الحلقة العاشرة

 

القوش التي صعبت على أنياب الفاشست لن تخدشها مخالب شراذمها

 

                                            

             

                  

                                          

                                              شوكت توسا 

 

 

 

                في هذه الحلقه أدعو القراء الأعزاء الى قيلوله نقاشيه تستريح فيها الذاكره لوهلة  نتوجه فيها الى تمحيص عابر لإنطباعات متابعينا حول مضامين حلقاتنا و مناقشتها بإقتضاب .

في رحلة حلقاتنا التسع الماضيه , حاولت جهدي مراعاة  التسلسل الزمني ومادته الحدثيه  معتمدا على ما سخت به ذاكرتي الشخصيه المتواضعه , تخللتها عودات متقطعه الى أوراق ومذكرات شيخ المناضلين المرحوم توما توماس(الألقوشي) فهي خير ما يستعان بها للشهادة عندما يتعلق الأمر بحدث وقع في ألقوش او حصل مع طيب الذكر في أماكن تحركاته العسكريه والسياسيه .

تفاديا من إلتباس الأمراحيانا على متابع الحلقات, اشعر بالحاجة الى توضيح  أمر يضمن لكاتب السطور مأمنا من عتاب التغافل المتعمد عن ذكر حقائق  لغرض في نفسي,في الحقيقه إن إلتزامي بموضوعة عنوان حلقاتي فرض علي اقتفاء مسار ذاكرتي الشخصيه المجرده رغم علمي ان تحصيل ذلك  سيكون متواضعا وقابلا للنقد والتعليق  لكنه دون شك  يلـّبي حاجتي البسيطه اليه في  التأكيد على صحة مقولة العنوان الثابت  للحلقات .

 أما الحديث عن قدرتي على تلبية كامله لما يرغبه القارئ الكريم  الذي  من المؤكد لا يشفى غليله الا بالمزيد من التغطيه لتفاصيل وجزيئات الحدث ,من ناحيتي أعتقد بان هكذا مهمه هي  أكبر من أن تنجزها ذاكرة شخص بسيط مثلي منفردة ً, إنما التكلم عنها يتطلب تشكيل فريق من كتاب ونقاد مثقفين  يعتمد في نهل معلوماته على ذاكرة  جَمعيه من العديد الذين منهم من عايش الحدث ومنهم من شارك  في صنع محطات  ومواقف  ومنهم من صنع قرارا او كان له دورا في حلحلة ازمه  او فض مشكله  وما شابه ذلك , ليس هذا فقط , بل يتطلب ايضا   اعتماد مصادر ربما تكون مكتوبه و ذات صله  بالحدث وحيثياته, و لوأ ُريدَ تحميل العمل  بتحليل الحدث وبحثه سياسيا او ثقافيا عندها  تكون  الحاجه  الى الاستعانة بذوي الخبره كي يدلو كل منهم بدلوه ,  بهذا الشكل يمكن ان نحضى بعمل ونتاج يلبي الطموح بعد ان نكون قد جمعنا مادة متكامله  في جوانبها المعرفية  والتاريخيه ترضي سقف مطالب القارئ.

وهنا جاء دور الإعلان عن ندائي الذي أوجهه الى الإخوه في هيئة ادارة الجمعيه الثقافيه في القوش (اللجنه الثقافيه) لطرح فكرة تبني مشروع توثيق تاريخي لألقوش على منتسبيها اولا لمناقشته ومن ثم توسيع رقعة اعلانه محليا كي يتم تشكيل لجنه القوشيه تتبنى هذا المشروع الجميل ثم تعميم الفكره  لجاليتنا الالقوشيه المتواجده في الخارج من اجل رفده بالمعلومات والشهادات  .

  إذن حقيقة ما  قلناه ضمن حلقاتنا الماضيه كان بمجمله إقتباسات شخصيه من عصارة الذاكره بهدف تأكيد فكرة العنوان ليس إلا , هذا من جانب, من جانب آخر ومن منطلق ان للكل حق طبيعي في التعرف على ما تختزنه ذاكرة الكل , مما يحتم على السارد  تحقيق قدرا من المصداقيه  التي لا تتجسد الا في سرد ما رأته عيناه وما عايشه  قدر ما إستطاع الى ذلك سبيلا سواء كانت عن القوش ورموزها  أوعن الطريقه  التي  كانت الأنظمه الحاكمه   تنظر الى هذه البلدة  وابنائها حيثما ذهبوا  والى  طريقة التعبير عن أنفسهم  في نشاطاتهم وأزماتهم  وعن حبهم لبلدتهم و دفاعهم  عن إرثها وسمعتها.

بالتالي ستشكل مصداقية السرد دليلا مهما صغر لكن  الباحث سيستفيد منه في عملية تقييم  سلوك وموقف هذا الصنف من الانسان( الالقوشي) الذي عاش تاريخه في هذه البلدة , وهنا أود أن أؤكد ثانية  بأن الذي يسرد ما في ذاكرته  إنما يحكي  جانبا محددا من الحقيقه لا تكتمل  جوانبها الاخرى الا في تنوع المصادر وتعدد الساردين  ,إذن ليكن كلامنا هذا بمثابة دعوه الى  معشر كتاب ومثقفي القوش, ففي هذه البلدة  من هم الأجدر في إمتلاك القدره على  شحذ الذاكره وإعلان حقائق ربما يجهلها الكثيرون منا  من أجل توثيقها وتعميم الفائدة منها للأجيال .

