المركز الثقافي الاشوري ـ دهوك

عشرون عاما من العطاء والابداع  الثقافي

 

 

                                                                                                       تقرير : حنان اويشا

                     تمر علينا في 15/ اذار من كل عام ذكرى تاسيس المركز الثقافي الاشوري.. تلك الانطلاقة وفي تلك الفترة الحرجة حملت معان ودلالات عميقة عكست بوضوح استعداد ابناء شعبنا على الخلق والابداع كلما فسح المجال امامه.. واذ نحتفي هذا العام بالذكرى "20" للتاسيس لابد من العودة الى البدايات التي تؤسس حتما مقومات النجاح ومن ثم التواصل.. فقد كانت نقطة الانطلاق عندما استطاعت مجموعة من مثقفينا من بلورة وانضاج فكرة تاسيس منبر ثقافي في محافظة دهوك ياخذ على عاتقه احياء وتطوير ثقافتنا القومية وليساهم في دعم المسيرة الثقافية والفكر القومي والانساني.. فتمخضت الفكرة بولادة المركز في 15/3/1992 وبولادته تلك استطاع ان يحقق حلقة اخرى في سلسلة ثقافتنا العريقة وليتحمل الى جانب مؤسساتنا القومية الاخرى اعباء المرحلة الجديدة والصعبة التي عاشها شعبنا اثر الانتفاضة المجيدة عام 1991 باعتبار الثقافة من الركائز الاساسية للوجود القومي لاية امة اضافة الى كونها معيارا يمكن من خلاله تقييم واقع الامم.. وكاي مؤسسة تنشد النجاح ومن ثم الاستمرار والتقدم نحو الافضل، كان لابد من رسم نهج معين ومجموعة من الاهداف لتؤخذ بنظر الاعتبار، وذلك ما تم العمل به عندما تم اعداد نظامه الداخلي الذي كان حافزا اضافيا للمضي قدما صوب تحقيق تلك الاهداف التي جاء في مقدمتها تعزيز الروابط الثقافية والفكرية والاجتماعية بين المثقفين من ابناء شعبنا وبينهم وبين المثقفين من ابناء القوميات الاخرى المتعايشة في الوطن.. وايضا تنشيط دور المثقفين في مجتمعنا ورفع المستوى الثقافي لابناء شعبنا وفي عموم الساحة الثقافية الوطنية.. كما هدف المركز على دعم النتاجات الفكرية والادبية والعلمية وايضا الاهتمام باللغة الام وتطويرها وتشجيع حركة التاليف والترجمة والنشر بها.. كما نصت اهداف المركز على دراسة وتوثيق التراث الشعبي والتعريف به وابراز سماته القومية والانسانية..

نشاطات وفعاليات

       ومن اجل العمل باهداف المركز بجدية وترجمتها على ارض الواقع مارس المركز ومنذ تاسيسه ولا يزال نشاطات وفعاليات عديدة ومتنوعة انعشت مفردات ثقافتنا وعن طريقها استطاع ايضا ان يؤسس مكانه لائقة وجديرة بالاهتمام بين صفوف مثقفينا وابناء شعبنا عموما.. فقد حرص المركز على اقامة محاضرات وندوات حاضر فيها اساتذة وباحثين ومختصين وتناولوا فيها مواضيع مختلفة اغنت ثقافتنا بجميع جوانبها القومية والتاريخية والاجتماعية وغيرها.. كما تضمنت فعاليات المركز اقامة معارض مختلفة فنية وتراثية ودورات في اختصاصات مختلفة للصغار والكبار منها دورات لتعليم لغة الام واللغة الانكليزية وتعليم الكمبيوتر وغيرها من المجالات.. كما لم يهمل المركز المناسبات القومية والوطنية وذلك بتنظيم احتفاليات ومهرجانات تليق بها وبمكانتها بين ابناء شعبنا كالاحتفال بالاول من نيسان عيد راس السنة القومية ويوم الشهيد الكلداني السرياني الاشوري ويوم الصحافة السريانية وذكرى تاسيس المركز وذكرى ولادة مجلة المركز نجم بيث نهرين.. اضافة الى اقامته للعديد من الندوات وورش عمل واكبت التطورات والاحداث التي مرت بالمنطقة خصوصا تلك التي كانت على تماس مباشر بابناء شعبنا وقضاياه واهتماماته.. اما في الجانب الاعلامي فالى جانب اهتمامه بصدور مجلته نجم بيث نهرين دوريا.. فقد صب اهتمامه ومنذ تاسيسه على التعريف برسالته واهدافه من خلال برامج اذاعية وتلفزيونية خاصة، فقد اعد المركز برنامجا تلفزيونيا اسبوعيا كان يقدم عبر تلفزيون خه بات استمر بثه على مدى عامي 1993ـ 1994 وايضا اعد برنامجا قدم عبر شاشة تلفزيون اشور البث الارضي وحاليا يقوم باستغلال التقنيات الحديثة في سائل الاعلام من خلال ارسال اخبار المركز ونشاطاته الى وسائل اعلامية مختلفة كما قام المركز بتاسيس موقع الكتروني خاص به يضم ابواب عديدة منها اخبار شعبنا، نشاطات المركز، نبذة عن المركز، البوم الصور،الارشيف ومساحة خاصة بمجلته نجم بيث نهرين وغيرها..

