النابغه الذبياني ..شاعر عصره

 

 

             

                          

                     ذنون محمد

                يعتبر هذا الشاعر من ابلغ شعراء عصره واكثرهم حكمة في شعره وقد عاش في العصر الجاهلي وهو المصطلح الذي يطلق على مرحلة ما قبل الاسلام فقد تميز العرب في شبه الجزيره العربيه بهذا النوع من الفن الادبي واكثروا فيه من المعاني والبلاغه الشعريه وقد تفرد البعض منهم في اسلوب ونهج خاص تميز به عن أقرانه وبه اكتسب الشهره الواسعه والتي  ما زالت مدويه الى يومنا هذا..

 

فشاعرنا يعتبر من ابرز شعراء عصره واكثرهم شهرة في ادبه وقد عاش في بيئه لونت حياته وشعره بالكثير من المأثر الانسانيه خصوصا وانه قد تعرض الى الكثير من الامور الجسام التي ربما تشظت في شعره وقصائده المتنوعه وأخرجت نتاجا مؤثرا فما يعيشه الشاعر في بيئته من تحولات مختلفه  يتحول الى شعرا .وقد ضربت شهرته كل بلاطات الملوك العرب  في تلك الفتره وهي دولتان دولة المناذره المحاذيه للفرس ودوله الغساسنه المحاذيه للرومان في الشام وهي دول او ممالك كانت تحتمي بهذه الامبراطوريات وتعتبر من حلفاءها  فقد تنقل شعره الى هذه القصور وسمعه الملوك واثنوا عليه لما فيه من روحية التغني وما يحمل من طباع العرب المشتركه كمبدأ التفاخر والثأر والكرم والذي هو ملازم للشخصيه العربيه ويتولد مع جينات افرادها. عاصر النابغه الذبياني الكثير من الحروب والغارات التي كانت تشن بين القبائل العربيه نفسها وتغنى ببطولات قبيلته ومملكته واثنى على القاده والملوك في عصره وكان لشعره الاثر الكبير في حسم المعارك وتغير نتيجتها فعملية التفاخر تدفع بالانسان وتجعله يقاتل بشراسه الرجال الاقوياء فربما يذكره شاعر في شعره وينتشر خبره بين القبيله وهذه سمه ربما ملازمه للانسان في تلك الفتره وربما ما زالت متعلقه بألبعض الى الان ومن ابرز الحروب التي عاشها هذا الشاعر هي حرب داحس وحرب الغبراء التي تذكر المصادر التاريخيه انها استمرت لمده اربعين عاما وكان من ابرز فرسانها عنتره بن شداد الرجل الاسطوره بالقوه والجلد والبطولات التي يستشهد بها فما ان ذكر عنتره الان الا تراود على اسماع المتلقي ذلك البطل الذي حمى قبيلته من خطر الاعداء وذلك الفارس الذي لا يشق له غبار وايضا تؤكد بعض المصادر ان النابغه الذبياني ولمكانته بين العرب بصوره عامه استغل شهرته للصلح وتلطيف الاجواء فكان رجلا مسموع الكلام محترم من قبل الملوك وهذه من الصفات الانسانيه التي امتاز بها هذا الشاعر وتدل على طبعه الاصيل وتربيته التي ربما لا تفرق بين الناس وقد اطلق لمكانته الكثير من الاسرى والسبايا من جميلات العرب وهذا يدل على ان شاعرنا لم يكن متعصبا كل التعصب ولم يكن اعمى في هذا الباب وهذا ما ميز شخصيته وحببها لدى متذوقيه في كل مكان فكان يعلم في داخله ان هذه الحروب والغارات التي تشن بين القبائل العربيه نفسها ماهي الا تراكمات الجهل والتعصب الذي لا جدوى منه ولا طائل  فكان في هذا الباب كما اسلفنا أنسانيا لا يفرق بين قومه وأن تعددت العشائر وكثرت الممالك وربما كان ابعد من ذلك فربما كان انسانيا لا يفرق بين عرق او اخر وهو بذلك يعتبر احد فلاسفة عصره واكثرهم حكمه.ولكونه يمتلك هذا الحس المرهف والقبول لدى الجميع اكثر عليه بعض الحساد والمنافقين الذي ارادوا النيل منه والطعن به ..تؤكد المصادر التاريخيه التي نقلت لنا حياة هذا الرجل وتاريخه الكبير وشعره الذي ما زال يصدح الى الان ان اسمه هو زياد بن معاويه بن ضباب وكان من اشراف قبيلته وله رايه فيها وفي احدى الغزوات بين قبيلته وقبيله عربيه اخرى تم اخذ ابنته كأحدى السبايا او اسيره وعندما علم القائد الغساني النعمان بن وائل ان ابنه النابغه عنده في الاسر اطلق سراحها وسراح البقيه اكراما لابيها ولمكانته بين العرب وقال الملك لابنة النابغه والله لا احد منا اكرم من ابيك فلمكانته فنحن نطلق سراح الجميع اكراما له ..وقد مدحه النابغه في هذه الابيات .

لعمري لنعم الحي صبح سربتا

وابياتنا يوما بذات المراود

فأب بأبكار وعون عقائل

اوانس يحميها امرؤ غير زاهد

يخططن بالعيدان في كل مقعد

ويخبأن رمان الثدى النواهد ..

اما لقبه النبغه فقد اتاه من وجوه كثيره قيل ان اللقب قد امتاز به بسبب شهره احد ابيات شعره الذي فيه يقول

وحلت في بني القين من جسر

    فقد نبغت لنا منهم شئون

ويقال ان اللقب ناله لانه تفرد عن اقرانه بفهمه لاصول الشعر ونباغته به ..

أذن كانت لحياته على كثره الحروب التي شهدها حافله بألمجد الانساني وحافله بألكثير من المشاعر التي تحولت ال اشعار خالده ما زالت حديث المتذوقين وبلاغة لهم ..