في وداع ايوان شمدناني رسالة محبة قبل الرثاء الى  أهلنا في كركوك

 

 

                                                                                                                                                                 يعقوب ميخائيل

            بالامس رحل الفنان ايوان شمدناني في بلاد الاغتراب والصقيع بعيدا عن دفىء الارض التي انجبته وبذلك فقدت اوساطنا الفنية واحدا من النجوم الموهوبين في مجال الغناء الاشوري والذي يعده ابناء شعبنا وخصوصا نحن ابناء كركوك رمزا للابداع والتاثير لطالما اشاع بغناءه الاصيل واحساسه المرهف البهجة والسرور او حتى الحسرات في قلوب سامعيه وخصوصا العشاق منهم في ذلك الزمن الجميل، الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي رحل شمدناني الانسان قبل الفنان فهو لم يكن مستثنيا من تلك "الطيبة" التي كانت الصفة الابرز بل السمة التي غلبت على كل اهل كركوك قاطبة !!!

قد تعتبرونها مغالاة او انحياز لاني كاتب هذه السطور  من اهل كركوك   !! ، .. وطالما ولدت في عرفه وانتقلت بين (سكن كلاس) و( كمب المديون) وعشت في ازقة شاطرلو والماس وتبه ورحيم اوه فلا بد ان انحاز دائما وابدا الى  اهل كركوك بل الى تلك الطيبة والمحبة التي جمعتنا سوية ودونما  استثناء !!

لم نعرف يومها من هو الكلداني ومن هو الاشوري ومن هو التياري اوالبازي او حتى العنكاوي !!! .. استميحكم عذرا احبتي .. فالحديث برغم خصوصيته الذي بدأ برثاء الراحل الفنان ايوان شمدناني الا انه ساقنا لاستذكار تلك الايام الجميلة التي ستبقى محفورة ليست فقط في ذاكرتنا انما في ذاكرة التاريخ لما تحمل من قيم اخلاقية وتربوية قبل ان تكون مجرد ذكريات عابرة عاشها ابنا شعبنا في تلك المدينة العزيزة التي اسمها كركوك وانجبت العشرات بل المئات من المبدعين بمختلف مجالات الحياة وهو كنز نظل جميعا نفتخر به لطالما كان ثمرة من ثمار تلك (الطيبة) التي احتمى تحت مظلتها اناس وقد غمرت المحبة والتسامح قلوبهم قبل ان يكونوا حتى مستعدين للتضحية والفداء من اجل قضيتهم .. وها هي ايام نيسان الاغر تستعيد ذكريات سيد شهدائها وعنفوان عزتها الشهيد الخالد يوسب توما زيباري .. فهل من عذر يبقى بمنأى عن انحيازي لمدينتي ؟!!

انها رسالة رثاء لكل ابناء كركوك اينما كانوا في بلاد الغربة او في الوطن بفقدان واحد من رموزها الفنية الراحل ايوان شمدناني ، وفي الوقت نفسه  تحمل في طياتها محبة لاتعلوها محبة لهؤلاء الاحبة النجباء من ابناء شعبنا الذين مازالوا سورا من اسوار مدينتنا العزيزة كركوك يملؤن شوارعها ومحلاتها وبيوتها حتى هذه اللحظة بذات المحبة التي تعلمنا بل تربينا عليها ولذلك جعلتنا حتى بعد ان اجتزنا العقد الخمسيني من العمر ان نقول ( ليت ايامك الجميلة يا عرفه تعود يوما)  !!

السعادة والامن والاستقرار لابناء الوطن جميعا ولاهل كركوك مدينتنا العزيزة خاصة .. والرحمة والسلوان للراحل العزيز ايوان شمدناني ... رحمه الله واسكنه فسيح جناته ...