محبتي الصادقة لأُمتي قادتني الى طريق زوعا4

 

 

                                            

                                                         يوسف شكوانا        

   العمل ثم العمل

 

                    ان ايمان زوعا دائما هو بالعمل والابتعاد عن المهاترات الجانبية التي يحاول البعض جرنا اليها ، لان صراع الاخوة وان كان يقتصر على الانترنيت فلا يجني شعبنا منه اية فائدة لا بل يزيد من معاناته خاصة في هذا الوقت الحساس الذي لا يتحمل التفريط باي جهد او وقت، وهذا هو الراي الذي اسمعه من قيادة زوعا دائما رغم انني والقليل من غيري لا نلتزم بذلك احيانا خاصة عندما يطفح الكيل مع البعض، فللصبر حدود خاصة عندما تجد حالات لا يتقبلها العقل ولا المنطق وهي عديدة اذكر منها

محاولة خلق حالة غير موجودة كالتهميش مثلا دون ان يأتوا بادلتهم، وعندما تذكر ما يفند اقوالهم بالاسماء يقولون عنك انك متأشور، ان تهمة التهميش بعيدة كل البعد عن الواقع وانني شخصيا لو لاحظت اية حالة للتهميش لرفضتها قبلهم وارض الواقع خير دليل على عدم وجود مثل هذه الحالة الا حالة تهميش الانقساميين من قبل شعبنا في الانتخابات

التهجم على بعض المواقع لانها لا تنشر للفكر الانقسامي الذي يتعارض مع احدى ثوابتهم هذا في الوقت الذي يعرف الكل ان ابواب موقعهم موصدة بوجه كل من يختلف بالرأي عنهم، ومع ذلك يتهجمون على المواقع الاخرى اذا لم تنشر احدى مقالاتهم وبذلك يرون القشة في عين غيرهم ولا يرون الخشبة في عينهم، لقد نشر موقعهم خمسة مواضيع تذكرني عناوينها بالاسم فكتبت الرد باسلوبي وليس باسلوبهم وكما توقعت لم ينشر فكتبت رسالة مطالبا بحقي في الرد مع علمي المسبق بعدم الاستجابة وهكذا كان الى هذا اليوم

 

الابتعاد عن مناقشة محتوى المقالات التي تتعارض مع خطهم والاكتفاء بالسب والشتم، ان الامثلة على هذه الحالة عديدة يعرفها القراء فلا ارى حاجة لضرب الامثلة عليها، ولقد اخذت مؤخرا معظم مواقع شعبنا ذات المصداقية تمتنع عن نشر هذا النوع من المقالات وهذه خطوة مهمة للحفاظ على مستوى الموقع

ادعاء تمثيل الشعب كل حسب هواه وحسب مزاجه لاغيا الانتخابات ونتائجها واستحقاقاتها

تزوير الحقائق التاريخية من قبل المعجبين بقرار النظام الدكتاتوري في اعادة كتابة التاريخ

التقلب في المواقف بين ليلة وضحاها والامثلة عديدة اذكر منها تاييدهم للتسمية الكلدواشورية وانقلابهم عليها ثم تأييدهم لتسمية (كلدان سريان اشوريين) وانقلابهم عليها ايضا، والتسابق في منح النياشين للاستاذ سركيس اغاجان وانقلابهم عليه والقائمة طويلة

ترك كل الامور الجوهرية والتمسك بالتسميات لا من منطلق التقارب وانما لخلق حالة الانقسام وجرها الى حالة الصراع

هذا بعضها فقط ومع ذلك فالردود التي سبق وان كتبتها عديدة ولكنني لم انشر معظمها من منطلق الابتعاد عن المهاترات الجانبية

