شمــّاعه إسمــها يــونادم كنـــّا

 

                                                                                                                

                              

                                       

                         

                                                     

                                      

                                                         شوكت توسا

 

      الحلقه الثانيـــه

    نحن هنا بصدد مخاطبة الكاتب او الداعيه القومي بكل احترام , لا يهمنا سواء إتخذ الاشورية او الكلدانية عنوانا لدعوته بقدر ما تعنينا ظاهرة تهربه المتقصد من ذكرعناصر الخلل كما هي خوفا من ان تـُؤخذ عليه صراحته على انها مساس بجهه سياسيه متنفذه او أن يتم تفسيرها  بأنها اشادة  بطرف سياسي يتحسس من إسمه وعنوانه  لا يذكره الا كشماعه سهله , الطرف السياسي المقصود معلوم كونه الحركه الديمقراطيه الاشوريه وقائمتها البرلمانيه "الرافدين"  أما الحديث عن المجلس الشعبي والأطراف الأخرى فالامر مختلف تماما ليس بامكاني الخلط بيها لاسباب يعرفها  الكثيرون وقد سبق و تتطرقنا اليها في مناسبات عده.

   على كاتبنا وداعيتنا  القومي الموقر هذا ان يدرك ويعلن بكل جرأة ,بان قضيته التي للتو وعى  او وعينا عليها  وبدأنا نتكلم بها وندعو اليها  , كان لنشوء الحركه (زوعا) ونشاطها على الأرض بأخطائها وإصاباتها , الفضل الأساسي في إبراز قضيتنا قوميا ووطنيا , وإلا لـَما كان لنا اي فعل قومي سياسي حقيقي في صخب اروقة العراق الجديد ,إذن الكاتب الذي لا يعطي لهكذا حقيقه حقها ولا يبدي لصناعها اي احترام  دون تدليس وتشويه ,نحن كقراء لنا كلمتنا  وملاحظاتنا في غربلة و تقييم  نتاجه وكشف خلل مكياله في موازنة كفي المعادله سواء إختلفنا معه في أفكاره  وتطلعاته  او إتفقنا .

  عوده الى موضوعنا .................

     بين أيدينا حقيقه واضحه  تراكمت براهين  صحتها  في ارشيف شعبنا, تثبت بان  مكوننا الكلدواشوري السرياني (المسيحيين) كان دائما يتقدم الخاسرين في كل طبخة يتم طهيها في  مطبخ اجنبي  لتقدم لنا وجبة مُسمــّمه على مائده عراقيه , والحال هذا سار ٍ الى يومنا هذا لم يتغير جوهره شيئا ونحن داخلون في العام العاشر ما بعد التغيير , السؤال المعتاد هو: هل من الإنصاف إختزال كل اسباب خساراتنا  وتعليقها على شماعة عجز ساستنا و تقاعس ممثلينا ثم نتهمهم بالمتسولين ؟ أم  علينا السعي الى  تبرئة ساحة سياسيينا الناشطين؟ شخصيا لا اجد  اي وجه مقارنه بين الاثنين عدا ان في كلاهما  قفز عشوائي على مقولة انشتاين الشهيره " الشخص الذي لايرتكب اي اخطاء لم يجرب اي شئ جديد" .

    أما لو تحدثنا عن الإقتصاص من المخطئ  او احقاق براءته , فبأحكام قوانين المهنه التي يمارسها يتم ذلك ,لا باعتماد نصف الحقيقة و أهمال نصفها الآخر كما يفعل بعض كتابنا الذين اصبح حالهم لا يفرق عن حال ذاك الواعظ الديني الذي يفتح  صفحة  الأيه : "لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى ",يقرأ  شطرها الاول لا تقربوا الصلاة.... ثم يتوقف, فتصبح موعظته دعوة  زنديق وكافر  الى الكف عن الصلاة وليس  فرض الحشمة عليها .

