المــَــثــَــل   يــُقال  والحليم  تكفيه  الإشاره

 

 

 

                                                  

                                                                                           ثامــــــر توسا

        

 المثل باللهجة الألقوشيه  :  ليــب ِ  لـخمــاره  كقــايم  لرشوانا

(ليبِ = لا يقوى/   لخماره = على الحمار/  كقايم = يسترجل/  لرشوانا= على البردعه

 وبالعربي :  لا يقوى على الحمار, يسترجل على البردعه .

إنه مثل معروف في وسطنا الكلدواشوري السرياني يضرب في حال من يعجز عن مواجهة  ظالمه لسبب ما ,فيتوجه بشتم وضرب المساكين  إشفاء ً لغليله .

        من بديهيات الكتابه  الهادفه وأصولها المعروفه , هي فرضية إمتلاك الكاتب فكرة او قضيه يسعى  من خلال ما يكتبه إيصالها الى القارئ  , وقد يصادف ان يكون القارئ  هو المقصود في عنوان المقاله او في سياق كلام الكاتب, لو صحت هذه الحقيقه , فهي تفرض على (الشاطر) التقيـّد بإحترام عقلية قارئه سواء دنا أو فاق مستواه على مستوى الكاتب, من دون ذلك يكون الكاتب قد خسر قضيته مبكرا, ثم شهد بنفسه على جهله أصول المخاطبه و آداب الكلام .

بعد هذه المقدمة المقتضبه , لو شاء أحدنا وكلـّف  نفسه عناء إجراء إستفتاء ألكترونيا لإستطلاع عوامل تراجع أوضاع شعبنا, لتبين لنا كيف يفكر إنساننا وما هي تطلعاته في خضم أحواله الحاليه , ويا حبذا لو بادر مهندسنا المبدع عماد داويذ رمو في إسداء هذه الخدمة الإحصائيه  فهو الأقدر على إخراج نسبا ً مقاربه للحقيقة يمكننا الرجوع اليها  عند الحاجه.

 أعتقد  بأننا سنخلص من إستفتائنا المفترض بحقائق ستنغص على البعض كبريائهم لو وُضـِعوا  في أحد خانات تسبب أوجاعنا الناتجه عن  طعنات ألاقربين في  خواصرنا وهم ذات العقول التي إختزلت واجباتها وأفحمت جهودها في عنتريات الخطاب الخاوي إلامن التجريح والتنكيل, هكذا  تكون قد تحققت شرور البلية التي أبتـُلينا بها جراء عصارة عقول محسوبة علينا وعلى ثقافتنا . حتى لا نجاحد  فهمنا المزعوم لمنطق التعليل وكي لا نبخس حق أحد , من واجبنا التذكير بأن الخلل الذي نلقي بلائمته على عنتريات العابثين ومساعيهم المخيبه, يذكرنا بعوامل أخرى داخليه  ساهمت في  تصعيد وتيرة العبثيه, بالمناسبه , هذه رساله موجهه الى مثقفينا الراكنين على جنب عساهم يؤدوا ما عليهم.

  نقول فيها  أن  عزوف شريحة  من مثقفينا عن تحمل مسؤولياتهم بإتخاذ المواقف المناسبه حيال ما يدور , وإعتماد قسم آخر  لكليشة حق إبداء الرأي  التي إنقلبت الى تبريرلقبولنا  بالباطل وتمريره , هذه وتلك و عوامل سياسيه  داخليه ساهمت في تشجيع بُياع الرث على فرش بسطاتهم  حيثما حلوا ونزلوا , في حين  صنف آخر من مثقفينا يصر على :  أن المرور مر الكرام المتسامحين على هزالة خطاب الذين يتكلمون بإسمنا , قد عكس غير ما يرتجيه أهلنا  .

 من وجهة نظرنا المتواضعه, تبقى إستدامة هذا الواقع الإستهلاكي والخطاب الغير المنتج  مشكلة تستدعي الخيرين الى معالجتها , خاصة والإخفاقات تتوالى تباعا على يد كل من يدعي الإنتماء لكنه لا يسمح لنفسه التعلم  كيف يجب ان يتصرف إن كانت له قضيه. في الوقت الذي يعاني فيه شعبنا  الأمرين ,وصلت بعض أقلامنا في هبوطها المزري تحت يافطة حرية ابداء الرأي, الى درك الشتيمة والإزدراء بكل من يختلف معها  ,في حين ظل الصبرمعتمرا في صدر ايوب الوسيع , نعم  نتذكر حكايات التاريخ  لنا عن صدر الحليم  الذي إتسع  حتى لإجحافات الغرباء, لكن صبره سرعان ما ينفذ لوجاءته الطعنات مكررة من ابناء الجلدة , طبعا العاقل لا يتمنى هذا الانجرار , لكن عندما يتطلب واجبه , حتما ستدعوه غيرته على شعبه  الى تنشيط ذاكرته  لذكر الأِشياء بمسمياتها  والتصدي للمتاجرين بآلام وسمعة أبناء قومه .في مقال سابق (لماذا التدليس) , أوضحنا فيه بالصورة  لمن لا يود الإستماع وبالصوت لمن يخجل من رؤية المشهد  ,حتما شاهدها  كتــّابــنا الكلدان العالميّون قبل غيرهم  وسمعوا مقولة  الاب سرهد جمو: ( أبــلـــَه ٌ كل من يعتقد بأن  أبناء تلكيف وألقوش  هم كلدان , بل إنهم اثوريون) , هذا ما قاله المطران جمو مدبر النهضه القوميه الكلدانيه حاليا .