الاهتمام باللغة الام مطلب قومي

وبما ان الاهتمام باللغة الام "السريانية" كان من بين اهم الاهداف التي سعى المركز الى تحقيقها فقد باشر بالمساهمة في عملية التعليم السرياني منذ بداياتها خصوصا قبل اقرار برلمان اقليم كردستان لقانون التعليم باللغة القومية عام 1992 حينها وقف المركز مساندا مؤسساتنا القومية الاخرى ضد المشككين بصلاحية لغتنا لان تكون لغة للعلم والمعرفة ورفضه لارائهم.. لذلك بدا بتنظيم دورات مكثفة لتعليم اللغة السريانية للصغار والكبار ولكلا الجنسين ودورات للمعلمين ايضا، وعقد ندوات ومحاضرات شارك فيها عدد من المختصين والباحثين لابراز اهمية لغتنا وكثرة مفرداتها.. واستمر المركز بموقفه الداعم حتى بعد اقرار البرلمان وبكل اشكال الدعم المادي والمعنوي قدمت لمدارسنا واساتذتنا الكرام فعمل على اقامة دورات للتقوية وحلقات دراسية والمساهمة في تنضيد المناهج الدراسية وكل ذلك من اجل النهوض بتلك التجربة الفتية انذاك التي كانت بحاجة ماسة الى جهود كل الخيرين من ابناء شعبنا..

بناية المركز خطوة اضافية لتحقيق طموحاته

 

       في بدايات تاسيس المركز كان يتم استاجار دور سكنية لتكون مقرا لعمله ولكن صلاحية تلك العملية اخذت تتلاشى مع ازدياد وتوسع فعاليات المركز ونشاطاته لذلك ومن اجل خطوات اضافية نحو تحقيق طموحاته كان لابد من التحرك للحصول على قطعة ارض ملائمة من حيث الموقع والمساحة تصلح لانشاء بناية ذات فضاءات واسعة تستوعب التوسع الحاصل في وظائفه وتليق بمكانته.. وتحقق ذلك فعلا بعد الحصول على قطعة ارض من "محافظة دهوك" وبعدها تم تنفيذ البناء وعلى عدة مراحل.. بدات بوضع حجر الاساس للبناية يوم 28/3/1993 وتم وضعه من قبل السيد يونادم يوسف كنا وزير الاشغال والاسكان في حكومة اقليم كوردستان انذاك، الذي كان له دورا كبيرا في الحصول على قطعة الارض.. وبعدها بوشر بالمرحلة الاولى من البناية التي تمثلت بانشاء طابق السرداب وبعد اكماله تم فصله الى غرف استغلت مؤقتا لادارة المركز وقاعة صغيرة لاقامة النشاطات.. وافتتح رسميا يوم 1995/4/29.

