الأخ ناصر عجمايا المحترم  : انها ثوابتي وليست نقلات  كما تفضلتم

 

                                            

          

 

                                     

 

                                        شوكت توسا

                                                                  

 

             

              بصراحه, نص عنوان مقالة الاخ  ناصر عجمايا  و لطافة اسلوبه تدعوني أن أشكر فيه هدوئه في طرح ما تيسر لديه من  أفكار لايحق لي  رفض المنطقي منها  كما ليس بمقدوري تأييد  أخرى لم تفلح في فرض نفسها  رغم  سعيه الى تعضيدها وإسنادها  بإقتطاف  جمل و فقرات من مقالتي التي حملت  عنوان ( في كلام ممثلينا فضح لواقع هزيل لا نقبل على أنفسنا  ان نصبح غطاء لهكذا واقع) .

 قبل الخوض في تفاصيل الكلام والتعليق  على بعض ما يستوجب من ملاحظات , من المفيد ان الفت انتباه القراء ومنهم  الأخ ناصر الى انني بعد نشر المقال المنوه عنه اعلاه , ألحقته بإعادة نشر مقال آخر مرعلى نشره اكثر من عامين تحت عنوان ( تمثيلنا في البرلمان مسؤوليه اخلاقيه وليس رحله ترفيهيه ) , وهنا يجدر بي أن أشكر مسؤول موقع زوعا  اورغ  على نباهته في ربط المقالين سوية في صفحة واحده , أؤكد هنا بان سبب طلبي إعادة نشرالمقال الذي مر عليه اكثر من عامين  هو كي يكون بمثابة توضيح مسبق  لتساؤلات  قد  تثار حول المقال الحديث ,بالضبط  كالتي وردت في مقال الاخ عجمايا , لذا اتمنى على الاخ ناصر ان يقرأ المقالين سوية  في الرابط أدناه  وتحت نفس العنوان . رابط المقال :         http://www.zowaa.org/Arabic/articles/art%20200512-2.htm

أخي ناصر: أتمنى أو هكذا يفترض انكم بعد قراءة المقالين سويه, سيتبين لديكم بان طريقتي في التكلم عن هموم شعبنا  وقضاياه لم يحدها خطاب حزب او مذهب كنيسه  ولا تحكمها اية مصلحه شخصيه لا من قريب ولا من بعيد ولدي في ذلك من الشواهد الكثير , والاهم من هذا وذاك  هو أن الراسخ في ذهني فكريا و سياسيا  لا يسمح لي بالكتابة من منطلق نصرة تسميه على أخرى سواء  كانت الهجينيه كما يحلو لكم وصفها ام اصيله كانت ام قطاريه بسبعة عربات   تخللتها الواوات ام لم تتخللها , لكنكم جعلتم منها كما تفضلتم  سببا فكريا تختلف فيه معي  !!!!, مع ذلك أقول لا ضير في إختلافك  معي حول تسميتنا القوميه  مادمنا نعتبر ذلك شأنا  خاضعا لمتغيرات التاريخ وتداخلات المعتقد والمذهب , لكن الذي أستهجنه وأستغرب منه هو صنف المعيار الذي إعتمد عليه حضرتكم في إعطاء مسألة التسميه بعدا  فكريا او حتى انسانيا  في قولك (: رغم اختلافي مع الاخ والزميل توسا في بعض الامور الفكرية ، وخصوصا بالتسمية الهجينية المبتكرة مؤخراّ )  اين الفكر في هذا الإختلاف؟؟.

 لو إفترضنا  جدلا باني سأؤيدك في سبب او وجوب إختلافك معي حول التسميه مع أني لا أضع ذلك في خانة الفكر السياسي كما أسلفت , شئنا ام ابينا سنكتشف  بان أحدنا سيكون ضالعا  في تسفيه قضية شعب وأمه تعاني الأمرين , ربما تسألني كيف  يكون ذلك؟ بكل بساطه اقول  إن كان كلانا  يتجه في خطابه نجو تجريد الفكرالسياسي من اهم عناصره الانسانيه  خاصة ونحن نتكلم عن قيمة الانسان وحمايته وليس عن إسمه ,و هذا يقودنا الى ان نتساءل هل الاسم يحمي حامله  ام العكس؟ 

  الانسان من زاوية نظري وفي هذه المرحله بالذات يبقى هو العامود الفقري في كل ما أقوله وأكتبه وهو اهم  وأسمى من أن نتاجر بمصيره  ووحدته  في جرة قلم  تحت يافطة نصرة تسميه على أخرى او بوضع الواوات او بدونها , ليس إستخفافا بتسمياتنا إنما  في هذه المرحله الصعبه  التي يمر بها شعبنا هناك ما هو أجدر وأكثر أهمية , لذلك ترى يا صديقي ناصر والكل يرى كيف أن  مصيرمطلقي الهتافات والخطابات  التي ذهبت بأتجاه نبش جراح شعبنا بحثا عن التسميه الصحيحه  كان الفشل السياسي حليفها  الحتمي  فكريا وسياسيا مما دفعها إخفاقها نحو المزيد من شرذمه شعب هو في مرحلة نهوضه إنسانيا .