 إذن ليس بأمر معيب ان يتعثر السارد او يسهو عن إستحضار الحدث بالتفاصيل والدقه التي يعرفها غيره , فمثلا  في نفس اليوم الذي نشرت فيه الحلقه الثانية والثالثه المتعلقه باحداث مؤامرة الشواف, تكرم علينا الباحث والمفكر العراقي الدكتور حامد  الحمداني مشكورا  بالاتصال  هاتفيا  من السويد  كي يعرب عن  إمتنانه  لما ورد في الحلقات المتعلقه باحداث الشواف في الموصل , و بتواضعه  المعهود  تواصل عبر الايميل بأضافة معلومات وأيضاحات حول تفاصيل ما حدث في الموصل  ايام المؤامره  كون الاستاذ مختص وضليع بتاريخ العراق الحديث, اي ان المعلومه وصلتني متاخره  بعد نشر الحلقه وان كانت وصلتني في وقتها المناسب لأشرت اليها على إعتبارها معلومه ماخوذه من مصدر وليس من ذاكرتي, عين الشئ حصل معي بعد نشر الحلقه  التاسعه  حيث  إتصل  صديق من القوش بخصوص الحلقة التاسعه حادثة 1969 ,وهو الكاتب والشاعر الاخ غانم حنا نجار مشكورا, حيث شدني إهتمامه الى الاستماع اليه بكل ممنونيه وهو يوضح حقيقة الطريقه التي  تم  فيها إخبار المرحوم  ابو جوزيف وقد وصلتني المعلومه ايضا متأخره .

 لا يفوتني  ايضا ان أشكرالاستاذ يوسف شكوانا  الذي تفضل هو الآخر بالكتابة لي عبر الايميل لأكثر من مره  وهكذا هاتفيا  مصححا ومضيفا  ما فاتني من أمور حسب ذاكرته, وها قد قرأنا له إضافات مفيدة في مقاله  المعنون ( مالم يذكره شوكت توسا) .

هذه المبادرات إن دلت على إهتمام مثقفينا  فهي  تشير ايضا الى ان أحداث القوش كثيره وفيها من الماده و التفاصيل الشائكه بما  يتطلب تفكيكها وترتيبها .

 الشئ بالشيئ يذكر, ولا بأس من التذكير بأن الحارة من في عبه معزى تمعمع, كان له ايضا دوره  ولكن في الشتم والسب , يشتمني لاني حكيت عن معاناة ابناء القوش طيلة نصف قرن بسبب جرائم ارتكبها سفاحون ومجرمون يرى هذا الجهبذ فيهم رموزه المقدسه ,,,,

 ولكن  كم كانت فرحتي غامره عندما علمت بان رقم التلفون الذي ظهر في شاشة تلفوني  (missed calls )كان رقم تلفون الصديق العزيز سليمان يونس ختي  حيث حاول مهاتفتي تلفونيا من ديترويت  اكثر من مره بينما كان تلفوني مغلق مع الاسف , ولِما لهذا الرجل وبيت آل ختي من معزة ومحبه  عندي إتصلت به حالما سنحت لي الفرصه , بالمناسبه الاخ سليمان يونس ختي من عائله  القوشيه  فلاحيه  كادحه, معروفه بشهامتها وغيرتها وخطها الفكري الوطني الثابت الموسوم بالشيوعيه, في ستينات القرن الماضي كنت كثير التردد الى بيتهم  بصحبة شقيقه  صديقي العزيز جرجيس يونس ختي( يعيش حاليا في رومانيا) , كلما كنت أدخل  بيت هذه العائله  الكريمه  كان ينتابني إحساس باني  فعلا في القوش التي  نفتخر بها لما لهذا البيت الفلاحي من عادات والتزامات  تجعلك  تحس وانت بين أهلك .

  إستمعت الى الاخ سليمان عبر الهاتف وهو يشيد بما اكتبه في حلقاتي مضيفا من عنده مشكورا ومما تختزنه ذاكرته معلوماتا شيقه لها علاقة مباشره  بالحلقه التاسعه (حادثة اليزيديين)  , وهي معلومات تستحق النشر والبحث كونها صادره من رجل عرك الحياة النضاليه بأخلاق القوشيه  صرفه  , لكني حين اوضحت له باني اكتب من ذاكرتي  المتواضعه حصريا  إستدار الحديث  باتجاه ضرورة تكاتف جهود كتابنا ومثقفينا في ادارة مشروع معلوماتي موثق عن القوش مدى قرن  او نصف  قرن من الزمن حيث هناك الكثير الكثير مما  في ذاكرة ابناء هذه البلدة العريقه مما يستوجب توثيقه  وحفظه كأرشيف مرجعي  ,ففي ذلك  بإعتقادي إغناء  وفائدة اكثر للجميع.

القوش والوطن من وراء القصد