حينما تغيب الصراحة والمصالحة والشفافية يتجه الوطن الى.ـــ.؟

 

 

              

       

                                         

                                          هنري سركيس

 

الكل يرغب في تغير نفسه ومصالحه الشخصية، ولا احد يحاول  التفكير في انتشال الوطن والشعب من ازماته.

حينما تغيب الصراحة والمصالحة، على واقع المشهد السياسي في الوطن، تتلاشة امال التطوير والتقدم في معالجة جميع المواضيع والازمات التي تتراكم يوم بعد اخر، ومعها تغيب حرية التعبير او حتى معرفة ما في داخل القلوب والنيات المدفونة لهؤلاء الساسة المتصارعين.. يغدو الامر صعبا يكتنفه الكثير من الغموض في الرؤيا وما يطرح من وراء الكواليس، واصبح بعض الاخر يراوحون  ساكنين في دوامة الصراعات الجانبية ومن دون حلول، وبالتالي يصبح المشهد السياسي قاتم سوداوي النظروالبعد، لا يمكن تحليله ، واستنتاج مضمونه ..او حتى تدعياته المستقبلية .. ومن ثم تطفىء شمعة النور في  طريق يصعب التنبؤء بمخرجه.. وهؤلاء الساسة لا يبدوا انهم منزعجين، وايضا غير مكترثين بما يحمله الوطن والشعب من الالام وماسي.

 فعلا انها مهزلة الديمقراطية في وطن ينخره الفساد والمفسدين. بعد ان تراجع  مفهوم الولاء للوطن الى الولاء الطائفي والحزبي..  وهذا الامر اصبح مفروضا على الواقع السياسي منذ سنوات خلت. ويبق مفعول هذا المشهد مفتوح على مصرعيه ، ان لم تجد القوى السياسية المتصارعة ارضية صالحة وصريحة للخروج منه..

وتأت اصوات الصراخ والتنديد والمظاهرات الجماهيري، معبرين عن سخطهم وخيبت املهم لما الات اليه اوضاعهم ووالوطن.. ان انشطار الفكر المتعصب المقيت، والذي اصابة عقول هؤلاء السياسيين المفسدين والطالحين ومن لف لفهم ، والذين كانوا في يوم من الايام محسوبين كل واحد على فئة اعطتهم ما في الكافية من الثقة  ليكونوا ممثليهم والمدافعين عن حقوقهم. ولكن  ومع الاسف الشديد لم تفلح هذه الفئة النخبوية من التزاماتها المنهجية المتفق عليه ضمن برامجها السياسية والانتخابية في  اطار العمل المسنود لها ،.. ولم تستفيق هذه النخبة السياسية من سباتها العميق واحلامها الوردية ، ومن اخطائها في الماضي والحاضر، وما خلفته هذه السياسة المتعجرفة  من دمار وخراب للوطن ... واصبح جل حديثهم مليء بشعارات براقة  خيالية وهمية، تمجد بالماضي الاليم  ، وتسجد للحاضر المنكوب.. ومن كل هذا وذلك رسمت لواقعها ، صور كارتونية ملونة بالالوان قوس قزح، عن ما يسمى بانجازات وطنية شكلية قد يكون مشكوك في امرها، الا ان الواقع دائما كان هو الفيصل لحسم النتائج المخزية التي دفع الكثير منهم فاتورة الخسارة والهزيمة.. انهم بهذا العمل الشنيع امتلئت قلوبهم  باحقاد دفينة،و مثقلة بالأحاجي والهبل وأوهام ثقافتهم الانطوائية البائسة وهم يمطرون من على منابر السياسة احلى مفردات الزيف والتبجيل بما يعملون وهم ولا يعملون، اصبحوا نقمة العصر في سياسة السنوات الضائعة من تاريخ ومسيرة عملهم .. وهنا كثرت احاديثهم  بين الفينة واخرى عن مفهوم الصراحة والمصالحة وتعزيزها . ولكن دائما لم تكن الحقيقة  صادقة اولا مع ذاتهم المهزوزة وثانيا مع ابناء شعبهم  الذين ابتلوا بها.. لقد ان الاوان عليهم اليوم بان يحاولوا بقدر الامكان من تصحيح مسارهذا الطريق المتعرج، وان يكفوا عن لعبة عض الاصابع بين الفرقاء، وان يضعوا حد لهذه المهالك والمهازل، والتي سوف لا يجنون منها غير الماسي..بدأت ساعات الصفر وخرجة الجماهير عن بكر ابيها، في بعض المحافظات، وتندد بالعلمية السياسية الفاشلة والمحاصصة الحزبية الضيق الافق،  وتطالب بالعدل والمساوة، واصلاح الوضع الامني والمعيشي المتردي، ووضع مصلحة الوطن والشعب فوق كل المصالح.

لان سياسات هؤلاء الساسة لم تأت بنتيجة ايجابية، بل بالعكس دمرت البلاد والعباد، وأصبح النظام السياسي والديمقراطي على وشك الانفجار ومن ثم الرجوع إلى مربع الأول.. لقد آن الأوان بان يضعوا فلفستهم الفردية والتشبثية والاقصائية خارج اللعبة السياسية، لان مفعولها الاستهلاكي انتهى، وولى إلى غير رجعة.. وفي الختام نردد مقولة الشاعر عمرو بن ربيعة الزبيدي

لقد أسمعت لو ناديت حيا   ولكن لا حياة لمن تنادي

لو نارا نفخت بها أضاءت   ولكن أنت تنفخ في رماد