زوعا والمطالب القومية

 

   

                                         

 

 

                                          

                                                   

                                                                                              روميل موشي 

 

بداية نهنئ ابناء شعبنا  الكلداني السرياني الاشوري وباقي المكونات في منطقة سهل نينوى باقرارها محافظة من حيث المبدا في جلسة  مجلس الوزراء العراقي المنعقدة يوم 21 كانون الثاني 2014، والذي جاء هذا  بعد ان قدم السيد سركون صليوه وزير البيئة العراقي عضو المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية، بصفته رئيس لجنة دراسة احتياجات المسيحيين المشكلة من قبل مجلس الوزراء العراقي  عام 2011 ، طلباً لاستحداث محافظة في سهل نينوى على اساس اداري وجغرافي يشمل جميع ابناء المنطقة بكافة مكوناتها، ونثمن جهود جميع الاحزاب والمؤسسات والشخصيات التي سعت من اجل تحقيق هذا المكسب القومي.

والذي لاحظناه فور اعلان القرار في الوسائل الاعلامية، هروع وهرولة عدد من الكتاب والشخصيات والجهات القومية بالتصريح والتوضيح بان عملية  اقرار المكسب لا يعود فضله لزوعا وكانه هذا هو ما يهم بالموضوع ......

واول ما تبادر الى ذهني لحظتة اعلان القرار، الاجتماعات الاولى لتجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الاشورية، يوم طرحنا كحركة ان يكون مشروعنا القومي محافظة في سهل نينوى وليس حكم ذاتي ولا غيره ، وكيف وجه من رفض وعدم قبول من معضم الاطراف ، وكيف حاول زوعا جهده لاقناع المشاركين بقبول والاتفاق على مشروع المحافظة ليتبنى من قبل التجمع. وكالعادة اتهمنا باننا كزوعا دائما نخفض سقف المطالب القومية، وبعد جهد جهيد استطعنا اقناع الاطراف المشاركة في الاجتماع بقبول مشروع المحافظة بعد ان كان  مشروع الحكم الذاتي مطروحا من قبل عدة جهات ومتداول في الوسائل الاعلامية لاعوام.

وهنا لا بد من الاشارة والوقوف عند نقطة مهمة تميز بها زوعا –حسب اعتقادنا- عن باقي الفصائل القومية كونه استطاع وتوفق في (التوفيق) بين الواقعية والمبادئ، مثل ما كان  الرفيق نينوس بتيو موفقا في توضيح هذا المفهوم في احدى الكراريس التنظيمية لزوعا. وهذا المفهوم يفسر لدى البعض( بقصد او بدونه ) بانه تخفيضا لسقف المطالب القومية.

 يمكننا توضيح الامر في مثال بسيط فعندما نبحث عن اذاعة معينة نود الاستماع اليها في المذياع (راديو) نقوم بالبحث فعندما نجدها وللحصول على افضل استلام للبث ، نحرك المنظم  صعودا ونزولا لحين الاستقرار على افضل استلام، حقيقة هذا الذي يقوم به زوعا ، فهو ينظم المطالب القومية لكي تكون قابلة للتحقيق اعتمادا على الظروف الذاتية والموضوعية للمرحلة دون التنازل عن المبادئ. وهكذا يمكن وصف زوعا بانه افضل من ينظم المطالب القومية ويطالب بها.

وكما صرح السيد سركون صليوا، لم نرى او نسمع من المهتمين في الشان القومي رايهم ومقترحاتهم في كيفية تحقيق وتطبيق القرار على الارض وكيفية مواجهة الصعوبات والمعوقات التي ستواجه عملية التطبيق، والتي بدات من الان في اعتراض عدد من الكتل السياسية ، وانها دعوة لجميع المعنيين من الاحزاب والمؤسسات والشخصيات القومية والكتاب والاعلاميين للتهيئة واعداد الخطط للعمل ميدانيا لتطبيق القرار على الارض, بدلا من الجدل حول عائدية من ساهم في الاقرار.

وهنا نؤكد بان القرار ليس الا خطوة في مسيرة الالف ميل في تحقيق هذا المشروع القومي وساحة العمل لا يمكن احتكارها من قبل أي كان، وانها مفتوحة للجميع وتنتظر تظافر الجهود في مواجهة الاعتراضات والمعرقلات وفي اقناع باقي المكونات في المنطقة للعمل سوية في بناء البنى التحتية للمحافظة وكذلك اقناع الكتل السياسية الكبيرة في دعم المشروع، خاصة وان منطقة سهل نينوى تقع معضمها ضمن ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها، وان العمل ميدانيا كفيل بفرز من يعمل بجد واخلاص في مواجهة الصعوبات وبين من يتحدث ويدعي ويصرح اعلاميا فقط.