 اخي ناصر عندما تقول  : (رغم اختلافي مع الاخ والزميل توسا في بعض الامور الفكرية ، وخصوصا بالتسمية الهجينية المبتكرة مؤخراّ ، ضمن نوايا معروفة وواضحة للجميع ، الا وهو الغاء وجود شعبنا الكلداني الأصيل ، لجعله طائفياّ تابعاّ للآشورية ، رغم اندثار وأنتهاء الاخيرة ، بعد سقوط أمبراطوريتها عام 612 قبل الميلاد ، نتيجة تحالف الدولة الكلدانية البابلية مع الفرس ، ونترك هذا للتاريخ وتقلباته الذاتية والموضوعية).

   لك أن تختلف معي اوتتفق  فهذا من حقك وهو أمر لا شائبة فيه لو لم تشوبه مفردة التسقيط والإنعزال وقطع الصلات( لست انت المقصود) , وهل يخفى عليكم بان أولويات صاحب اليراع  و حامل الفكر يفترض بها ان تأخذ تسلسلها  الأخلاقي بدء من التزام قضية الانسان المنكوب  وعلى اساسها يتم تحديد مرتبات المهم والاهم  ثم العمل عليها فكريا  بما يصب لصالح شعبنا , لذا اسمح لي ان اقول بان  مضمون الفقره المقتبسه أعلاه زاد من يقيني  حول مكمن علتنا الحقيقيه  , فحينما تضع موضوعة التسميه  الهجينيه على انها نقطة خلاف فكريه  بينما هي رؤيه شخصيه متعلقه بالتاريخ والجغرافيه  لا علاقة لها بشئ اسمه فكرسياسي اذن ما دواعي حشرها ؟, وفي نفس الوقت يستطيبك التحدث  لا ادري فكريا ام تاريخيا ام انسانيا  عن  إندثار وانتهاء كل شئ اسمه اشوري  وكانك تتحدث وأنت جالسا فوق  احد ابراج الملوك الكلدان,  يا اخي العزيز عليك أن تخمن مدى تاثير هذا الحشر المنفعل لأخبار تاريخيه حتى وان كانت صحيحه مئه في المئه, ألا ترى أن  فيها من خلط الامور و فرض العزله  الطوعيه على الذات  واثارة الكراهيات عندما تصدر حكم الإندثار بحق شعب وحضاره  ثم  تريدني ان أرضخ  لتمجيد  خطابك  وتمجيد نفسي واجدادي الكلدان كوننا شاركنا في إنقراض الاشورين واندثارهم  حسب قولكم , هل يجب علي ان اقلدك  في اسلوبك  وطريقة فهمك  كي نلغي الخلاف الفكري بيني وبينك  كما تصفه , هل هذا  هو ما نحتاجه اليوم ؟

إن كنت يا صديقي العزيز تريد اقناع الاشوري المتزوج من كلدانيه  او الكلداني المتزوج من اشوريه  بتصديق مقولتك حول إندثار الاشوريين عن بكرة ابيهم وخلود الكلدانيين وأزليتهم  في أراضيهم , فعليك  ان تتحسب لتساؤل إبنهما الذي سيطالبك بالبرهان والدليل والوثائق والمصادر التي تؤكد كلامك وهذا اقل ما سيطلبه منك , اي انك ستقضي عمرك وعمره  وعمري بحثا للوصول الى هل هذا الابن اشوري ام كلداني؟ في كل الأحوال هذا الامر متروك للأكاديميين الاختصاص وما على المفكر السياسي الا التمسك بكيفية توحيد الجهد والحفاظ على الموجود, لذلك انا شخصيا  أفضل اليوم إستخدام تسمية الكلدواشوري بعيدا عن تأويلات الساسه والمتلاعبين بالتاريخ, هل لديك سبب فكري او سياسي يمنعك من ذلك ؟يبقى  السؤال الأهم هو ما ذا سيجني شعبنا من هذه المشاغله العبثيه من المنظور الفكري السياسي الذي تتكلم عنه؟

