خبير في طب الكسور

 

                     

 

                              

                                               

                                

                                                   

                                              

                            

                                                   بدران امرايا

                  

 

      شخصية كلدو اشورية سريانية امتاز بالحكمة الوافرة والسديدة وقوة في علم الحساب , حلو الكلام , خفيف الروح, حسن المعشرة, غزير الحفظ , كريم النفس, روحه لطيفة كالنسيم , صلبا في مواقفه الحقانية لأيداهن ولا يداري, صغيرا مع الصغير كبيرا مع الكبير. امتاز وعرف في أواسط الناس بالحكيم في طب العظام والكسور ومداواة المرضى نفسيا وخاصة المرعوبين . فكانتا يداه النحيفتين الدواء والبلسم الشافي لكل من قصده من الناس وممن يعانون من أمراض نفسية وجلدية وكسور العظام .فقد ذاع صيته بين الناس في المنطقة بعلم التداوي ..

    انه الطيب الذكر المرحوم ميخو ججو كورو بازو الامراوي ولد هذا العلامة في الطب الشعبي بقرية امرا دمار سوريشوع ( اسر, عسرا) الواقعة الآن ضمن الحدود التركية قضاء بلون في 1917 وسط عائلة امراوية متحفظة ,والده كان المرحوم ججو كورو وامه كانت المرحومة حني واشقائه ( كورو, اسرائيل , مرتا, مسكي, انيسة ).

      عاش حياة البساطة عمل فلاحا أحب الأرض والخضار والطبيعة وتربية المواشي وكل ما يمت بالزراعة وحياة القرية بصلة.

     وفي عام 1925 هرب أهالي قرية امرا تحت جنح الليل من الموت المحقق من الجيش التركي ( الجندرمة ) ومرتزقته المحليين في المنطقة صوب حدود العراق وكان عمر المرحوم دون العاشرة انذاك انتقلت عائلته مع بقية الامراويين الى قرية ( اسنَخ ) و( بَرَخ ) و بهنونه ( بيت نونا) ومنها الى زاخو محلة (ركاوا ) ثم الى  محلة (كيستا ) والى قرية بهيري عام 1933.

      وفي عام 1940 اقترن المرحوم بشريكة العمر اسمر توما اسخريا من قرية امرا دشيش وكانت ثمرة الزواج الأبناء كور كيس 1945 حاليا في امريكا , حني . 1950 ,مرقس 1953 ,سعيد 1955 , عيسى 1957 ناجية 1959 , وعكيد 1970 .

     عاش ردحا من حياته في قرية هفشن القريبة من نهر( خزلا ) الهيزل .واتقن هناك طب التداوي بالأعشاب و(عريتا دزدوعتا) أي طرد الفزع عند الناس المصدومين او المرعوبين من الخوف ,وتجبير كسور العظام البشرية والحيوانية وكان المعلولين من الناس يقصدونه من كل صوب وحدب لغرض التداوي .

     وفي سنة 1971 انتقل مع عائلته إلى قضاء زاخو ليستقر في قرية المهمدية . ومحلة النصارى عمل بقالا وكان حذقا في مسالة الحساب له مكانته في سوق زاخو , امتاز برشاقته البدنية وسرعة الحركة ودقة في الأداء وفصاحة لسانه وغزارة أمثاله الشيقة فكان له مثله المميز في كل شاردة وواردة من مواقف الحياة المختلفة .

    نال الزمان من صحته بعد أن فقد اثنين من فلذي كبده عيسى ومرقس خلال الحرب العراقية الإيرانية كأسرى حرب 1982 , لكنهما عاد بعد سنين طويلة من حياة الأسر المذلة وكحل عيناه برؤيتهما ثانية .وبعد سنين حيث اعتلت صحته وكف بصره ضعف بدنه , لكن ذاكرته بقيت هي هي كما لو كان في الرابعة عشر من العمر,خدم وعالج من قصده رغم مرضه وضيق خلقه.

      وخلال بحثي في تقصي المعلومات عن أصل وفصل الامراويين , فكنت أجالسه مرات عديدة وأحثه ليدلي بما عنده من معلومات واحداث قيمة عن عشيرة الامراويين لتوثيقها في شجرة عائلة أمراوي مارسوريشوع . فكان يسترسل في تقديم المعلومات وما سمع ورآه طوال سنين حياته الحافلة بالاحداث, وذات مرة الحَ ي ت عليه بالأسئلة فضاقَ خلق ه من كثرة الاسئله وخاصة كان سؤالي فلان هو ابن مَ ن ؟ فكان يجاوب ويدلو بدلوه وعندما أكثرت من فلان ابن من ؟ فرد بعصبية غير معتادة ( ايلي برنت خماري شميلوخ دقو مخا ) أي هو ابن حماري أسمعتَ والآن ابتعد عني , عندها تيقنت بأنه ختم جلسة ذلك اليوم .

     وبعد بلوغه العقد التسعيني من العمر, وبعد أن أمتع إذنيه بسماع أصوات الأحفاد وأولاد الأحفاد واحتضنهم في حضنه الدافئ انتقل هذا الطبيب الشعبي إلى الاخدار السماوية قبل يوم من رأس السنة الميلادية 31-12-2006 م.

      وبرحيله ترك أثرا طيبا عند من عرفوه وخالطوه ,وخسر شعبنا يد فنية ماهرة في تداوي وتجبير العظام المكسورة والمرعوبين وغيرها من الحالات المرضية .

رحمه الله واسكنه فسيح جناته مع الصالحين والأبرار.والصحة ومديد العمر لأولاده وأحفاده .. تَودي ..

Badran_omraia@yahoo.com

 

      الصورة من اليسار المرحوم ميخو ججو,الزوجة اسمر توما, وكنتهما فريال توما, وابنهماعيسى وهو يحتضن ابنه البكر مارينوس وهم يتناولون وجبة العشاء على ضوء اللمبة ,مطلع التسعينات من القرن الماضي ,في محلة النصارى زاخو.

 

صورة شمسية للمرحوم وهو في ريعان شبابه سنة 1941