الحلقه الثالثه والاخيره

 

شمــّاعه إسمــها يــونادم كنـــّا

 

                                                                                                               

                             

                                

                                    

                                                            

                                                         شوكت توسا

              

    "اننا بمجرد ان ندرك حدود إمكانياتنا تكون الخطوه التاليه هي السعي لتخطي هذه الحدود , فلا يستطيع تحقيق المستحيل  إلا أولئك الذين  يؤمنون بما يراه الاخرون غير معقول".هذا ما قاله العالم والفيلسوف انشتاين  معلقا على مقولته " عليك أن تتعلم قواعد اللعبة أولا, ثم عليك ان تتعلم كيف تلعب أفضل من الآخرين"

     كلام مثل هذا يزعج المتقاعس فكريا مثلما يخيب مثقف المكاسب والإنتهازي الذي  لو حضر مسرات ابناء جلدته وأحزانهم  يقلب فرحهم الى لطميه ومأتمهم الى أكذوبه , بينما تتشقق اوتار حنجرته تملقا ونفاقا في حضرة الأباطره ويصبح الوقوف بوجه ظلم الحاكم هو خروج على الفضيلة والدين .

     لكن الأمر يختلف في نظر الصادق مع نفسه وأهله حتى وان بلغت قساوة الايام ذروتها ,فهو يدرك جيدا بان الامانة  لا تجيز له التحايل على اهله والرقص على جراحاتهم  ,فإن فعلها وأجازها لنفسه ستنطبق عليه مقولة "فاقد الشئ لا يعطيه"  كما هي منطبقه على الذي يختزل مهمته وإدعاءاته إما بتعليق كل شاردة ووارده أي كان مصدرها على شماعة يتعمد تسقيطها او يشاغل الناس بسفسطات التسميه والواوات, ولا نعلم متى سيجرب احدهم  ويتجرأ النزول للساحه والعمل  ليرىبأم عينه هل حقا ان مفاضلة تسميه قوميه على اخرى هو ما يشغل ابناء شعبنا أم ان في الواوات لغز  حلحلة ازمتنا ؟ متى سيعي الإخوه  باننا بصدد شعب مهدد بالزوال بسبب صنوف الظلم  والتهجير والتهميش تحت كل مسمياته , بقايا شعبنا اليوم بحاجه الى وقفه مشرفه  تسعفهم في محنتهم لا ان تصدع رؤوسهم بتفاهات الأمور لنجردهم  حتى من مقومات الدفاع عن النفس .

     انا متأكد لو سُئل أحد تلامذة  انشتاين عن ظاهرة البحث عن الشماعه الجاهزه,لقال أنها سلاح    من لا فكر له  ولا رابط  يربطه بقضية شعبه وآهات أهله بقدر ما يهمه البحث عن فريسة سهله يستلذ بها  .

    عين الجواب سنلقاه في فلسفة المفكر فولتير الذي  بعقله وارادته  إبتكر نمطا فكريا  ونهجا صادقا  أفاد به شعبه في بناء مستقبله الباهر, تم سجنه ونفيه ومصادرة  أعماله من قبل السلطات الكنسيه لكن إيمانه بحق شعبه في العيش الحر لم يتزعزع طيلة حياته التي قضاها متحديا بأفكاره وقلمه بلاطات السلاطين والبطاركه فارضا عليهم إحترامهم له .

    هنا يجدر بنا  أن نعرج  قليلا على مواقف قسم من قادتنا الروحانيين  وليس كلهم , يوم سال لعابهم ودفعتهم شهوتهم الغير المعلنه  الى التسابق باتجاه أبواب بيت المال السياسي  فأصابت منهم عدوى التدخل بالسياسه , و كان ما كان جراء ركضتهم لتجربة حظهم , حيث  إنفضح أمرهم وأمر المروجين لهم في أول كلمه نطقوها  تاركين لنا مزيدا من الخيبه والأذيه بعد ان إنكشفت حقيقة نزعتهم المذهبيه التي استحرمت عليهم  تنسيق أمورهم مع أقرانهم في كنائس  المذاهب الاخرى أومع ممثلينا السياسيين .

