  لأن مغزى كلامنا أنزه من ان يشوه ويكفن بهذا الرداء, ما يعنينا بالدرجه الاساس  ( بعد ردات فعلنا على الهجمات الاخيره على النوادي والجمعيات في بغداد ) هو التحدث عن  إشكالية تمتع الكاتب والناقد بمَلـَكـَة الخلق القويم  وعن حاجة إلمام الإثنين بحيثيات القضيه  التي يودان الخوض فيها وهي سياسيه في أغلبها ,كيما يتمكنان  اولا من تحديد موقعها الجيوبوليتكي من الاعراب , ثم توصيف علاقتها الماديه بما يحاددها أفقيا وعموديا  , بغياب احدهاذين العاملين  يفقد الكلام طعمه ويجرده من اية إضافه معلوماتيه او قيمه فلسفيه, فكيف لو غاب الإثنان معا؟ .

  الغريب في كلام هذه القله ممن يود التحدث سياسيا عن حال شعبنا الكلدواشوري السرياني , بات يطلق الكلام وكأن لسان حاله يقول بأن الامريكي عندما جيـّشَ الاساطيل وحشد صوبنا جاءنا ليعيد للعراق كرامته و لعيون أبناء كلدواشور بريقها و سواد كحلها, لو صحّ  هذا الإعتقاد المنافي لجملة من الحقائق وليس لحقيقه واحده  , فإن قراءات مشاهير السياسه و فلاسفتها  مضافا اليها الوقائع والشهادات  كلها تصبح هراء في هراء لا علاقة سياسيه او اقتصاديه لها  بمايدورمدى تسعة سنوات ان لم يكن اكثر.

  بتساؤل بسيط  حول سبب عجز الأحزاب العراقيه عن تشكيل مجلس عسكري خاص بها  كان بإمكانه المساهمه بفاعليه في عمليات اسقاط النظام ودك أركانه , الاجابه على هذا السؤال  ستقودنا تلقائيا الى معرفة الهدف وراء إبقاء الميليشيات طليقة الحركه بعد سقوط النظام لتمارس نشاطاتها في القتل والخطف والتهجير إن لم يكن تحت أمرة قيادة الأركان الامريكيه فهي امام مسمعها ومرآها  .

ثم إن كان فينا من يجهل او يتجاهل ما تناقله الامس القريب , فهناك من يتذكرجيدا بلاغ القيادة الامريكيه  عشية إجتياح  العراق الذي حذرت فيه من اي تجمع او تظاهر اثناء عملياتها العسكريه  وهددت بضربه لو حصل , وشبيه مقصد البلاغ صدر ايضا من السيد مسعود البرزاني عندما اعلن  مشددا عدم سماح سلطاته  لاي تحرك مسلح ينطلق من اراضي الاقليم  بهدف اسقاط  النظام في بغداد دون موافقته  .

    في الخوض قليلا بتفاصيل صغائر مرت علينا دون ان ترف لها آذاننا, لابد ان يتساءل المرء عن السبب وراء تفكيك القوة  المسلحه (الميليشيا) التي كانت تقودها الحركة الديمقراطيه الاشوريه  وشمولها بالحل والتفليش والتي حسبما يقال ناهز تعدادها الثلاثة الاف مقاتل كان بامكانها  توفيرالحماية لقرانا و كنائسنا بالتعاون والتنسيق مع أهاليها ,يا ترى هل كان تفليشها  بقرار طوعي من الحركه (زوعا)  بسبب العامل المالي ام لسبب آخر؟ مجرد تساؤل علّ الاجابةعليه توقظ اقلام المتحاملين  .

    ثم إن كنا نسينا  إجماع الكتل البرلمانيه (الديمقراطيه)  قبل سنوات على إلغاء المادة خمسين المتعلقه بكوتة ضمان تمثيل شعبنا في البرلمان ؟ فإن خبر إنقسام هذه الكتل اليوم  ما بين مؤيد لحق تمثيلنا  في مفوضية الانتخابات المستقله  ورافض له  يشكل مؤشرا آخر على مثقفينا التوقف عنده قليلا.