لم يكن هدفنا من المقال تاييد  كلام الاب جمو حينها, ولا لرفض ما قاله بعد كذا سنوات عندما اصبح مطرانا , إنما جئنا به دليلا مسموعا ومرئيا ً على تدليسات النهضويين التي فاقت حدودها و شاهدا على  التدليس وإن أصبح سلاح الذين أضاعوا المشيتين , لم يعد أمامهم سوى خيار البحث عن متكأ  أو جدار متهاو ٍ يسندوا اليه أجسادهم المترنحه وهو خيار لا يقل مرارة عن الذي قبله . لو إستحلفناكم  برمس نبوخذ نصرالكلداني , وبدماء شهداء صوريا الزكيه , و بأرواح شهداء سيدة النجاة الأبرياء, وبالقسم الذي أديتموه في سندياغو وهو كما  يبدو الأقدس عندكم , وسألناكم عن سبب صمتكم أمام  وصف الاب جمو  لكم وللآخرين بالبهلليي  إن قلتم او قالوا او قلنا عن ابناء القوش وتلكيف  بانهم كلدانا؟  ياترى هل صمتكم هو إلتزام الطاعة لقسم الإنجيل الذي أديتموه  أمامه في تجمع سندياغو؟  أم أن غض الظرف عن زلات مفكركم القومي سببه الغرور المتقع ؟ ثم بالله عليكم  ماذا  لو كان هذا الكلام والنعت  صادر عن شخص يفتخر بكلدانيته  ويحترم أشورية الاخر و يمارس نشاطه التوحيدي بطريقته المختلفه عن طريقتكم؟ كيف كنتم  ستنقضون عليه؟وبأي الأوصاف كنتم ستصفونه؟ لحد الآن لم نقرأ , وأستبعد أن نحضى  بناقد منكم  أقلها يتفحص دوافع  تصريح نيافته (مدبر النهضة القوميه الكلدانيه). يتعجب المرء من كاتب يدعي ريادة نهضة قوميه وشغله الشاغل إما إطلاق عناوين المديح  إستجداء ً, او ملئ السطور في تحليل وتفسيرمعاني الهزالة والهزيل , بينما يتغافل عن مسخرة التدليس التي أصبحت من المقبـّـلات المحبذ تناولها  قبل كل حملة تنكيل وتجريح  قياماً أوقعودا ؟ أن إنساننا المعذب يقف مشدوها أمام مستوى المثقف والسياسي الذي إنهال بالأمس القريب  على السيد افرام ابلحد ناعتا خطوته وحزبه بالخيانة العظمى  للأمة الكلدانيه لانه إنضم  تحت لواء احزابنا وتنظيماتنا , ثم ما أن  إضطرته منفعته ومصلحة حزبه للإعلان عن انسحابه من التجمع  , وإذا به يـُرَفـّع الى مرتبة السياسي الثاقب والبطل الكلداني , كيف يكون التدليس يا إخوان وما هو لون الخطاب الهزيل ؟.

نحن ضد إطلاق الأحكام الغيبية على ما في القلوب والعقول , لكننا متأكدون بأن جهالة الانسان وغروره هي الحائل دائما أمام قدرته على التمييز بين الرث والسمين و بين الحقيقة والوهم , لذا يبقى نصيبه في أحسن احواله مذاق  الخذلان والقهقره  , ولوحاول التخفيف عن مرارته  تجده ينقض على أهله  المساكين بالطعن والشتيمه , في حين  تراه  أصم ٌ أبكم ٌ لا يحرك ساكنا بوجه الذي أهانه وصفعه علانية .

 الكل يقرّ بان التخبط المنفعل في دائره مغلقة هو ظاهرة  مقلقه لا تعالج بالتدليس, وعندما نشدد على خطورتها ليس محبة  في الطعن أو التسقيط  ,إنما يدفعنا  اليها ذلك النمط الذي يقرأ ويسمع  جيدا , وعندما يكتب او ينبس ببنت شفه, يفرغ ما في جعبته من أحكام مسبقه صاغتها عقليته المزدوجه , لأنه  يقرأ  بحثا عن واحد من الاشياء لا ثان لها,  فقط  للنبش عن حجة  او ثغرة  لجلد المساكين  والثأر منهم  وليس لهم , بينما أخينا هو ذات الجهبذ  الذي يخفي راسه بالرمال كالنعامة أمام وصفة البهللي . ليس غريبا أن يفلح المرواغ في غفلة مستغلا طيبة أهله  ليمرر تدليسه على البسطاء دون غيرهم, لان العاقل  كشف مخادعاته مبكرا,وأعلن بأن لف الأبدان بثوب مصبوغ بلون الكلدانية (التي نعتز ونفتخر بها )لا يستر عورات زرع الفرقة والكراهية ولن يكسيهم من قساوة القر والحر,لأنه ثوب غير ذاك الذي إرتداه إخوانهم الكلدواشوريون عندما إنتفضوا لشعبهم  وقدموا دماءهم قرابينا يوم كان الزيتوني لون الثوب المفضل لرافعي  شعار الامة العربيه الواحده .

يا إخوان , النصيحة تسدى من الصغير  للكبير والعكس, شعبنا بأمس الحاجة الى توحيد كلمته, والمثقف أجدر بهذه المهمه , إن شئتم أن تتعلموا  كيف تعملوا مثل البقيه , جربوا إستبدال هذا الثوب الرث  بآخرمن صنع أهلكم المعذبين , فتغيير لون الثوب  لايخفي  لمعة الزيتوني  ودكن سواده ,أما الترقيع فلا فائدة منه  كما يقول المثل المصلاوي  (الشق كبيغ والغقعه زغيغه).

الوطن والشعب من وراء القصد