ومن ثم جاءت فكرة بناء القاعة الكبرى لتكون بمثابة مشروع استثماري يدر بواردات يمكن الاعتماد عليها للتمويل الذاتي للمركز وتغطية مصاريف نشاطاته وايضا لتكملة المراحل المتبقية من البناية.. حيث تبرعت المرحومة "هيلين شوارتن" من شيكاغو بمبلغ خمسين الف دولارغطى القسم الاكبر من مصاريف انشاء القاعة، اما المبلغ المتبقي لاتمامها والبالغ ثمانية وثلاثين الف دولار فقد تبرعت به مؤسسة اورهي الثقافية في موديستو واللجنة الخيرية الاشورية بامريكا وافتتحت القاعة ضمن فعاليات الاحتفال بالاول من نيسان عام 2001 واصرارا على تكملة كل مراحل البناء بوشر ببناء الطابق الارضي من البناية حيث تحمل تكاليف البناء الى جانب المركز كل من اللجنة الخيرية الاشورية ـ العراق ومنظمة الكنائس الانجيلية اللوثرية في شتوتكارت بالمانيا.. وبعد اتمامه تم استغلاله في نقل ادارة المركز اليه ويضم غرفة للادارة والسكرتارية والاعلام والمكتبة والكمبيوتر.. وتم افتتاحه رسميا يوم 5/10 2007 . من قبل السيد نابليون يوسف رئيس اللجنة الخيرية السابق وبمشاركة الاب هورست اوبر كامبف من الكنائس الانجيلية اللوثرية.. وقبل فترة لم يمضي عليها الا اشهرا جريت عملية تاهيل لقاعات المركز من قبل شركة "بازي كروب" متمثلة بمديرها المفوض السيد ادور حنا مشكو حيث بذلت جهودا كبيرة لتطويرها وتوسيعها والباسها حلة جديدة لتوازي التطور العمراني الحاصل في المنطقة، حيث تم افتتاح القاعة السفلى بعد تاهيلها في احتفال جماهيري يوم 8/7/2011 لتتحول بعدها الى صالة جميلة استغلت لاقامة العديد من نشاطات المركز ومؤسساتنا الاخرى اضافة الى المناسبات الاجتماعية الخاصة بابناء شعبنا كما اهتم القائمون عليها باقامة انشطة اجتماعية عديدة على مدى ايام الاسبوع لتبدو كمركز اجتماعي ذو خصوصية افتقر اليها ابناء شعبنا في المحافظة.. ان اكمال بناية المركز كما صمم لها منذ المباشرة بها، كان طموح كل الهيئات الادارية السابقة وهو نفسه الذي دفع بالهيئة الادارية الحالية لانجاز الطابق الثاني من البناية وفعلا بوشر بتنفيذه خلال شهر تموز 2011 حيث يتحمل المركز جميع تكاليفه، وتم انشاء جزء منه وسيتم اتمام ما تبقى منه خلال الفترة القادمة.. وسيضم قاعة كبيرة خاصة بالمحاضرات والندوات والمؤتمرات اضافة الى غرف واسعة يمكن استخدامها لاقسام المركز واهتماماته.. وباكمال هذا الطابق ستكتمل عملية البناء كما خطط لها لنكون امام صورة متكاملة لصرح حضاري وبيت ثقافي كبير حمل وما يزال اعباء تحقيق برامج واسعة ومشاريع مهمة اغنت متطلبات العمل القومي والثقافي..

مجلة "نجم بيث نهرين".. انطلاقة وتواصل

بعد تاسيس المركز ظهرت حاجة ملحة لاصدار مطبوع خاص به ليكون بمثابة الناطق باسمه ولسان حاله وليعمل على ايصال اهدافه وطموحاته.. وذلك ما دفع اعضاء المركز الى بذل جهود حثيثة من اجل اصدار مجلة المركز "نجم بيث نهرين" تلك الوليدة التي عانقتها الصحافة السريانية بصدور عددها الاول في الاول من كانون الاول عام 1992 حيث انتهجت المجلة خطا فكريا وقوميا ثابتا وسعت الى دعم كل قضايا شعبنا واهتماماته.. كما حرصت على ان تكون منبرا حرا لكل الاراء والتطلعات من خلال اهتمامها بالمثقفين من باحثين وكتاب وادباء وشعراء الذين وجدوا فيها متنفسهم وساحة ثقافية مكنتهم من تجسيد افكارهم وابداعات اقلامهم وقد وقع الاختيارعلى اسم "نجم بيث نهرين" كاسم للمجلة تيمنا باسماء مجلتين عريقتين الاولى مجلة "النجم" التي كانت تصدر في مدينة اورمي بايران عام 1906 والثانية مجلة "بيث نهرين" التي صدرت في الولايات المتحدة الامريكية في عشرينيات القرن الماضي، وتخليدا لهاتين المجلتين تم دمج اسميهما كاسم لمجلة جديدة تحمل ذات الاهداف والرؤى.. تكونت هيئة تحرير المجلة عند صدور عددها الاول من اعضاء الهيئة الادارية للمركزالتي تكونت من السادة يوسف بنيامين، موشي يوخنا، نيسان ميرزا، البرت اوديشو، القس عمانوئيل بيتو، المرحوم بطرس سخريا، يلدا مرقس.. كما كان هناك اعضاء خارج الهيئة الادارية عملوا الى جانبهم عند صدور عددها الاول وهم السادة.. ازريا ادم الاب شليمون ايشو، اندريوس يوخنا، ونوئيل بيتو.. وبعد صدور العدد الاول شكلت لجنة لتحرير المجلة ولكن لم تدرج اسماء لجنة التحرير في المجلة من العدد الاول وحتى العدد الثالث لاسباب متعلقة بالوضع الامني انذاك، لتشكل بعدها هيئة التحريربقرار الهيئة الادارية عام 1993 وضمت السادة.. توما طليا كسكرتير للتحرير، شموئيل شيبا، عبد المسيح ايشو، هرمز خامس، ازريا ادم.. وفي اول اجتماع لهيئة التحرير اضيف اسم نيسان ميرزا وفارس عنكاوي الى اسماء هيئة التحرير.

