أهكذا يكرم الكرماء في أعيادهم ..؟

 

 

                                                                           

أ                              

    أويا أوراها                 

           في الأول من شهر كانون الأول 2011 صعق أبناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني وهو على أبواب أعياد الميلاد بصعقتين سياسيتين متتاليتين بعيدة عن كل التوقعات وأن كان لها مثيلا في السابق لكنها لم تكن بنفس القوة والتأثير والعجالة والتوقيت ..

 أن الصعقة الأولى التي هزت وزعزعت الثقة بما يسمى  بالسطات الأمنية الغير منصفة أبدا في واجباتها هو حول ما واجهه أبناء شعبنا المسالم في أقليم كردستان العراق من أعمال أرهابية على يد جماعات نفذت بما أتى به المتهسترين الأصوليين الذين أججوا الشارع الكردي في العديد من مناطق الأقليم ومن على منابر المساجد والجوامع التي أضحت نقطة الشروع صوب المشاريع التخريبية ومراكز الحقن بأمصال التوتر والرعب  لتنطلق تجاه المحال التجارية ومصادر الرزق والنوادي الأجتماعية  والكنائس لتعبث فيها يد الظلاميين  دمارا وخرابا ودنسا أمام مرئ رجال الشرطة والأمن الذين لم يتحركوا ساكنين لأيقاف ذلك الهول الكاسح على كل ما له صلة بممتلكات أبناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني أبتداءا من زاخو وسميل وألى محافظة دهوك لتصل بعدها الى قرانا الآمنة شيوز وديرالوك .

 

وبعد هذه العاصفة الهوجاء التي ألمت بمصالح شعبنا طفت على الصطح وفي عجلة من أمرها بعض التصريحات السياسية  ومن أعلى المستويات في حكومة الأقليم منددة بهذا الجرم مبدية أستعدادها في معاقبة القائمين به ولكن بعيد أيام بدت أنها تصريحات أعلامية للتسويق الأرضائي كسابقاتها وأن الذين شحنوا الشارع الكردي من القادة الأصوليين في زاخو , سميل , دهوك , شيوز ودرلوك تراهم ينعموم بالحرية والأمن والأمان لا بل والأنكى هو تهديدهم لأصحاب الممتلكات المدمرة بعدم العودة أليها , حيث وكما يبدو أن في الأمر سرا ومن المؤكد بأنها ستتكرر ثانية لعدم وجود رادع ولا رغبة من لدن حكومة الأقليم يحول دون القيام بها  ما دامت هذه العمليات تصب في خدمة الأجندات السياسية ذات الأبعاد الستراتيجية  التي ولربما ترى في شعبنا المزاول لحقوقه والمتمتع بحريته مهما كانت درجاتها مصدر قلق ونقطة حساسة بحسب قراءاتهم المستقبلية والتي بالأمكان دعمها بأدلة دامغة أذا ما تم ربط  مواقف القيادة الكردية حاضرا بسابقاتها في الماضي القريب , وهنا لا ألقي اللوم على الشعب الكردي المتواضع البسيط بل أولئك الذين هم في رأس الهرم المدعوون اليوم ألى أعادة حساباتهم حفاظا على أمن الأقليم وتجربته التي لم تزل في مطلعها .

وأما الصعقة الثانية التي كانت متوقعة والتي ألّمت بأبناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني وكان لها وقعا مؤلما هي تجريد هذا الشعب من مقاعده المحجوزة ( كوتا ) في قانون أنتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي في الأقليم رغم أقرارها في اللجان المختصة القانونية والداخلية , كي توقع من لدن رئيس الأقليم مسعود البرزاني ويصبح القرار نافذا بعكس الوعد الذي كان قد قطعه فخامته في أجتماع دهوك اواسط تشرين الثاني مع قادة تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية على تقديم ملحق لهذا القانون من أجل أزالة الحيف والغبن الذي وقع على هذه الشريحة , لكن وكما يبدو أن الوعود السياسية لا صاحب لها ولا صديق  حيث تتحول بين ليلة وضحاها ألى معاول سياسية  كسابقاتها ...

