وااااي .. واااي ... ويگولون لا يفسد في الود قضية !!!

 

 

 

                                                       

 

       

                                                                        اوراها دنخا سياوش

 

 

  بلا شك ان للخالق حكمة في خلقنا مختلفين في التفكير، فالاختلاف يُنضج العقول، وبالتالي قبول الرأي الاخر. فالخليقة بُنيت على مبدأ الاضداد والاختلاف، فلولا الله ما كان هنالك شيطان وطالما هنالك اله سوف يظل الشيطان وسيظل الشر موجوداً يقارعه الخير. وعندما تنتفي الحاجة الى احدهما تنتفي الحاجة للآخر وبالتالي سوف تنتهي حركة الحياة وتنتهي الحاجة الى الحياة لأنه وكما قيل: البركة في الحركة، فبانتهاء حركة اي من الضدين تنتهي حركة الآخر وبالتالي تنتقل الحياة اما الى الجنة حيث الخير او الى الجحيم حيث الشر، بحسب المفهوم الديني للأديان السماوية طبعاً. ومن هذا المنطلق ايضاً كان النهار المملوء بالحركة والليل الساكن حيث الهدوء، وكيلاهما يحتاجهما الانسان. وهكذا تبرز الحاجة الى الماء والنار وهما المتضادين في عملهما. وعلى مستوى الصفات الانسانية فالاختلافات والاضداد كثيرة ومتنوعة، فالحب ضد الكراهية، والصدق ضد الكذب والعدل ضد الظلم  والامثلة كثيرة على ذلك.

ومن الناحية السياسية، فالفكر الاستعماري هو ضد الفكر التحرري الحر، وكلا الفكرين فيهما الصالح وفيهما الطالح بالرغم من براقة مصطلح الفكر التحرري وعتمة الفكر الاستعماري. فالعرب على سبيل المثال برّقوا فكرهم بمصطلح (الفتح!) وهو في حقيقة الامر فكر مبني على مبدأ الغزاوة البدوي الذي يقود الى الاستعمار ذو الصبغة المعتمة. ومع ذلك كان لهم دور كبير في بناء حضارة امتدت الى شمال افريقيا حتى وصلت الى اسبانيا. وبالمقابل كان الدور الاستعماري لبريطانيا هو تحررياً بالنسبة الى العراق الذي كان رازخاً تحت سلطة الامبراطورية العثمانية وعاش قرونا مظلمة تحت خيمتها، ومع ذلك ظل وما زال يطلق على الدور البريطاني في العراق بالدور الاستعماري.

 وكذلك فمصطلح الحرية والديمقراطية البراق يقابله بالضد العبودية والدكتاتورية التي لولاهما ما بُنيت الجنائن المعلقة والاهرامات التي يتغنى بها العالم ولما صمد العراق امام ايران في حربه الطويلة !! فبريق المصطلح ليس معناه ذهباً، وما نراه ونلمسه على ارض الواقع في عراقنا الحبيب لا يمثل الديمقراطية ولا الحرية على الاطلاق انه مجرد سوء استخدام هذه الكلمات البراقة لتمرير اجندات سياسية خبيثة !

ومن العبارات التي تستخدم كثراً اثناء الصراعات الفكرية، والتي تحمل في طياتها صراع الاضداد والاختلاف عبارة "لا يفسد في الود قضية". ففي تاريخنا، نحن الكلدوآشوريين السريان، كان الاختلاف قد افسد الود بيننا وبطريقة بشعة، فبنظرة بسيطة على التاريخ سنجد ان صراع الاضداد بين الاخوة كان هو السبب في ضياع الامبراطورية الآشورية بأكملها (شگها شگتين!)، اعقبها ضياع الدولة البابلية ايضاً. كذلك الصراع والتضادد المذهبي بعد ايمان شعبنا بالمسيحية افسد في ودنّا وقضيتنا الكثير الكثير، حتى مضى كل واحد في طريقه غير عابئ بأخيه المتضاد معه فكرياً، يرفض دعمه ومساندته في الاخذ بحقوقه، تاركاً الذئاب تنهش فيه حتى وصل الامر بنا الى ما آل اليه في ظفر الجار (الطيب!) بمعظم ارضنا وبعض الاحيان عِرضنا ايضاً !

وكانت مناسبة مجيء العم سام بالديمقراطية والحرية فرصة لظهوري انا ومجموعة من الكتاب الجدد لنتضادد، ولتبدأ (مضاداتنا !) تطلق مدفعيتها احدهما على الآخر من مبدأ صراع الاضداد والافكار ومن دون ان نفسد في ودنّا اية قضية للآخر (طبعاً كلها چذب !)، بحسب قول المشاهير الجدد من كتابنا، ولنتراشق بالكلمات (الجميلة!)، والعبارات (المهذبة!) من اجل فكر او استراتيجية قد دخلت مزاجنا ليوظفها بعض الكتاب لأجل كعكة يسيل لعابهم عليها، وليلعبوا ويُنظّروا ويُطبّلوا ويُزمّروا علانية  مع الفريق المعادي لشعبنا ، وليكون لهم مساندين (على نياتهم !) يدعمونهم عبر البحار والمحيطات، يشقوّن ويُشتتون ويُمزّقون ويُفصلون ويُقسّمون شعبنا المبتل بهم من دون ان يرف لهم جفن، تحت شعار: الخلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية !! انهم ومع كل خنجر يغرسونه في خاصرة امتنا ومع كل طلقة يطلقونها في ظهرها يتبجحون بشعار الود والقضية لإيهام القراء بمبدأ الحرية والديمقراطية.

ان استخدام هؤلاء الكتاب لهكذا مصطلحات هي محاولة لامتصاص غضب القراء اولا ومن ثم لتمييع قضيتنا الرئيسية في الوحدة وبالتالي نشر ثقافة الانفصال والانقسام بين ابناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني. وهذا ما نراه جاريا على قدم وساق من مروجي ثقافة التشرذم. فهجماتهم الشرسة وحتى غير المهذبة المملوءة بالافتراء على الكتاب الاصلاء الاكاديميين المؤمنين بوحدة ارضنا وتاريخنا ولغتنا وديننا وعاداتنا لا تتوقف، وتزويرهم للحقائق لا يتوقف. فبالله عليكم أعزاءي القراء:

ـ  هل محاولات فصلنا وتقسيمنا من خلال تزوير التاريخ والتجني على لغتنا لا يفسد في الود قضية ؟

ـ وهل الاصطفاف في دروب العمالة لا يفسد في الود قضية ؟

ـ وهل الانتماءات الماسونية المشبوهة لا يفسد في الود قضية ؟

ـ وهل نشر ثقافة التشرذم والشتائم لا يفسد في الود قضية ؟

ـ وهل محاولة فرض الكتاب الانقساميين آرائهم على الكنيسة لا يفسد في الود قضية ؟

ان كانت النقاط اعلاه لا تفسد في الود قضية، اذن ما الذي يفسده (ويطيّح حظه!!)؟

وااااي .. واااي ... ويگولون لا يفسد في الود قضية !!!

ختاماً لا يسعنا الا ان نقول: بارك الله بكل من يفسد على الانقساميين والانفصالين مخططاتهم ويسعى الى توحيد قضيتنا قومياً وكنسياً !