جمعها من مصادرها التأريخية

 

شذرات مخفية من تأريخ المسيحية في العراق

 

 

 

 

                                                       

 

                                            

                                              

                                            

                                         اراس جباري

     هل تعرفون يا مَن تقتلون المسيحيين اليوم بأسم الدين والرسول والله ، أن هؤلاء المسيحيين كانوا في يومٍ ما من أيام الدولة العباسية في المقام الأول ونالوا أعلى المناصب في تلك الدولة وعلّموا ساداتهم الذين كانوا إلى ذلك الحين في حالة الجهل فلسفة اليونان وعلم الفلك والطبيعيات والطب ونقلوا إلى العربية تأليفات أرسطوطاليس وأقليدس وبطليموس وأبقراط وجالينوس وديوسقوريدوس، وبواسطة الكلدان سكان العراق الأصليين تعلم العرب الأرقام الهندية وآلة الأسطرلاب وغير ذلك ، فأي فضلٍ هذا !!! وهل يكافأ اولاد هؤلاء على الفضل والجميل الذي صنعه أجدادهم معكم ؟ هل تكافئنوهم بالذبح والقتل والسبي !!! أليس جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ أ بهذا تثبتون أصالتكم ؟ أليس القول " مَنْ عَلَّمَني حَرفاً صِرتُ لَهُ عَبداً  ؟ أهكذا تكافئون معلميكم ؟  

    أيها الأرهابيون هل تعرفون بأن أجدادكم القدماء كانوا يتكلمون الكلدانية وكانوا يكتبون بالكلدانية أيضاً  ؟ (قاموس بر بهلول 734 )

   يا أهل بابل : إن مدينتكم كانت في يومٍ ما عاصمة لأقوى أمبراطورية بالعالم ألا وهي الأمبراطورية الكلدانية ... ففيها عشتار وبرج بابل الشهير ..

    يا أهل الجنوب العراقي هل خطر ببالكم في يومٍ ما بأن كلمة – بلابوش – و – حريشي ومسگوف ويشجر التنور و عَزَه وطرگاعة وسرسري وأسليمة الطَمِّتَك و ما طول ( وهي تعني بسبب) - كلها كلمات آرامية الأصل وليست عربية ؟

     يا اهل بغداد : هل تعرفون بأن حي الكرخ كان يحمل أسم قرية محصّنة كما يشير إلى ذلك أسمها الآرامي – كرخا – وسكانها كانوا من الآراميين في غالبيتهم  وإن " كرخا " الآرامية كانت تشير إلى مدينة محاطة بالأسوار المنيعة وفعل كَرَخَ يعني أحاط أو سوَّر أو لف وهناك منعطف للنهر يدعى كرخايا . ألبير أبونا – بغداد عاصمة العباسيين – بين النهرين العدد 121-122/2003 ص 52

    يا أهل جنوب العراق هل تعرفون بأن اللغة الكلدانية كانت هي اللغة الدارجة ولغة عامة أهل العراق لحد القرن القرن الخامس  بجانب اللغة العربية وكان الكرد يتكلمونها بجانب اللغة الكردية ...

يا أهل العراق هل تعرفون مَن هو أستاذ العالم الفارابي ؟ إنه العلامة المسيحي  يوحنان بن حيلان !!!

     هل تعلمون بأن للمسيحيين عدداً من الشعراء والأدباء والعلماء فعلى سبيل المثال هل تعرفون أسماً مثل يوحنا الموصلي وجيورجيوس وردا وخميس القرداحي الأربيلي , وهل تعلمون بأنه كان لهم دواوين شعرية شهيرة كُتبت بالكلدانية جمعوا فيها البلاغة والفصاحة !!! ( سليمان الصائغ – تاريخ الموصل – ج1 ص 222 ) .

    هل تعلمون يا أمة الإسلام بأن السلطان عبد العزيز في إحدى خطاباته قال : ليس في الوجود سياستان واحدة مسلمة والأخرى مسيحية، فالعدل واحد وإن نظامنا القديم يضنينا إنه أفسد طباع ساستنا وحط من نفوسهم فأفسدوا طباع الدولة وجطوا من مقامها . 

