حق العراقي المهاجر والمهجر..بالتعوض.

 

                                               

 

                                                 

                                                    د. غازي ابراهيم رحو

 

الجزء الثاني

سنحاول في هذا الجزء والجزء

كنا في الجزء الاول قد تكلمنا عن احقية العراقي مهما كان ومن يكون  احقيته بالمطالبة بالتعويضات من المحتل ومن ساعد المحتل ومن ازره او قدم له المساعدة ان كان ذلك من الدول او من الافراد او الشركات ..وقبل الخوض في هذا الجزء اود ان اشير الى الرسائل التي وردتني من اصدقاء ومفكرين يؤيدون حق العراقي بالتعويض مع ان احد الاصدقاء الاعزاء الذي يظهر انه وقع تحت تأثير المحتل وخالفني الرأي ولكن مع كل ذلك فأحقية الانسان في  الرأي والرأي الاخر يلزمني باحترام اراء الجميع .فتحية لمن ايدني ولمن خالفني وكل الاحترام لهم جميعا....

كما ذكرنا سابقا ان التعويض هو حق من حقوق  تحقيق العدالة لأنه يركز على اوضاع الضحايا ويعمل على اعادة حقوقهم المغتصبة عنوة بالإضافة الى الاضرار والإهانات والخسائر التي تحملها ابناء العراق نتيجة الاحتلال كما ان التعويض جراء الاحتلال هو اعتراف بالانتهاكات التي جرت ضد ابناء العراق الذي كان تحت سلطة الاحتلال وما المحاكم التي بدأت في بريطانيا والتي اقامها البعض من المتضررين من ذوي الشهداء او المعذبين في سجون المحتل او من الافراد من العراقيين اللذين عانوا من المحتل وأعوانه وصدور قرارات لصالح هؤلاء المواطنين إلا برهان على مانقوله وتأكيد على ان العراقيين يستحقون التعويضات خاصة بعد خروج العراق من البند السابع  والتي يمكن ايجازها بأنواع عديدة منها..على سبيل المثال وليس الحصر .....

اولا – التعويض الذي يستند الى تهجير طائفة معينة دون سواها  حيث يعالج هذا التعويض ما جرى لمجموعة من الافراد والجماعات كما حصل لشعبنا العراقي المسيحي والذي قاس عذابات التهجير القسري بالإضافة الى اخوتنا الصابئة المندائيين اللذين لم يتبقى منهم في العراق إلا بحدود سبعة الالاف فردا فقط ؟؟؟ كما ان هنالك طوائف اخرى بعينها اصابها التهجير القسري المتعمد حيث يشمل هذا التعويض عوائل شهداء هذه الطوائف وعوائل المهجرين وضحايا التعذيب وضحايا الاغتصاب والتهديد بالقتل  او التهديد بدفع الجزية او الحصول على منافع من الافراد نتيجة التهديد والاختطاف والقتل او تهديم مراكز العبادة وسكن الافراد ومصالحهم المادية والعينية المنقولة وغير المنقولة .. وهنالك العديد من الدول التي عانت كما عانى العراقيين منها الدول الافريقية وأمريكا اللاتينية  والتي استطاع ابنائها الحصول على التعويضات  من الحكومات والدول التي اباحت تلك الجرائم ....

ثانيا- التعويض المستند الى  امور مالية وتقاعدية ورواتب دائمة للأفراد والطوائف التي اصابها التهجير القسري وتعويضهم تعويضا مجزيا  وذا معنى بحيث يستطيع افراد تلك الطائفة العيش بشكل ملائم للحياة الانسانية والدليل على ذلك هو التعويض الذي قدمه العراق ولا يزال للأفراد من الدول او الاشخاص اللذين ادعوا على العراق كونهم عانوا من ما حدث بين العراق والكويت حتى وصل الامر بأحد البريطانيين اللذين كانوا محتجزين في العراق  ابان الحرب الاولى ضد العراق بأن حجته في التعويض لكونه  لم يعد يستطيع ان بقوم بواجباته الزوجية نتيجة ما اصابه في الاحتجاز الذي لم يدوم اكثر من ايام قلائل  وعلى اثر ذلك تم تعويضه بآلاف الدولارات ؟؟؟

ثالثا -التعويض المستند الى الإعلان عن الاعتذار العام من الافراد والجماعات التي وقعت تحت تأثير الهجرة والتهجير وان يكون لها صفة انسانية معلنة دائمية في الارض كونها طائفة اغتصبت حقوقها وهجرت وان يكون ذلك معبرا في تاريخ الامم

رابعا - التعويض المستند الى تقديم  العيش الملائم للمهاجر والمهجر كفرد كما هو الان للمهاجرين العراقيين المتواجدين في اصقاع الدنيا حيث المهاجر اليوم يعاني شغف العيش في بلاد الهجرة كما يحدث للمهاجرين في الولايات المتحدة الاميركية  التي لا تقدم  المطلوب منها للمهاجر العراقي الذي عانى منها وبسببها وجعلته يغادر وطنه وأرضه وأملاكه وهي لازالت عاجزة عن تقديم ما يجب ان تقدمه لمحو بعض من تلك الذنوب التي في اعناقها تجاه العراقيين وطوائفهم ...

خامسا - التعويض المستند الى المناطق داخل العراق  كأن يتم تعويض المتبقين من الجماعات والأفراد  والطوائف في المناطق التي هاجروا اليها بسبب العنف والتهديد وكمثال على ذلك تعوض العوائل والأفراد  والأشخاص من العراقيين اللذين هجروا ارضهم واتجهوا في مناطق داخل العراق بحثا عن الامن والأمان بما يتلائم من السكن والعناية الدائمة وإعطائهم  ما يستحقونه من تعويض نتيجة الخسائر التي طالته بسبب التهجير .. 

سادسا -   التعويض المستند للحالات الاجتماعية والتربوية  والعلمية كأن يسمح للمهاجرين والمهجرين بالعمل والاعتراف بالشهادات العلمية التي حصول عليها في بلدهم دون الحاجة الى طريق طويل في المعادلة للشهادات التي حصلوا عليها  كما ان قبول الابناء والأفراد من ابناء العوائل في الدراسات الاولية والعليا دون مقابل وتسهيل ذلك للمهاجرين والمهجرين ....

سابعا -  التعويض المستند الى تقديم التامين الصحي للمهاجر والمهجر بآي عمر من الاعمار وفتح المجال للأفراد والعوائل المهاجرة والمهجرة بالحصول على تلك التأمينات الصحية حتى وان امتلكوا العمل والسكن والوظيفة والمال المتأتي من المدخرات العائلية للأفراد والعوائل.

 ان احقية العراقيين للمطالبة بالتعويضات مستندة الى القانون الدولي والى الوقائع التي عاشها العراقيين نتيجة الاحتلال وما اصابهم منه وهنالك العديد من  الوقائع المماثلة والتي كان العراق سباقا في تحمل التعويضات نتيجة دخوله الى الكويت حيث ان ميثاق الامم المتحدة يقر بتلك التعويضات وإننا في الحلقة الثالثة سوف نتعرض الى الفئات التي من الواجب شمولها بالتعويضات مع اننا اشرنا الى ان هذا الموضوع سوف يتكون من حلقتين فقط ولكننا وجدنا ضرورة لحلقة اخرى لكي نغطي الموضوع لأهميته لأبناء العراق ..فالى لقاء قريب