انطلاقة الصحافة السريانية ..دلالات الثقافة الأولى

 

                     

                                                            

                                                                  

                                                                       سامر الياس سعيد

 

               تمر بنا هذه الأيام الذكرى الـ(162)لصدور جريدة زهريري دبهرا التي تعد أول دلائل الثقافة السريانية ومنطلقها نحو إثبات ان شعبنا كفيل بأنه يعد من أهم النخب التي عملت على إشاعة ما يعمل على إنضاج الوعي والارتقاء بالفكر نحو آفاق أوسع واهم حيث لايعد هذا التاريخ تاريخا عاديا او مناسبة يمكن ان تفتح مدخلا الى إنضاج الفكر الصحفي في عقلية من دعا الى ان تكون لغتنا لغة مشاعة بين الكل يترقبونها لكي يلجون من خلالها آفاق الفكر والرأي والحقيقة تلك هي أهم الأدوات التي تأسست عليهما لغة الصحافة ونضجت من خلالهما المهنة المهمة التي يترقبها القاريء صباح كل يوم ليدلف من خلالها كل البلدان ويطلع على أحوالها دون ان يمتلك جواز سفر او يسعى الى ان ينتقل بوسائط نقل مختلفة لكي يزور تلك المناطق والبلدان وينتقل بينهما لكي يطلع على اخبارهم..

 

ففي الفاتح من تشرين الثاني عام 1849 انطلقت أشعة الضياء تسطع في فكر كل قاريء ولتحوز موقعا مهما بين بدايات الصحافة الناطقة باللغة السريانية حيث لم يأت اختيار عنوانها اعتباطا لابل عبر تعبيرا رمزيا عن مكانة اللغة التي دبجت مقالات الجريدة وهي تمثل رمزيا اللغة التي امتزجت مع عمق الحضارة لتقاوم كل محاولات التشويه والطمس ولتبقى حناجر أطفالنا تصدح بـ(اولفها وبيتها وكوملها وغيرها من الحروف) دلالة على ان لغتنا راسخة رسوخ تلك الحواضر التاريخية التي انطلقت منها تلك اللغة عبقا انتشر عطره بين المسكونة او شعاعا كما عبر عنه نخب الصحيفة الأولى لينتشر ضيائه بين أطراف المسكونة ويشكل منطلقا لثقافة طالما عرف بإبداعها أبناءنا النجباء ..أذن هي رحلة لم تكن اعتباطية او ارتجالية لكنها كانت ناقوسا يدق في حاضرة مهمة من حواضر الزمن لتؤشر إبداعا اخر عرف عن ابناء اللغة الأصيلة انتشر شعاعها في ذلك الوقت بالذات ليمد عبق الحضارة بغصن اخر من أغصان الخلود الأزلي وليكون جسرا يمد انتاجات السلف بما قدمه الخلف من منجزات مهمة أعطت دفعا للاخرين لكي ينطلقوا هم أيضا سالكين ذات الطريق نحو رؤية أخرى لمشوار الإبداع الصحافي..أرومية التي شهدت هذه المناسبة لم تكن إلا طودا من قمم أخرى شهدت شعلة انطلاقة الصحيفة الأولى ومن تلك الشعلة انبثقت شمعات اخر تنير دروب الإعلام ولتشكل تلك الصحف وصيفات لملكة الصحافة السريانية زهريري دبهرا  سواء تلك التي انطلقت بعد ذلك التاريخ او ماشكلت ثورة في تأثيث منجزها الأدبي مشكلة في إصدارها ثورة مهمة في مواصلة الصدور باللغة الام ولتعبر بشكل أقوى وأعمق في ان لغتنا لازالت تشكل لدى مثقفينا هويتهم وصوتهم الذي لايبح فارادوا ان تنقل تلك الصفحات رؤاهم بهذه اللغة التي  تبد\و كالصخر الذي كلما عبر محطات الزمن زادت صلابته وبدا اكثر رسوخا ينبيء الكثيرين بأنه مع التاريخ في صداقة أبدية لابل بدا كأنه صفحة التاريخ التي تحكي الكثير بالصدق الذي لايقبل التزويق ويتكلم بلغة الحقيقة وحدها خصوصا ان ارتباط اللغة بصفحات التاريخ كارتباط الجذر بالأشجار التي تبقى واقفة رغم عاديات الزمن وهبوب الرياح ..