رحل الانسان فؤاد سالم ! لعنة الله على سُنة الحياة !

 

 

 

                                                     

                                   

                                           

                                                  نيسان سمو

لماذا مات وانتهى فؤاد سالم ولماذا رحل وديع الصافي ونيلسون وجيفار وماذا يعني اننا سنموت وهذه سُنة الحياة وكل واحد يأخذ نصيبة وغيرها من المهاطرات الحقيرة ؟؟.

اهلاً بكم في برنامجكم الجديد ( سُنة الحياة ) وهذا الموضوع سيكون يوم حُزننا وأسفنا على رحيل ابن العراق والمطرود منه الفنان فؤاد سالم ( فنان الشعب ) وقد ألغينا بانوراما الليلة وقمنا بتسجيل حقلة خاصة بهذه المناسبة الأليمة للرحيل المؤلم .. سيكون ضيفي !!!!!!! لقد بحثتُ كثيراً على ضيف لا يقول لي هذه سُنة الحياة ولا يقرها فلم اجد ( مصيبة ) فسأحزن لوحدي ومعكم ..

ماذا يعني الموت او الرحيل ولماذا يتوقف كل شيء إلا الموت ( هسة الماديين راح يكولون لا يوجد توقف بل سيرورة ، نعرف والله اكلتوا رأسنا ) .. لماذا يموت فؤاد سالم !!

يزداد الالم ويتعمق الجرح لرحيل الفنان والانسان فؤاد وذلك كلما نتذكر غربته وهو حي وموته وهو غريب ... عاش هذا الانسان مطارداً ومهاجراً وخائفاً من بلد الى بلد متنقلاً وهو ينشد اجمل القصائد واحزن واشجن الاشعار والكلمات لوطنه فهل هناك اكثر حقارة للذين كانوا السبب !!

إنسان يقضي معظم حياته للتغني بحب الوطن وترابه وهو بعيد او مُبعد عنه . لقد تضخمت الحصرة ونفخ الورم والحزن في رأسه وقلبه وهو يرى الحبيب ولا يمكن الأقتراب او لمسه او محادثته . حتى لم تبقى مستشفى او مركز صحي او حتى عيادة بسيطة او مستوصف صغير في كل هذا العراق يحتضنه ويقلل من جراحه ويعالجه فمات وهو غريب وفي الغربة ( هسة واحد مجرم راح يكول سوريا دولة عربية ) !!!!!!!!.. لعنة الله على البلد الذي لا يستطيع ان يحتضن الفنان فؤاد سالم وهو في ايامه الاخيرة ( انه فعلاً من المخجل ان تسمى نفسها بالدول ! لا وأضافوا الها العظيم ) ؟؟؟؟؟؟؟؟..

طبعاً سوف لا اهرج اكثر حتى لا يقولون لي ماذا حصل ولماذا فؤاد سالم ولا غيره وهكذا من النفاق والدجل الذي نحن نستطيع ان نحضتنه بشكل جيد ولا نحتاج المستشفيات له .

ولكننا بصدد كل هذا العراق ( العظيم ) ويموت اغلب انسانه وفنانيه في الغربة !! ومن ثم يقولون ويخطبون ويصعدون المنابر ويمتدحون ويقرون ببركاته ودعواته ويشعرون ووووو الخ ولا احد يعلم بماذا وعلى ماذا ؟؟. في العراق اكثر من مليون مليونيير واكثر منه حرامية ونصابين وناهبين قوت الأنسان من السياسيين والملتحقين بهم واصحاب اللحي الطويلة والملابس السوداء وكلهم يشتركون في مص ثروات هذا الانسان ولم يستطيعوا ان يعالجوا او يحتضنوا فؤاد سالم في بغداد !! ..

ولكن لماذا مات الفنان ولماذا نموت وماذا يعني هذه سُنة الحياة ( إذا لم يكن رجُل دين او قديس او نبي فلعنة الله على الذي قال هذه الجملة ) !. لماذا مات جيفارا ونيلسون مانديلا وحسن دكاك واحمد زكي وكمال الشناوي وستيف جوبس وعمر الحريري ووديع الصافي وانيس منصور وخيرية احمد نيل ارمسترونغ وثروت عكاشة والبابة شنودة واحمد رمزي و دايل كارنيغي وتشارلس داروين وجورج بوليتزر وجبران خليل جبران و...... عندما نظرت الى القائمة فيا للهول ( القائمة مرعبة ولم ارغب في التوقف ولكن رعبتُ من الشتائم ) وهكذا وكم انسان وطفل قضى في العراق وسوريا والعالم العربي بصورة خاصة فلماذا هذا الموت ؟؟ هل تستحق الحياة منا كل هذه الجرجرة والنحررة والهرطقة والاجرمة من اجل حياة لا تدوم اكثر من ربع ساعة ؟؟. لقد جاء وعمل وكتب وغنى ورحل وكأن الامر لعبة او حدوتة مصرية تُقال قبل دقيقة من نوم الطفل !.

لو تأملنا قليلاً بماذا سينتهي بنا الامر فسيتحول المفخخ الى راهب والانتحاري الى مُسعف والمجرم الى قديس والناهب الى مصلح خيري والسياسي الى مربي فاضل ورجل الدين الى مُلحد وكافر ..

لو تأمل هذا الانسان لغيّر الكثير من حياته لا بل جمها وحياة الآخرين معه وعاش بعض السنوات في سعادة وهناء ومرح والتي هي الحياة القصيرة الحقيرة التي نقضيها في ضيافتها ..

فلا تحزن يا فؤاد فوالله حال الباقيين احزن من رحيلك وحتى الذين لم يحزنوا عليك ولم يهتموا بك فيومهم قريب وهذا طريقنا ونصيبنا وسُنة الحياة ومرة اخرى اقول ( إذا لم يكن رجل دين او قديس او نبي فلعنة الله على اول شخص ارضي قال وردد هذه الجمل الحقيرة ) .. نحن لا نبكي عليك او على الذين رحلوا وحتى لا يتهموننا بالعنصرية او التفرقة ولكننا ننحي على حالنا وعلى الباقين الذين سوف ينسونك وينسون غيرك من الراحلين وخلال دقائق ارضية حقيرة وحياتهم اقصر من ثانية واحدة ..

لم يبقى إلا ان نُقدم العزاء ( ولكن لِمَن نقدمها ! لأنفسنا ) والرحمة على العراق وسوريا وعلى كل بقعة ارض فيها الشر وعلى كل طفل سقط وسيسقط وكل أم فقدت ضنا وكل شاب وشابة ورجل وامرأ فقدوا حبيب وكل انسان تمّ اغتياله وكل سياسي ومسؤول ورجل طائفي او مذهبي دون ضمير أو انسانية .. وانا آسف على استخدام كلمة رحمة ( لا تشتموا رجاءاً ! ليش اللي كال هذه سُنة الحياة افضل مني ) !!.

 لم يبقى إلا ان اقول : لعنة الغائب على كل مَن فقد ضميره وانسانيته .