السفره

 

 

 

 

 

 

                                             ذنون محمد

                                                   

                                                    

           بداية لم تكن راغبه بهذه السفره فهي تعودت ان تقضي ايام العطل في البيت لكن تحت اصرار صديقاتها قررت المشاركه معهم وقضاء بعض اليوم في في سفره الى احد الاماكن السياحيه خصوصا وان الربيع بدأ يحل بأيامه الجميله وبدأت الارض تتحول الى قطعة خضراء قالت لما لا ابتعد عن الروتين قليلا وانظر الى هذه الطبيعه التي ربما عشقتها من خلال الصور او اللوحات لما لا ادنوا منها عن قرب ربما اخاطبها بما في داخلي من امال وحنين خافت تجاهها   .السفره تنسيها العمل والروتين الاداري وتنقلها من اجواء الالتزام الى اجواء الانطلاق والنظر الى الطبيعه عن قرب والنظر الى الزهور البريه عن قرب التي تفتحت لتضفي طابعا جميلا على الارض مع اشراقه الشمس  نهضت كألعاده اعدت نفسها واضافت مكياجا على ملامحها الجميله ربما اليوم اكثر قليلا من الايام الماضيه هي سفره لابد من اضفاء بعض التغيرات لنشعر بأنه يوما مميزا ليس كباقي الايام تم الاتفاق على ان يكون التجمع في مكان ما ليكون الانطلاق جماعيا وانطلقت قافله الرحله  بسرعه بطيئه نوعا ما وكل من في الحافله تجد على وجهه حكايه ما لكن يغلب على الجميع شيوع الابتسامه التي بدت واضحه على الملامح اغلبهن مشغول بأحاديث جانبيه هذه تتكلم عن العمل ومشقته والاخرى عن اولادها ومشاكلهم التي تعصف بألبيت  وهي تتأمل الطريق وتشاهد حركة الناس والسيارات هذا ذاهب الى وهذا ربما قد جلب معه القيمر الصباحي لعائلته  وكل شخص ربما له قصه اخرى.. كانت بين لحظه واخرى تنظر الى السماء من نافذه السياره خوفا من ان تكون هناك غيوم وربما تسقط الامطار وتتعكر الرحله كانت السماء محمله بغيوم قليله .بألرغم من الرحله كانت لجميع صديقاتها في العمل الا انها شعرت بأن السفره ربما بحاجه الى شخص اخر تتمنى لو كان حاضرا معها لتكتمل الاجواء كانت تشعر بغيابه كان يمثل لها فراغا لا يمكن ان تجده عند احدا كانت تصطنع سعادتها امام الجميع ثم تعودت الى ذلك الفراغ الذي حيرها مع انها تعودت قد عليه لانه  مثل لها حيزا من التأثير الداخلي الذي بدأ يداعب داخلها عن قرب وبدأت تتحس فيه  احيانا كنت تنظر الى وجوه الماره تقول في داخلها ربما هو هذا الشخص او ربما ذاك وربما وربما كلها تخيلات طبيعيه مع اني على ثقة كامله هكذا تقول في داخلها بصمت  انه غائب ولن يكون حاضرا ولا يمكن لي ان اتلمس فراغا لا امل برؤياه ابدا فهو همس داخلي يطربني من الداخل بالم خفيف انه ذلك الصوت الخافت الذي اسمعه بهمس هذا ما كانت تؤمن به فغيابه كان هو الاكثر ايلاما لها والذي ربما شغلها عن السفره كأنها لا ترى في ذلك المكان الا كلماته التي تعودت على سماعها عن بعد .لم تشعر بجمالية المكان كما شعرت بجمالية ذلك الفراغ الذي تملكها هو غائب لا يمكن ان تراه ولن تراه الا من خلال كلمات ينسجها لها من هنا وهناك تكتب تغزلا بها ..شكرا قالت لذلك الغياب الذي حسسني بوجودي .