مشروع محافظة سور نينوى وخطابات الضحك على الذقون

 

 

                      

 

                                   ثامر توسا

        من خلال ما ينشر على صفحات مواقعنا, ترد تعليقات لإخوة لنا يعبرون  فيهاعن رفضهم لإستحداث هذه المحافظة منطلقين من تأكيد رفضهم  لفكرة تقسيم العراق أو خشية إفراغ المحافظات من المسيحيين , وهم على حق حين تكون مسوغات الفكره مخالفه لنصوص الدستور وحقوق الانسان , إذن قبل الحكم عليها بأنها تصب في خانة تقسيم العراق, يجب على رافضي الفكره أن يرفضوا الدستور بأكمله  ويرفضوا كل ما تم او يتم عمله بحسبه,  لذلك حبذا التمييز وعدم الخلط بين هذا وذاك عندما نرفض او نؤيد .

ليس بمقدور أحد أن ينكر بأن  في وضع العراق الشائك ,هنالك من المتنفذين من يؤيد هذه المحافظة انطلاقا من مخيلاته في أجندته القوميه التوسعيه مثلما يرفضها الأخر وبحسب ما تقتضيه أجندته أيضا , لكن ليس كل من يطالب بأنشاء هذه المحافظة  هو من المؤيدين لهذه الاجندات الغامضه او لفكرة تقسيم العراق, ففي ذلك تجني على الذي يطالب بتشكيل إدراي جديد يتم إقراره تحت قبة البرلمان العراقي  وبمصادقة رئاسة مجلس الوزراء ومباركة رئاسة الجمهورية  بحيث يضمن هذا الأستحداث الاداري الحق لساكنيه  في ترتيب أوضاعهم  الحياتيه  والعيش الكريم تحت ظل العلم العراقي  وبحماية الامن والجيش العراقي .

دعونا  نخوض قليلا في أسباب تأييد البعض لانشاء المحافظة وحيثيات رفض الأستاذ النجيفي لها ,  فتارة يرفض الطلب بحجة انها ستكون محافظة مسيحيه فقط وهذا امر يخالف الواقع مئه بالمئه , وتارة أخرى يرفضها كونها محاولة لتقسيم المحافظة وسلخ أجزاء منها  لضمها الى اقليم كردستان بعد تشكيلها,وهذا الامر مطلوب تفنيده  ببيان صريح من قبل ممثلي تنظيماتنا , وتارة اخرى يحذر المطالبين بتشكيل هذه المحافظة من تبعات عزل المكون المسيحي كما يسميه عن بقية مكونات الشعب العراقي, ثم تصريحه الأخير بقوله ان مطالبة المسيحيين بهذه المحافظة هو خروج عن طاعة وإرادة بابا الفاتيكان , لكن السيد النجيفي لحد الآن لم يفصح بصراحه عن سبب رفضه لفكرة المحافظه ,الواقع يشير الى إن خشية الاستاذ النجيفي وقائمته الحدباء(العروبيه) هي من خشية الإخوه الموصلليين  على محافظتهم التي يريدونها موحدة الجغرافيه  وبالصبغه القوميه التي إعتادوها على مر السنين , واليوم وفي  خضم المشاحنات الدائرة بين قائمة الحدباءالعروبيه و قائمة نينوى الكرديه وبرنامجهما القومي في المناطق المسماة بالمتنازع عليها , ربما هذه الخشية لها ما يبررها , لكن ليس على حساب أمن وسلامة ومستقبل ابناء نينوى الاصلاء, لأنهم هم الذين ساهموا في بناء اصرح هذه المدينه وهم الذين دفعوا  الفواتير العاليه ثمنا لهذه الصراعات القوميه العربية الكرديه , وقد طال امد مناشداتهم  لهؤلاء الساسه بممارسة دورهم الوطني في حل الأزمات , لكن مع الاسف ليس من مجيب ,لذا كان تعويلنا الكبير على شطارة السياسي  (سواء كان السيد النجيفي أو أي سياسي ند  له) ولباقته  الوطنيه  في إدارة الفعاليه وإستثمار جوانبها الايجابيه بالتنسيق الصريح  على اسس دستوريه ضامنة لحقوق المواطن على أرضه العراقيه, ومازال المجال أمامهم مفتوحا لبحث مشاكل هذه الشرائح من اجل تامين العيش الكريم لهم وليس إستغلالهم لصالح أجنداتهم.

 

 في هذا السياق ,من واجبنا أن نطالب الإخوة ممثلي تنظيماتنا  بموقف واضح و صريح  يؤكد على وحدة اراضي العراق  ورفضهم  المطلق لاي محاولة إلتفافيه للسلخ او التقسيم  بالتوازي مع تأكيد مشروعية طلب المواطن المحب بلده والذي يتطلع الى حياة حره كريمه ,  وعندما يكون الكلام عن فكرة  تأسيس إداري  يضم الكلدواشوريين السريان والشبك واليزيديين والاكراد  وحتى العرب ,كلنا يدرك بان العراق  يمر بوضع مرتبك وشائك  بسبب كثرة حلقات الصراعات وتعدد الأجندات  التي تركت آثارها السلبيه الجسام على واقع  حال الشرائح العراقيه  القليلة العدد( الكلدواشوريين السريان, الايزيدون , الشبك, الصابئه, الارمن) .

 

إن هذه الشرائح عندما لا تمتلك سوى حقها المنصوص بالدستور , فهي لا تمتلك  الاموال والميليشيات للدفاع عن نفسها أمام الهجمات الارهابيه  وما من دوله جاره او عظمى  داعمه لها  تفرض على ساسة العراق الانتباه الى عدم تهميشهم  وتأذيته في غياب سلطة القانون,يا ترى هل من الانصاف إتهام المطالبين بالمحافظة  بانهم يريدون تقسيم العراق ؟ ام  هل نكتفي بنصائح الاخرين لنا بوجوب التحمل والصبر  ودوامة الذبح والتفجير والتهميش والتهجير أدت  بثلثي  شعبنا الى مغادرة أماكنهم بإتجاه اصقاع الارض وساسة العراق يتفرجون! وإن أريد منهم ان ينطقوا بكلمة  يكتفوا بتخديرنا بالشجب والاستنكار او بإسكات المطالبين ورفض حقهم في الحياة مثلما يفعل  الاستاذ اسامه النجيفي وكما صرح مؤخرا  بأننا في مطالبتنا بإستحداث محافظة سور نينوى  نكون قد كفرنا و خرجناعن طاعة بابا الفاتيكان لانه (البابا) يرفض استحداث المحافظة !!

أنا أستغرب  صدور مثل هذا الكلام من رئيس برلمان عراقي  يتحمل مسؤولية بناء دوله دستوريه  ينعم فيها الشعب بكافة حقوقه , باي حق يكون تشويه رغبة شريحه عراقيه بإمتياز وربطها بأجنده فاتيكانيه ؟ا ان  حقائق التاريخ  تثبت بان هذه الشريحه كان إعتزازها الأول  وما يزال  بعراقيتها و بمرجعيتها الوطنيه التاريخيه في ترتيب تعايشها الوطني , علام  اذن  ربط مطلبنا الوطني بما تقتضيه مصلحة الفاتيكان ؟ وعن اية ديمقراطيه نتكلم في حين الاستاذ النجيفي  يقرر حقوق  شرائح الشعب العراقي على اساس ما توصيه  المرجعيات الدينيه الخارجيه وماتقتضيه شرائعها ومصالحها ؟

الوطن والشعب من وراء القصد