    حرصا منا على إستكمال تقريب الصوره اكثر,نبقى مع اقتطاف ما يستوجب على البعض معرفته  قبل التسرع في تعليق شوائبنا على شماعه سهله ,فليسمح لنا القارئ الكريم بالتذكير بجملة قالها السيد النائب يونادم كنه في لقاء له قبل بضعة سنوات مع صحيفة البيان الاماراتيه, شخصيا قلت مع نفسي في وقتها بان موقف الرجل فيما قاله لن يكون محسودا عليه, لم ادرك وقتها ان كان ما قاله سهوا ام كان يعنيها عندما  قال بانه لا يستبعد ان يكون للموساد دورا في بعض هذه التفجيرات ,  قالها السيد النائب ولا أظنه كان يجهل كم باهضة ستكون الفاتورة عليه وعلى أبناء شعبه بغض النظر عن صواب كلامه من خطئه,  بعيد ذلك بأسابيع تمت معاقبته ومعاقبة ابناء شعبنا بسرقة سبعة عشر صندوق إقتراع  قيل انها ضاعت في مراكز انتخابات مناطق سهل نينوى الاخرى ,بالمناسبه لم أستق هذه المعلومه من اي مصدر عراقي , بل من تأكيد تقرير الجنرال الامريكي ويثرو او ميثرو لا أتذكر إسمه جيدا, كان مكلفا حينها في مراقبة عملية الانتخابات في سهل نينوى, حيث بعد عودته الى بلده  ذكرها ضمن تقريره الذي نشرته الصحافه الأمريكيه.

   بمجرد تمحيص سريع  للكلام أعلاه وهو غيض من فيض, تكفي لكشف  كذبة الديمقراطيه وتقلبات  أدعيائها , ليس هذا فقط لكن حتى حديثهم عن إستعادة العراق لسيادته  بعد انسحاب الامريكان المزعوم أصبح مجرد نكته سمجه يراد منها خلط الاوراق و تضييع رأس الشليله علينا.

    واضح جدا ان قبضة الأمريكي بـــ ِ( ماكنته السياسيه و وكلائه وسفارته وإعلامه  وتنظيم قاعدته  وحلفائه الداخليين والأقليميين) ما زالت هي المتحكمه  بكل ازمه تحصل  لتلد أخرى دون ايجاد حل حاسم لها بل تتركها مثلما ترك جحا بسماره , وان شفق أحدهم  علينا  فبجرعة مخدره  يخادع عقولنا  وكأن كارثة في طور إستكمال عناصر إشعالها تنتظرنا لاقدر الله ,اذن اي خير يرتجى من قاده يخرجون من ازمه ليطمسوا بأخرى ,وهل هم فعلا قادرون على النفاذ بجلدهم من ورطة الإستمرار في مغازلة  أنظمة  ومصالح خارج الحدود ؟

على مدى السنوات التسع البوليتكساسيه , إجتاحت البلاد أفلام جرائم  حدث عن أصنافها  و عن ابطالها المتسترين ولا حرج ,زهقت فيها مئات الألوف من الأرواح البريئه, وضاعت بين ظهراني فسادها مئات المليارات من دولارات الشعب, المضحك المبكي اننا لحد اللحظه لم نشهد للقضاء العراقي أن أعلن رسميا  أمر القاء القبض على  فاسد او قاتل مدان الا بعد تهريبه خارج الحدود  بعمليه دونكيشوتيه قذره , ولو حصل تحت ضغوط شعبيه أن أعلنت الحكومه عن القاء قبضها على مجرم  فان اجراءات المحاكمه  تتم في غرف مغلقه بعيدا عن الميديا  والامثله على ذلك لا حصر لها , بإستثناء الاحكام التي في اعلانها امام الملأ  يحمي وطيس الصراعات الطائفيه والقوميه  التي يتختخ لها الأمريكان, بينما في بريطانيا واميركا وهولنده شاهدنا كيف تم إعتقال الضالعين في قتل العراقين الابرياء من جنود وتجار  تتم محاكمتهم  بشكل علني ,,,,, هل لنا ان نفك هذا اللغز أم لا؟

يتبع في الحلقه المقبله رجاء