كنيسة  سيدة النجاة المذبحة الثالثة في ذكراها الاولى!!

 

                     

                                                            

                                                                             

                                                                                               نادرة سفر

              في البدء  اقول للشهداء من الاطفال والنساء والكهنة الشباب، شهداء سيدة النجاة  الذين كانوا عزل الا من تراتيل الصلاة ومحبة الله الرحمة لكم والسلوان، و لمن فقدكم  اقول لهم كما قال السيد المسيح بحق المستضعفين(طوبى لكم، إذا عيروكم وطردوكم وقالوا  عليكم كل كلمة شريرة  من اجلي كاذبين، افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات فانهم هكذا اضطهدوا الأنبياء من قبلكم )..متي  5:11

مذبحة سيدة  الشهداء النجاة سابقا هي مذبحة ثالثة من طراز المذابح التي تعرض لها المسيحيون في العراق بعد مذبحة سميل وصوريا . لازلت تصرخ في ضمير العالم  لان العامل المشترك في هذه المذابح انها ارتكبت ببشاعة والجاني ظل طليقا وشهداء هذه المذابح مازالوا يصرخون في ضمير العالم الذي منح لنفسه اجازة طويلة الامد ....

في كنيسة سيدة النجاة قتلوا من جاء يتلو تراتيل السلام لايحمل الا قلبه  المفعم بالايمان ولسانه يتهدج بالدعاء ومسبحة الوردية تتدلى في يده لازالت دماء شهداؤها الابرياء الذين قطع  عليهم الارهابيون  صلاتهم ليقطعوا احشائهم ليسحقوا ارواحهم البريئة ..بقلوب ميتة متيبسة جاحدة..مات فيهم كل شيء ..تمثال السيدة العذراء المنتصب داخل الكيسة لازال شاهدا من هول الجريمة ، لازالت السيدة العذراء بصمتها العظيم تضمد الجراح وتواسي الثكالى ..وتحتضن الشهداء في محراب محبتها وقدسيته..
وكأني بها تتساءل من فتح الباب لهؤلاء القتلة  ليحطموا الصليب ،ويصلبوا المسيح من جديد؛ وتدق آسفين المصائب في تلابيب أهلنا كبيرهم والصغير ؛وهم من ألفِ ألفِ عام أنشاؤا البلاد وعلموا الدنيا الحروف وأشورهم وبابلهم
شاهد مبين. مرتكبو ومنفذو هذه الجريمة البشعة أي دين يمثلون؟  لا أعتقد أن أي دين في العالم سماويا كان ام ارضيا  يسمح لهم ان ينتموا اليه مأساة كنيسة سيدة النجاة تعيد للاذهان كل ماتعرض له المسيحيون من أذى وانتهاك لحقوقهم الانسانية...يجب ان تتحول هذه الحادثة الى فرصة لتقدير هذا الارث الحضاري الاصيل.
الم يحن  الوقت الان للتفكير جديا  بحماية هذا المكون الاصيل في العرق ؟والانتباه الى مطالب المسيحيين وفي مقدمتها تقديم الخدمات لهم في بلداتهم وقراهم واماكن تواجدهم وخصوصا منطقة سهل نينوى التي يسمونها الان مناطق متنازع عليها يالها من مفارقة المعقل الاخير للمسيحيين في العراق اصبح منطقة يتنازع عليها العرب والاكراد واصحاب الشان واصحاب الارض والارث والتاريخ من المسسحيين كلدانا واشوريين وسريانا  هناك صامتون.
