كنت ما اجملك يا جدتي شموني*!!!!!

 

   

 

                                                

                                                   ياقو بلو

-1-

كانت قريتنا بعيدة،وليس سوى:

صوت فرقعة مداسات جدتي

صدا،في دقات ناقوس الكنيسة ينبأ:

إن سيوف الغزاة تكسر في عزيمة البسطاء

وصايا الله،وهيبة الانبياء.

وحكايات منامات العذارى الصغيرات

تملأ الدرب الى الساقية.

-2-

كانت قريتنا بعيدة في ضمير الزمان،

وشحيج** بغلة جدي الشهباء

يستنفر بالراكبين بعيدا الى الفلوات

كلما حل جند الموت ضيوفا على قريتنا.

وكان لجدتي الاجمل بين نساء العالمين

سبع صغار أيهم عن امس الامس

لا يكبر في عيون جدتي، 

فكلما حط الثلج في باحة قريتنا

تحرث جدتي،والصغار حولها،للسنونو طريقا

بين طيات الغيوم الرمادية في السماء.

-3-

قريتنا بقايا شاهد عصر انوار نينوى.

ازقتها صارت،قبل ان يغلق النهار ابوابه

تأوي الى النوم....

خشية ان يلج وهم الفرح،خاطر السكارى بالحزن.

وعند الصباح...

يصمت عواء الكلاب في شجار عمومتي.

وصلوات جدتي التي هدها الصمت

تغفوا بين ثغاء الجدران الرطبة ومزلاج الباب.

 

*شموني:اسم سيدة يهودية رفضت ان تخالف شريعة موسى،فضحت بأولادها وبنفسها لكي تبقى امينة على عقيدتها،ويرجح ان تكون احداث هذه القصة قد وقعت في القرن الثاني قبل الميلاد ايام الاحتلال اليوناني،اي ايام انطوخيوس ابيفان،وعلى اسم تلك السيدة،كان اسم جدتي الجميلة بحسنها وتواضعها وبذلها.

**الشحيج:هو صوت البغل والحمار.