    كل ما قلناه يبقى نصف الحقيقة ما لم نكمل نصفها الآخر بإقرارنا ان نقد الساسه وسياستهم  هو حق وواجب لكن بإنصاف وتجرد , نعم نحن نحترم مشاعر ابناء شعبنا الذين بالكاد إستطاعوا ان يفرزوا من بين هؤلاء الساسه ممثلين لنا في البرلمان, ولكن على الناكر علينا هذا التمثيل  ان يفهم بانه في نكرانه انما يستهزئ باهله ويقلل من شأنهم في عيون الاخرين, لذا الافضل له يسكت إن كان لا يتذكر رموزنا الا كشماعات مستباحه او مضخات لنفذ سمومه .

    عندما نطالب بقليل من الرفق بأهلنا  هذا لايعني الدعوه الى التهاون مع من إنتخبناهم لو تأكد تقصيرهم  , بل ما ننشده هو مراعاة  الحقيقه  والتأمل قليلا بحال الذي يمارس نشاطه وعمله في عراق الفوضى سواء كان سياسيا او دينيا او انسانا عاديا فهو أشبه  بمن يحلم بفردوس من وراء قضبان  جحيم  فتحت عليه ابواب النيران من كل الجهات , هل يعقل ان تأتيه الطعنات والاتهامات من الجالسين في فردوسات نعيم الغرب ؟

    ان الشماعه التي أسميناها مجازا بيوناذم كنه , اصبحت من السخف المبالغ به بحيث لم يعد بمقدورنا حتى نقد ما يستوجب نقده ,وكأن الرجل بحركته وقائمته رفض طلبات تطوع المئات منا  لتشكيل قوه عسكريه او سياسيه في الداخل لحماية  أهلنا والدفاع عنهم , ولا ندري  ان كان يمتلك كاكي نفطي او نقطة كمارك  ويبخل علينا ببناء مشفى  في عينكاوه او مدرسه في تللسقف.

    أعود وأؤكد على ما أوردته في مقدمة الحلقه الأولى ,و من يود ان يتهمني بالتهاون مع ممثلينا و بتعليق الإخفاقات فقط على شماعة الاجنبي والقوى الدينيه والقوميه, اقول كلا ودليلي  لمن يريد التاكد يجده في كتاباتي  السابقه ان لم يكفيه ما سيرد في خاتمة هذه المقاله , اما ما ذكرته في هذه الحلقات الثلاث فهو ليس اكثر من تحفيز لأقلامنا كي توازن الامور اكثر عندما تتكلم عن وضعنا السياسي المخيب وما ابتلينا به ابتداء بايران وميليشياتها  ثم السعوديه ومفخخاتها  مرورا بقطر وتركيا  ووصولا الى امريكا واسرائيل, وكلنا يدرك بان الشجب والإستنكار لم يعد يفد  ما دامت  آذان مصممي دستورنا  ومقرري مجلس امتنا وحكومتنا هم  أحفاد  الدفتردار أبو گنـــو !! أنما قليلا من الانصاف بأهلنا وهو اضعف الايمان.

    نختتم حلقاتنا بدعوه أخويه ومسؤوله  لممثلينا وتجمعات أحزابنا  , ندعوهم  الى تدارس حالة شعبنا ومستقبله بمسؤوليه وروح مجرده عن اي منفعه او مصلحه ضيقه , شعبنا وحيد في الساحه ليس من قوة تسانده  ولا من دستوريحميه أو  برلمان يسمعه, أما كراسينا وإن زاد عددها  فبهذا الوضع المزري لن تصد المظالم  والتهميشات و لن تستعاد للثكلى إبتسامتها ,والاسباب كثيره تطرقنا الى قسم منها وحرصنا على عدم حصرها في سياسيينا وممثلينا , لذا  ومن وجهة نظر شخصيه نرى ان امام السياسي الملتزم خيارات يفترض ان لا تحجبها المنافع الذاتيه ,ولا ندّعي ان الخروج من الماء والجنوح الى اليابسه هو أفضلها , لكن طرح هذا الخيار او على الاقل التلويح به اصبح  أمرا مطلوبا  ولا مناص منه  ,لنجربه مرة  ولن يكون صداه أتعس مما رأيناه طيلة العشر سنوات   .

  الوطن والشعب من وراء القصد