خلال زياراتي للوطن في التسعينات كنت مع غيري نشاهد العديد من الانجازات والمواقف المشرفة فنسأل لماذا لم تعلن للجماهير فيكون الرد اننا لا نعمل من اجل الدعاية وانما من اجل شعبنا وقضيته، كما لاحظت كغيري انهم في الوطن لا يعانون من مشكلة التسميات كما هو الحال في الخارج، فبعد ايام في الوطن والانشغال بالزيارات واللقاءات لم نتطرق الى هذا الموضوع الى اليوم الذي كان علينا الانتظار بعض الوقت لبدء برنامجنا نحن وفود الخارج، اي كان لنا وقت فراغ فاخذنا الحديث الى موضوع التسميات وكأننا في بلدان المهجر، فقلت للرفاق انني توصلت الى نتيجتين من نقاشنا هذا: اولا اننا جميعا من الخارج وهذه المرة الاولى خلال زيارتنا نجتمع هكذا لذلك توصلت الى قناعة بان هذا الموضوع يأخذ الاولوية في الخارج وليس في الوطن، وثانيا ان وقت الفراغ جرنا الى هذا الموضوع فطيلة الايام التي كنا فيها منشغلين ببرامجنا لم نتطرق اليه ولهذا نجده حيا في الخارج لان العمل فيه قليل والفراغ كثير

 

الجمعية الخيرية الاشورية

لم اكن يوما عضوا بالجمعية الخيرية الاشورية ولكنني ادعم نشاطاتها دائما لاهدافها النبيلة في دعم وجودنا القومي على ارض الاباء والاجداد بالقضايا الانسانية في مقدمتها دعمها للمدارس السريانية وكذلك تقديم بعض الخدمات في القرى وبحسب امكانياتها، وفي كل زيارة لي للوطن كنت اشاهد بعض منجزاتها خلال الجولات في القرى كتبليط السواقي وتوزيع الادوية وتقديم المساعدات للفلاحين الا ان الذي نال اعجابي بالدرجة الاولى كان دعمها الكبير للمدارس السريانية اذ لولاها لما تمكنت من الاستمرار والتقدم، لقد شاهدت الاقسام الداخلية للطلاب والطالبات القادمين للدراسة في متوسطة دهوك من مختلف القرى والخدمات التي تقدم لهم من المسكن والمأكل والنقل والمستلزمات الطبية، كما التقيت بمختلف المعلمين والمعلمات الذين يحاضرون في هذه المدارس وتقوم الجمعية بدفع اجورهم لكونهم على ملاك مدارس اخرى، كما كان اسم هذه الجمعية على كل لسان خاصة فلاحي القرى، ومع كل هذا فانها لم تنجو من اتهامات البعض ومحاربتها من اجل تقليص دعم الجماهير لها ولكن الحقائق على الارض كانت دائما ترد على محاربيها