عزيزي القارئ الكريم :

  أن هاتين الصعقتين لم تكن مجرد برقيتا تهنئة وتبريك في العرف السياسي الحالي مهداة ألى أبناء شعبنا بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة المجيدة 2012 بل هي في عين الوقت موقف سياسي فاضع ومكشوف ضد وحدة فصائلنا السياسية القومية التي بتظامنها شكلت سدا وحدويا منيعا وأنتكاسة مخزية لكل المشاريع التي كانت تمول ولسنين طوال بغية تفتيت وحدة البيت الكلدوآشوري السرياني ..  لتبدأ الأقلام بعدها تكتب منددة بهذين الحدثين المؤلمين قلم الوطن وقلم المهاجر جلها كانت كالجندي الغيور ذو القلب المحروق على ما آلت عليه أوضاع أبناء جلدتهم في شمال العراق لذا فتعددت الأساليب بين النظرة التحليلية للأمور وبين الأسلوب السياسي ومنهم من تغلبت العاطفة على أسلوبهم ومنهم المتردد والمجامل  لكن على العموم وفي أغلبها لم تعتمد أسلوب الشتيمة والقدح والكلام الجارح المهين بقدر ما كانت تحوي على اللوم والعتاب والدوافع التي كان خلف تلك الهجمات الأرهابية أو السبب الذي أودى برئيس الأقليم ألى التوقيع على قرار تجريد شعبنا من حق الكوتا ؟ فأكثر الأقلام لم تكن جارجة ولا مخيفة كما تكهنها البعض بل كانت محقة أذا ما تم مقارنتها بحجم الحدث ولم تحوي تلك الأقلام في ثناياها ما يدعو ألى المساس بمصير أبناء شعبنا أو تعرضه الى الخطر في الوطن كون المخاطر هي قائمة كل يوم من حيث تدري ولا تدري ولا التدخل في شؤونه أو شؤون أصحاب القرار كما فسرها البعض . السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا لم ينظر أولئك المتكهنين الى قلم فخامة رئيس الأقليم والجرح العميق الذي أحدثه في جسد  شعبنا الكلداني الآشوري السرياني بدلا من وصف أقلام أبناء جلدتهم بالجارحة والمخدشة للمشاعر والأحاسيس  !! بتصوري أن كل الأقلام الوطنية والمهجرية لها الحق بالتطرق ألى كل من يريد الأنقضاض على حقوقنا في أية بقعة من بلدنا العراق ولا يمكن أدراجها في خانة التجريحات فعلى سبيل المثال لا الحصر حالة التجاوزات على الأراضي في أقليم كردستان العراق التي لا تزال عالقة ولعشرات السنين وأيضا حالة عدم ذكر المجازر التي لحقت بأبناء شعبنا قي القرن الماضي في الدستور العراقي بجانب حلبجة والمقابر الجماعية أو تهميش شعبنا في ديباجته  وحالة تقسيم شعبنا في دستور الأقليم ألى ثلاث قوميات ... ألخ من الأمور التي من الواجب على أقلامنا فضحها والتركيز عليها كونها حقائق وليست تجريحا بحق أحد ...

ختاما أن الذي حدث في الأول من كانون الأول 2011  في الأقليم لهو أمر طبيعي وأن عملية التوقيع على القرار من لدن رئيس الأقليم حالة طبيعية ومتوقعة أيضا كونه سيرورة أو أمتداد وتطور لما طال القضية الكردية طيلة العشرين السنة الماضية وكلا الحدثين لا يلغي أحدهما الآخر كونهما يلتقيان في المضمون ... وأنهما خير تكريم تلقاه شعبنا بمناسبة أعياد الميلاد ..