عرق السوس ..شراب موصلي ..

 

                                            

 

 

                                                                                ذنون محمد

                 في فصل الصيف هناك ميزه خاصه لاهل الموصل ربما تنفرد بها هذه المدينه المدن العراقيه الاخرى وهي كثرة او تعدد بائعه السوس حيث يقوم عدد من الاشخاص ممن امتهن هذه المهنه وباتت تدر له المال ببيعها في الاسواق التجاريه وبين الماره من اهل المدينه او ممن جاء الى المدينه لمراجعه دائره او لمراجعه طبيب معين فتسمع الى اصوات هؤلاء الباعه وهو يتجولون بملابسهم الشعبيه التي ربما هي ملابس خاصه باهل هذه المهنه التي تدل على قدم هذه المهنه وعمقها في تاريخ المدينه وهذا ما يؤكد اصاله هذه المهنه وجذورها في الموصل بل ربما بعض العوائل باتت لها القابا من هذه المهنه كعائله السواس مثلا ..

مع ارتفاع درجات الحراره وحلول فصل الصيف تزداد حاجه الانسان الى السوائل المختلفه نتيجه التعرق وفقدانه لكم من السوائل  فتزداد الحاجه  والاتجاه الى احتساء السوائل المختلفه ومنها  شراب عرق السوس خصوصا لمن يعلم اهميه هذا السائل ومنافعه الكثيره على الانسان .في مدينه الموصل على سبيل المثال يحظى هذا المشروب او السائل بأهتمام خاص لدى الموصلي او حتى القادم الى هذه المدينه لعمل ما فهو يصادف  بائع السوق وهو يتجول بعدته المعروفه التي فيه طابع شعبي جميل بين الاسواق التجاريه والشوارع المكتضه بالماره ليقدم هذا السائل وهو باردا الى الماره  .فالذي يمر هذه الايام في شوارع الموصل لابد ان يشاهد رجلا بلباس شعبي وهو يعرض بضاعته من عرق السوس من خلال طقطقات معينه لكاسات يمكن ان تعلم ان هذا البائع موجودا بالقرب منك فتبدا بالبحث عنه بين الوجوه او من خلال طقطقه ينفرد بها هذا البائع كأنها لحنا تعودنا ان نستمع اليه عند البحث عن بائعي السوس او الاستدلال بهم يوضع السوس في قربه خاصه وتغطي بقماش معين للمحافظه على بروده السائل اطول فتره ممكنه وهي قربه تعلق في رقبته ويبدا بالتجوال بين الناس ويغطي راسه بغطاء خاص اضافه الى ملابسه الخاصه التي تدل على مهنته .  هناك الكثير ممن تعود على هذا السائل ربما لمذاقه او ربما لشعوره بانه السائل الذي له فوائد كثيره على جسم الانسان وخاصه المعده والمسالك التنفسيه وفوائد اخرى عرفها الانسان قديما ...فعرق السوس هو نبات شجري معمر ينبت في الكثير من الاماكن من العالم فيستخلص من جذوره هذه الماده بعد ان يتم تنقيعها ليوم او اكثر حيث يتحلل السائل من تلك الجذور وبعد ان يتم تنظيفه من العوالق المختلفه يبرد ويقدم بشكل بارد  كمشروب ذو نكهه وطعم لذيذ .عرف هذا النبات قديما وقد ذكر عند الحضارات القديمه في كتب المصريين والرومان وعند العرب حيث تميز بخاصيه جميله انه يساعد الانسان على الشفاء من الكثير من الامراض كتيهجات المعده  او التقيؤ  او غيرها من الامراض او الاضطرابات التي تصيب الانسان .وايضا بين بعض الاطباء العرب القدماء على اهميه هذا السائل في الكثير من الامراض التي تتعلق بالرئه او القصبات الهوائيه  وحالات الربو ..وايضا كملين ومدرر ...اذن لهذا السائل فوائد جمه على الانسان خاصه انه نبات طبيعي ينمو من دون تدخل الانسان في اي مرحله من مراحل نموه وقد بينت الدراسات الحديثه ذلك واكدت انه يمثل نموذجا من الادويه التي لا تضر صحه الانسان بل ان فوائده كما اسلفنا لا تعد ولا تحصى وقد شعر الانسان القديم بهذه الاهميه وبات يفضله على الكثير من السؤائل الاخرى  .. اذن ربما لكل مدينه طقوس خاصه او ميزه تمتاز بها عن المدن الاخرى للموصل ميزه خاصه وهي كثره بائعي السوس في الطرقات او بين الماره في الاسواق المكتضه فما ان تذكر الموصل الا وذكر بائعي السوس خاصه في فصل الصيف حيث تزداد معدلات الحراره الى درجات كبيره جدا فيتم اطفاء حراره العطش بطاسه من هذا السائل البارد فكما انه مطفي للعطش له فوائد اخرى عديده للجسم .