زوعا ووحدة شعبنا القومية

كان ايماني دائما بوحدتنا القومية وقناعتي باننا احفاد سكان بلاد النهرين اختلطنا وانصهرنا في كنيسة المشرق، فالتمييز لم يعد بين من يرجع باصله الى بابل او الى نينوى او غيرهما وانما بين المنتمين الى هذه الكنيسة وبين الاخرين، والانقسامات التي حصلت بهذه الكنيسة في القرن الخامس والسادس عشر لم تكن انقسامات قومية وانما مذهبية، وعبر التاريخ عرف شعبنا باكثر من تسمية واحدة كالسوراي والاشورية والكلدانية والسريانية وغيرها ولم يكن اي منها غريبا عن حضارتنا وتاريخنا وثقافتنا ولغتنا وارضنا كما المشتركات بين اطياف شعبنا عديدة فكثيرا ما تتعرف على شخص ما وتتحدث معه نفس اللغة ولكم نفس العادات والتقاليد والديانة وتعيشون في نفس المنطقة ولا تشعر بوجود اي فرق بينكما الى ان تعرف انه يصلي في كنيسة اخرى غير كنيستك، لقد واجهت هذه الحالة مرات عديدة، عندما كنت ادرس في معهد المعلمين في الموصل لم اميز قوميا بين الاصدقاء من كرمليس وبغديدا وعنكاوا والشرفية فكانت كل مميزاتنا مشتركة باستثناء الكنيسة التي ننتمي اليها، ان الامثلة على مثل هذه الحالات عديدة وخلاصة القول حسب قناعتي ان معظمنا بلا شك احفاد سكان البلاد القدماء ومن المستحيل ان يعين اي منا الى اية مدينة يرجع اصله قبل 25 قرنا، لذلك اقول ان تسمياتنا الحالية تطلق على شعب واحد، ان تعدد تسمياتنا القومية ليست الحالة التي اتمناها ولكنها الواقع، ولكن كيف نتعامل مع هذا الواقع، هل بتقسيمنا بحسب التسميات ام باعتزازنا بجميعها واعتبارها تسميات على مسمى واحد؟ لم اعاني يوما من مشكلة التسميات فلقد تم تسميتي احيانا بالاشوري واحيانا بالكلداني واخرى بالسرياني ولم اعارض اي منها لانني اعتبرها جميعا اسمائي، انني اعلم مسبقا ان البعض لا يتفق معي بقناعتي هذه وانني ادرك ذلك لان المنظار الذي ينظر به الى هذه المسألة يختلف المنظار الذي انظر به اليها، فالذي ينظر بمنظار القوميات المختلفة من حقه ان يتعجب ويرفض اذ كيف يمكن ان نكون من قوميتين او ثلاثة كأن تقول اننا عرب واكراد وتركمان في ان واحد، طبعا هذا ليس من المعقول الا انني لا اراها بهذا الشكل الانقسامي وانما قومية واحدة شاءت الظروف التي مرت بها ان تعرف بعدة تسميات لكل منها مدلولها كما نقول مثلا (الاب الدكتور بطرس) انه شخص واحد بثلاثة القاب، ان اختلاف المنظارين يمنع توحيد الرؤية، انني دائما مع المنظار الوحدوي فقناعتي هي باختلاطنا وانصهارنا لفترة زمنية طويلة اشبه بالتقاء دجلة والفرات ليشكلان شط العرف فهل من المعقول ان يأخذ احدنا كاسا من مياه شط العرب ويقول هذه مياه دجلة او الفرات 100% هكذا انظر الى هذا الموضوع وهذه هي قناعتي التي وجدتها في افكار زوعا ونهجه وانجازاته رغم اتهامات البعض البعيدة كل البعد عن الواقع، رغم كل المقومات القومية المشتركة الا ان مستقبلنا يدعونا الى الوحدة اكثر من اي زمن مضى، فما هي الانجازات التي سيحققها شعبنا بالانقسام؟ وهل الانقسام سيحل كل مشاكل اهلنا؟ يقول البعض ان زوعا لا يؤمن بالتسميات الاخرى وانما يستخدمها لتحقيق مكاسب حزبية او شخصية!! وهنا تظهر الغرابة فلماذا يتمكن زوعا من تحقيق مكاسب بالوحدة وانتم لا تستطيعون تحقيقها هل يكمن الخلل في الوحدة ام فيكم؟ هذا مع العلم انه في المؤتمر الثالث لزوعا عام 2001 تم تغيير كل عبارة (شعبنا الاشوري) في المنهاج السياسي الى (شعبنا الكلداني السرياني الاشوري) كل مرة بترتيب مختلف من دون اي اعتراض لأن الوحدة القومية هي احدى ثوابت زوعا لا يتنازل عنها، وبهذا اجد ما اؤمن به مجسدا في هذه الحركة من ايماني الراسخ في وحدتنا القومية واعتزازي بكافة تسمياتنا بصورة متساوية وانني اعلن ذلك دائما قبل زوعا ومن خلاله وفي مناسباته، اتذكر القصيدة التي القيتها في عنكاوا عام 2001في ذكرى تأسيس زوعا حيث ختمتها بالقول (انني كلداني سرياني اشوري) لم يعارضني احد وانما عاتبوني لعدم اعادة قراءتها وانما قرأت قصيدة اخرى غيرها في احتفال دهوك بعد يومين، هذا هو الواقع وليس كما يتهم البعض بأننا بعنا انفسنا وتنكرنا لاصلنا وتأشورنا وما الى ذلك من التهم المضحكة، اما مسألة البيع والشراء فكل ما اعرفه هو التضحية بالوقت والمال مقابل ارضاء الضمير ولم اتعرف على الذي يشتري لحد الان وانني متأكد انه ليس زوعا