ان مجرد التفكير في اصدار مجلة يتبادر الى الذهن جملة من الصعوبات التي تحد من امكانية اصدارها.. فقد احاطت بعملية اصدارنجم بيث نهرين العديد من تلك المعوقات منها قلة المساهمات التي كانت ترد الى المجلة بسبب الوضع الامني غير المستقر الذي كان يسود في المنطقة انذاك.. كما وقف الجانب المادي كعائق اخر في طريق اصدار المجلة وخلق تخوفا من عدم امكانية الحفاظ على تواصلها مستقبلا.. واسباب موضوعية متعلقة بالحصار المزدوج والوضع الاقتصادي والاجواء السياسية والامنية وعدم وضوح الرؤيا كان وراء خلق اجواء تميزت بقلة التعامل مع المظاهر الثقافية والقومية.. الا ان المجلة استطاعت من تخطي كل هذه الصعوبات بفضل الخيرين من ابناء شعبنا في الوطن والمهجر اشخاص ومؤسسات الذين قدموا مساندتهم المادية والمعنوية للمجلة خصوصا في بداياتها وكان سببا في تواصلها واستمرار صدورها لحد يومن هذا، ليصل عدد الارقام الصادرة منها الى 72 عدد..

مكتبة المركز رافد ثقافي للباحثين والمهتمين

المكتبات او ما تسمى بيوت المعرفة ظاهرة حضارية تحدد المستوى الثقافي لاي مجتمع باعتبار الثقافة هي انجاز كبير للوعي الانساني.. واول ما يتبادر الى ذهن المرء عند زيارته لاية مؤسسة ثقافية هو الاستفسار عن ما يحتوي ارشيفها من كتب ومصادر.. ففي بدايات تاسيس المركز لم تكن رفوف مكتبته تحمل سوى بضع مئات من الكتب.. ولكن وبفضل مساعي الهيئات الادارية المتعاقبة تم تطوير واغناء المكتبة بالقيم من الكتب التي تبحر في التاريخ والفلسفة والسياسة والدين والادب والعديد من المجالات الاخرى.. وحاليا تضم المكتبة ما يقارب خمسة الاف كتاب ومايزال المركز يولي اهتماما كبيرا برفدها بكل ما هو قيم وغني لتغدو رافدا ثقافيا وعلميا لكل باحث ومهتم..

اصدارات لدعم النتاجات الفكرية والادبية

 

 

 

 

وعملا بمبادئه واهدافه حرص المركز على تقديم شكل آخر من اشكال الدعم والمساندة لمثقفينا من كتاب وشعراء وادباء عن طريق المساهمة في ابراز نتاجاتهم الفكرية والادبية والعلمية لذلك تحمل على نفقته عملية اصدار مجموعة من الكتب والكراريس وباللغتين السريانية والعربية نستعرض لكم عناوينها واسماء كتابها وتواريخ اصدارها..

* بخديدا نتائج التنقيبات الاثرية فيها واولى المهن والحرف لسكانها.. عبد السلام سمعان الخديدي 2011.

* الملك البطل كلكامش.. حكمت بشير الاسود 2005

* الثور المجنح.. حكمت بشير الاسود 2011

* هواجس.. نيسان ميرزا 2004

* اضاءات.. فريد يعقوب 2006

* قراءات اخرى في المسرح السرياني.. صباح هرمز 2005

* جمر الكتابة الاخرى.. شاكر مجيد سفو 2005

* حمى آنو.. شاكر مجيد سيفو 2004

* فهرس مخطوطات دير الاباء الدومنيكان ـ الموصل.. الاب الدكتوربهنام سوني 2005

* المسالة الاشورية.. جوزيف يعقوب 2005

* ماساة الاشوريين.. ترجمة شموئيل بيث شموئيل 2007

* عشر قطرات من دمع الشمس.. زهير بهنام بوردى 2005

* العراقة تعاني.. فادية عبد الكريم 2004

* اشراقة الضمير.. رمزي عقراوي 2005

* كشاف مجلة نجم بيث نهرين.. اعداد صباح شاول 2002

* الطريق نحو نظرية المويجات ومبادئها.. المهندس عدنان محسن عبد العزيز 2005

* سياط الخطيئة.. عصام شابا فلفل 2004

*ملوئه دقانونه دكوتا دأقلا.. هرمز موشي 2004

* سوكاله من يرتوثن.. البرت اوديشو 2005

* ايرقله ايلانا قطيما.. دشتو ادم 2004