غادرنا معلمنا أبو الصوف دون استئذان

 

                                                                                                                

                              

 

                                       

 

                                             سمير اسطيفو شبلا

        

 

 

     نعم انها دورة الحياة يا معلمي وأستاذي بهنام أبو الصوف! سبقنا إلى العالم الآخر يوم 19/أيلول 2012 دون استئذان! ونعلم جيداً انه لا احد يستأذن الضيف الغير مرغوب فيه والذي يدخل فجأة دون استئذان أيضا! هذا هو الموت أستاذي أبو الصوف، انه يطوي صفحة حياة إنسان وتُفتَح له صفحة حياة جديدة دائمة، إذن غادرنا معلمي بهنام الحضارة إلى الاخدار السماوية بجوار الرب، لا بل معه في فردوسه بكل تأكيد لسبب بسيط جداً ألا هو : عمل طوال حياته من اجل إثبات وتثبيت عمق الإنسان الرافد يني

 

     عرفتُ الدكتور بهام أبو الصوف في أواسط الثمانيات عن طريق معلمنا المرحوم الدكتور يوسف حبي (فاروق) عميد كلية بابل للفلسفة واللاهوت واحد مؤسسيها (لا بل لا نبالغ ان قلنا كان حجر الزاوية في تأسيسها، مثلها مثل المؤتمر الكلداني الأول 1995) وهكذا كان التعارف وتكررت اللقاءات وجلسات سمر وغايتها الأساسية إقناع المرحوم الدكتور بهنام أبو الصوف بالانضمام إلى الكادر التدريسي لكلية بابل للفلسفة واللاهوت ليدرسنا مادة (الحضارة) وكان ذلك في 2001 – وكانت الدرجة النهائية في مادة الحضارة 86% ولحد اليوم محتفظ بورقة الامتحان سيدي!

في رثائنا لأستاذ الحضارة العراقية /الرافدينية لابد ان نقول:من علّمك حرفاً مَلَكَكَ دهراً، واحتفاظنا بدرجة الامتحان في مادته خير دليل على انه ملَكَ عقلنا قبل قلبنا! كان أخاً وزميلاً ومدرساً ومعلماً، يتكلم معكَ ورأسه منحني لتواضعه، معلوماته غنية وكبيرة وكثيرة يخرجها لطلبته بكل سلاسة وثقة بالنفس، أستاذ من النوع النادر الذي ينطق بالحقيقة كما هي دون ان يحسب حساب المحسوبية والمنسوبية والربح المادي لذا كان البعض يستغلون طيبته وتواضعه ووطنيته لأغراض مصلحيه/شخصية

    كان مؤمناً بالعراق وبين النهرين وفي كثير من الأحيان كان يردد التالي: تأكد يا (فلان) ان 60% من كنوزنا لا زالت باقية تحت الأرض" يقصد حضارتنا الرافدينية، لهذا مهما كتبنا عنه كمعلم وإنسان وآثاري وأستاذ اختصاص /حضارة لا نوافيه بما قدمه من خدمات جليلة للإنسان العراقي وإبراز حضارة العراق ومابين النهرين العالميين الخالدين في المحافل الوطنية والإقليمية والدولية! كان حقاً "سفير الحضارة"

 

   نم قرير العين معلمي وأستاذي بهام أبو الصوف لان طلبتك وأجيالك القادمة وحضارتك ستكون في أياد أمينة، نفتقدك دائماً أيها العزيز

طالبك

   سمير اسطيفو شبلا الذي قلت عنه يوماً "بارك الله بكل من يدرس بهذا العمر؟مع ابتسامتك المعهودة