اليس الحل لذالك النزاع او المناطق المتنازع عليها  هو ابعاد ذوي النزعات الشريرة والعنصرية من اماكن تجمعاتهم، علما بان المسيحيين  يرتبطون تاريخيا بأوشج العلاقات معمكونات شعبنا الاخرى من عرب واكراد  وأيزيدية المسيحيون هم بوابة العراق الى العالم، ان المسيحيين بينكم  ايها العراقييون كالورود النضرة  الجميلة في كل ما للوصف من معاني، فلا تجعلوا هذا التنوع يزول بسبب افكار مريضة وتسليم المجتمع المتنوع الموروث الى اجيالكم القادمة هو في المحافظة على الاقلية المسيحية المتبقية منذ سقوط شهداء كنيسة سيدة النجاة وانا أقف مذهولة مبهوتة امام صور الدمار، والقتل، منذ سنة وانا  احاول لملمة جراحي و قلمي المضرج بالآسى ليخط المي وسخطي على قتلة الانسانية وعلى جرائمهم التي لا تتجرأ البهائم المفترسة على اقتراف هذا الدمار والبطش بفرائسها ، فالمعروف ان الحيوان يفترس على قدر حاجته اما هم فافترسوا لا لحاجة بل لسقوطهم الانساني ولانحدارهم الى الدرك الاسفل من الانسانية سنة مضت على مذبحة كنيسة الشهداء ، اكاد ارى الملائكة تطوف حولها وهي ترفرف بأجنحتها الذهبية الربانية لتزيل ماعلق على جدرانها من رماد وسخام وبارود  ودم . الملائكة ترفرف كل يوم على مذبح المسيح له المجد في كنيسة الشهداء وهيتسبّح بالأهات والحسرات .. ويالها من مذبحة يقشعر لفجيعتها الحجر الاصم.
لازالت عالقة في ذاكرتي ما قالته  احدى الناجيات من المذبحة ، لقد ادهشتني قدرتها على الحديث المشبع بالموت والرعب والبكاء والدموع وهول الصدمة  ادهشتني جدا  حتى خلت ان الله يلقنها الكلام ، وان يسوع المسيح في تلك اللحظة  يرقد في قلبها  الغارق بنزيف الدماء تقول تلك الناجية " طلب مني احد الإرهابيين التحدث الى قناة فضائية ال... .. وكنت اردد مايقوله لي ، لكني لم انقل كلامه حين اخبرني ان اقول ان الجميع بخير لاحظ تقول لم انقل كلامه حين اخبرني ان اقول ان الجميع بخير وتحتها الف خط    وكيف اقول ذلك والجثث الذبيحة من طفلة لاتتعدى اشهر الى دم الشهيد الذي لايتعدى عمره اربع سنوات  تملأ قاعة الصلاة  في الكنيسة .ياه .. لقد انهمرت عبراتي بلا حساب على وجهي  وانا ارى الشجاعة لأول مرةتتجسد بوضوح من خلال روح هذه الفتاة المسيحية الناجية من المذبحة.
وتقول الناجية  ايضا .." زحف الإرهابي قليلا عن مكان تواجدي ولما انفجر وجدت ساقة النتنة على كتفي ورأسه البليد العفن الفارغ من كل شي الا الحقد الاعمى سقط الى جانبي " لقد وضعت نفسي انا كاتبة هذه السطور  بمحلها تلك اللحظات  حين تخيلت ان جسدي في كنيسة النجاة يتعرض الى ذلك الرعب العنيف رغم اني اتميز بنوع من الشجاعة لكني عندما تخيلت ذالك لقد خارت قواي وهبطت غشاوة على عيني وصرت ابكي بكاء مرا مثل امرأة ثاكل في عزاء وسط صحراء قاحلة تصرخ باعلى ماتشاء من نبرات صوتها"اي ارهاب وحشي هذا الذي دفعهم الى هذا المكان الذي لاتسمع  فيه غير تراتيل السلام  والدعاء الى الرب ان يحمي الوطن ومواطنيه  واجراس تدعو الى الصلاة  من اجل الجميع بمن فيهم من لايحبوننا ...جاؤا  ليذبحوا الابرياء ليقطعوا عليهم تراتيلهم ودعائهم و صلاتهم بعد سنة على الدم الذي انهمر في واحدة من ابرز الاماكن المقدسة والموغلة بتاريخ بغداد  مازالت اربعة  اسئلة  تدور في خلد كل مسيحي عراقي خاصة وكل عراقي شريف  عامة ... لماذا حدثت مذبحة سيدة النجاة ؟؟ من المسؤول عن المذبحة ؟؟ واين الجناة ؟ هل ستبقى  هذه الماساة والمذبحة  منيسة كالمذابح السابقة  ونقول كما قلنا سابقا  ان الزمن كفيل بكشف الحقائق ويالها من حقائق  دائما كانت وظلت مصبوغة بالدم الزكي الطاهر..