     الفوضى(الخلاقه) التي خلفتها ماكنة  الأجنبي و تكالب مصالحه  في العراق حديث ذو شجون, فهي اي الفوضى  محصله طبيعيه بامكان كل ذي عقل قراءة خطوطها العريضه مسبقا وفعلا العديدون منا تنبأ عن معظم  تفاصيلها ربما كاتب هذه السطور نفسه طالته تهمة الترحم على نظام البعث لمجرد تحدثه عن بؤس ما ينتظرالشعب العراقي  و مجهولية مستقبل المكونات الاصيله الصغيره في حال تم إسقاط نظام الطاغيه بطريقة  خطف مقدرات البلاد من  قبضة ديكتاتور وعرضها مكشوفة على البساط  تحت رحمة مخالب التيارات الدينيه  والقوميه التي عانت ما عانته جراء النظام الديكتاتوري الشمولي .

     بحكم واقع الحركات الدينيه المسيسه والقوميه الشموليه , معلوم ان اجنداتها  لو إستحوذت على ادوات السلطه سوف لن يتوقف سقف مطالبها وطموحاتها عند حدود رد اعتبار ما لحقها من مظلوميه , بل تستغل  ما باستطاعتها  لما هو ابعد من ذلك , فيكون  أمر تهميش  بقية الأصوات الوطنيه  و إقصاء المكونات الاثنية  والدينيه الاخرى هو ديدنها المفترض , والدلائل على ما نقوله ماثلة امامنا لا تحتاج الى دراسات وبحوث ولا هي بمظاهر خافيه كي ندعي اننا بصدد كشف اسرارها هنا , فمحاصرة الشيوعيين والوطنيين وتغييبهم  ومعهم المكونات الصغيره  كانت  حصادنا المبكرمن التغيير الذي حصل  فورتسليم  البلاد لميليشيات افحمت في ممارساتها  إدعاءات  أحزابها .

    إذن أزمتنا نحن مكونات العراق الصغيره(الأصيله) اليوم باتت بحكم واقعها  جزءا أخلاقيا وإنسانيا  من مصائب الاحزاب الوطنيه وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراق, فقد سبق  مبكرا أن أدركت مجتمعة ً خطورة إنفلات الأوضاع و انقلاب الضحيه الى جلاد على حين غره  , لذا حرصت هذه المجاميع المهمشه اليوم على إبقاء خطابها السياسي تجسيدا لايمانها بان لا خلاص لها في العراق الا في نظام ديمقراطي  يتربع  قمة هرمه دستور وقانون وبرلمان  , لكن وا حسرتاه !!!  كم  ستكون نسبة حظوظنا في تحقيق هذه الامنيه في عراق أعمى بصيرة الامم (الديمقراطيه ) بنفطه وموقعه وحضاراته بينما الأحزاب والشخصيات الداعمه لبناء مثل هذا النظام  تبحث عن مأمن تحمي  به وجودها ؟

    أمام هذا المشهد ,و الشؤم والتشاؤم يحوم امام أبصارنا ومسامعنا حيثما ولت أدبارنا ,لسنا مجبرون بالتمنطق وتسويق الرأي, إنما المنطق هو الذي يعتذر لو كان في كلامه الصريح  تثقيلا على أحد او تخديشا او تجريحا , فهو اي المنطق يقول وبكل صراحه بأن لا أحدا من ماسكي  قبضة  البلاد  أثبت أهلية أجندته  وكفاءته لأداء مهمة وطنيه نبيله  او أقلها رد جمائل العراقيين  الذين إنتخبوه  , هذا ما يقوله المنطق ونحن معه ليس للطعن والتشهير  بكائن من كان ,  إنما  معطيات الاجندات وآليات تنفيذها هي السبيل الى هذه الخلاصه المنطقيه , نعم انه لامر في غاية الخيبه والأسى ان نرى القوى التي حسبناها بالامس ضحيه تذهب اليوم بعيدا عن وعودها  وتجد في جلد حلفاء الامس وشركائها في النضال تحقيقا لطموحاتها  ضاربة عرض الحائط  كل  قواعد العمل المتبعه في بناء الوطن والانسان  وبحسب المعايير المعروفه ديمقراطيا ودوليا .