فإلى متى أيها الإرهابيون ترعوون ؟ وإلى متى تصمّون آذانكم عن خطابات قادتكم ونداءاتهم ؟

     هل سمعتم بالنكبات التي مرّت على الكلدان ( بكافة مسمياتهم – السريان والصابئة والآثوريين ) سكان العراق الأصليين ؟ وهل تعلمون بأن الكلدان قد تعرضوا في كردستان والموصل وبغداد والبصرة أثناء الحرب العالمية الأولى إلى أعمال القتل والبطش والأغتصاب وقد أستبيحت أموالهم وأعراضهم من قبل المسلمين إخوتهم في الوطن ؟فقتل منهم المئات وأُلقيت جثثهم في نهر دجلة .

روفائيل بابو أسحاق /تاريخ نصارى العراق / ص 141

    يا أهل سامراء هل تعرفون بأنه كانت في أراضيكم وقبل أن تأتون إليها وبأي صفة أتيتم بأنها كانت عامرة بديارات الرهبان ( جمع دير) حيث يذكر اليعقوبي في كتابه ( التاريخ والبلدان)  أسماء بعض تلك الديورة منها دير السوسي ودير مرمار ودير عبدون .

     يا سكنة باب المعظم في بغداد : هل سمعتم ب ( باب الشماسية ) إنه أحد أسماء باب المعظم وهونسبة للشماس، وهي درجة دينية عند المسيحيين تعني مساعد الكاهن أو القسيس. وفي منطقة الصليخ كانت قد أُنشئت أهم الكنائس والتي تسمى ب ( بيعة درب دينار ) التي بقيت قائمة حتى العام 1333.

     تقول فاطمة صابر : إن أهم إنجاز حضاري قامت به المسيحية العراقية هي إنها فتحت مدرسة في كل كنيسة وفي كل قرية ومدينة ، فصار تعليم القراءة والكتابة والعلوم جزءاً من النشاط الديني والإيماني ، وكانت هذه الخطوة بداية خروج العراقيين من قمقمهم الظلامي نحو أفق النور والتحرر.

    يا أهل كركوك – كرخ سلوخ – هل تعرفون شيئاً عن الكنيسة الحمراء – قرمزي كليسا – ولماذا سميت بهذا الاسم ؟ بسبب سقوط الآلاف من الضحايا فقد تحول تراب تلك البقعة من الأرض إلى أحمر اللون نتيجة أصطباغه بدماء الشهداء لمساحات كبيرة في حينها  

     يا مَن تحرقون الكنائس وتفجرونها وأنتم لا تعلمون بأنكم تحرقون تاريخاً وتراثاً من الصعب إعادته ، لقد تمت المحافظة عليه لمدة طويلة من السنين واليوم يُحرق بأيدي أبنائه !!! لسوف تبكون عليه العمر كله، وتجعلون من أنفسكم أضحوكة للعالم كله ... أتعرفون بأن تراث هذه الكنائس هو عصارة عقل وعلم المعمار العراقي !!! هي جزء مهم من تاريخ وتراث العراق !!!

يا مَن تتبرّكون بالشيخ معروف الكرخي أسمعوا هذه الحكاية :!!!

يقول الكاتب رشيد الخيون :

    أتدرون أين دفن الشيخ معروف الكرخي في القرن الثاني للهجرة ؟ دفن في مقبرة دير تحولت بالتدريج إلى أن عرفت بأسمه وأخذ الناس يتباركون بها ويستسقون !!!

اريد تذكير رسل الجريمة والقتل والتكفير ومحرفي الشريعة والدين الاسلامي السمح

   اريد ان يعلم امراء القتل والمتربصين بالانسانية بأسم الجهاد ومسميات يقتلون ويذبحون ويهتكون الاعراض ويسرقون المصارف ويبتزون الاطباء ويقتلونهم  اريد ان ابلغهم رسالة الرسول الاعظم عليه الصلاة والسلام بحديثة عن اهل الذمة ( الديانات الاخرى من اهل الكتاب ) حين قال – (من آذى ذميا لقد أذاني).