   الآن حان موعد عودتنا الى قضية الإعتداء الاخير على النوادي والمنتديات الاجتماعيه والثقافيه في بغداد,والتي أثارت حمية اخوة لنا من كتابنا المزاجيين لم يجدوا الا في النائب يوناذم كنه  شماعة  لردود افعالهم وتحليلاتهم السياسيه !!!!

    مبدئيا كلنا متفق على ان هذا الإعتداء ليس الأول من نوعه, ولن يكون الأخيربفضل من لا فضيلة له , فقد عمّ عراقنا الجديد هجمات وإعتداءات غطت طول البلاد وعرضها  وحرقت الأخضر بسعر اليابس  ليس في بغداد وحدها , ففي البصرة  أضطر مسيحييها الآمنين الى الرحيل بسبب الفوضى التي  هددت مصالحهم وسلامتهم ,   وشبيه الحاله وقع في الكاظميه  الشيعيه والأعظميه السنيه  ثم مدينة الدوره التي أخليت من مسيحييها  و هكذا مدينة الموصل ثم تبعها ما شهدناه في  قضاء زاخو حيث  عم ّ شوارعها فرهود شمل فيما شمله مصادر رزق المسيحيين  بعد تحطيم المحلات وسرقة  ما فيها بحجة محاربة محلات التجميل والدعاره و المنكر ومتعاطيه, هل فعلا من الصعب على المثقف المتابع ان يستخلص  جملة  منطقيه مفيده  مما يحصل؟ .

    بحسب الذي سمعناه وشاهدناه وقرأناه , لم يستبان دليلا يثبت بان ما وقع في بغداد مؤخرا كان غزوة ً او حمله شنت  ضد المسيحيين تحديدا كما حصل في جريمة تفجير كنيسة سيدة النجاة  , ولا أعتقد ان فينا من ينكر عجرفة وعدائية هكذا اعمال  بحق الانسان وحريته التي لها ذكر في الدستور ,بالنسبة لحصتنا (ككلدواشورين مسيحين)  تذكـّرنا هذه الأحداث في طبيعة وقوعها ونتائجها بتلك  التي حصلت ضمن حملات البعث في  تعريب مناطق كان لشعبنا  وجوده التاريخي فيها,  مما إضطرابناء شعبنا الى مغادرة أراضيه  بسبب نزاعات لا ناقة له بها , اليوم بعد كل ما خلفه لنا نظام صدام من كوارث وتغييرات ديموغرافيه,  جاء دور إعادة  الامور الى طبيعتها بنصوص دستوريه  أجازت  لأصحاب الشأن إعادة تكريدها هنا او تتريكها هناك أو إبقاءها معربــه لكن اين  اصبحنا نحن ؟؟؟ ومن سيعيد شعبنا الى سابق أماكنه , بين تلك الاجراءات السابقه  والمستجدات الحاليه ظل خيار المتبقين من أصحاب الأرض هو استكمال مغادرة أماكنهم  ,  اذن مالذي تغير بالنسبة لشعبنا ؟

 

     ليس مرتجى كلامنا أعلاه  بث روح التشاؤم رغم اننا لم نحكي سوى غيض من فيض ,  لكن من حقنا ان نستغرب ونعاتب ونتأسف عندما يعفي صاحب القلم  نفسه  من تادية واجبه في كتابة الحقيقة كما هي في مكانها  وزمانها  ؟لا ان تتعالى صيحاته  فقط بوجه الضحيه و تتفتــّق شهيته في طعن الاقربين دون غيرهم بسبب مواقف مسبقه سلبت منه قدرة التفكير بلزوم قراءة الواقع  بأكمله قبل كيل الأتهامات  لممثلينا في برلمان إسمه البرلمان العراقي وليس السويسري!!

  

    يتبع في الحلقه القادمه رجاء