  أما عندما تقول :. ( ومن جانبي أعتبر توجهات الاخ توسا نقلة نوعية بالأتجاه السليم والصحيح عندما يقول الآتي......)لا يا صديقي  ناصر ,  إن كنت ترى موقفي في مقالتي الاخيرة  وأسلوبي في النقد  تغيرا تصفه  بنقلة نوعيه  في توجهاتي  بالاتجاه السليم والصحيح  , فهذا ليس بامر جديد في كتاباتي لاني كما اسلفت انا لا اكتب حسب ما يريده اي حزب او كنيسه   كي تاتيني المدائح ,انما هكذا كان اسلوبي منذ  ولوجي لعالم الانترنيت لا بل منذ بدأت أقرأ عن مصائر الشعوب وكيف يتسنى لها البقاء .

  لهذا السبب يا اخي العزيز ناصر أرى بان ما تفضلتم به حتي في طريقة إطرائكم لي ( التي أشكركم عليها) فيها من الللبس والإيهام بما يتطلب التوضيح ,لكن ذلك  لن يحيدني عن  الإشادة بأسلوبك الهادئ  واحترامك للاخوة والجيره فهي خميرة  تواصلنا  ووسيلة لبقاء الاجيال , بل انه أمر مشجع وذي قيمه  لتبادل الاراء ففي ذلك  فائدة  للجميع  لكن شريطة ان لا نستهين بعقول القراء حينما ندعي المنطق والعلميه فيما نقوله في الفكر والسياسه.

 صديقنا العزيز ناصر عجمايا , تتساءلون  في متن مقالكم وبتكرار عن سبب استخدامي لكلمة بعض  عند الاشارة الى احزاب تجمع تنظيماتنا  دون تشخيصها  او ربما تريدني ان أذكرها كلها بأسمائها دون استثناء , ولكن لا تنسى يا صديقي فهي اكثر من عشرين حزب بين منضوي ومتمرد, واكثر من عشرة ممثلين برلمانيين في بغداد واربيل , وعشرات الجمعيات والنوادي والاتحادات والمنابر,  مع ذلك  أعود واقول إن كان لديكم اي تصور باني أستثني الحركة الديمقراطيه الاشوريه في إنتقاداتي  لبعض ممارساتها  فذلك في نظري موقف لن يحسدني عليه احد وهو في نفس الوقت  تأكيد عدم النضج  وعدم مصداقية إدعائي بتأييد نشاطاتها وتضحياتها مع كل ما يتخلل عملها من أخطاء واجب نقدها وليس شتم ابناءنا , اما لو كنت تريدني ان أشخص الخلل في فعاليات المجلس الشعبي  أو الحزب الديمقراطي الكلداني او الوطني الاشوري  , فيا أخي ناصر هناك الكثير مما كتبته  يوم كان العديدون ممن تعرفهم جيدا من التنظيمات الكلدانيه يمجدون ويمتدحون المجلس الشعبي , كتبتها خصيصا لنقد  سياسات هذه الأحزاب من وجهة نظري الشخصيه و في مقدمة من أنتقد أليات عملهم هو المجلس الشعبي قبل و ما بعد تشكيل تجمع أحزابنا وتنظيماتنا .

   اسمحوا لي أن أستخلص  من كل ما تفضلتم به  ومن تعليقاتي التي اتمنى ان لا اكون فيها قد جرحت مشاعر اي كان من ابناء شعبنا, اسمحوا لي  في القول  : نعم ان  جوهر الخلل يكمن في أسلوبي الذي أؤمن به شخصيا ولن أحيد عنه  , فعندما  أنتقد  أفكار ناشط معين  او سياسة تيار حزبي ,إعتدت الاكتفاء بالقيام بواجبي في كشف الخلل وطرح البدائل لو إستطعت من ذلك , ومحصلة ذلك هي من دون اي شك  اني أستحرمت على قلمي سلاح  التطاول على الاشخاص  وقذفهم وشتمهم  بحجة النقد والتهميش , فتراني بكل وضوح  انني تعلمت كيف أتحاشى جرح مشاعر الاشوري الذي يعتقد بانه كلداني  او سرياني مثلما أحترم الذي تحسبه كلداني من وجهة  نظرك لكنه يعتقد بان اصوله اشوريه , إذن يا صديقي العزيز ناصر الخلل يكمن في  قاموسي الذي ارجع اليه في كتاباتي, فهو لايحتوي على مفردات مهترئة كالمتأشور والمتكلدن والخونه والقطط والمعتوه والنكرات وما الى ذلك من تعابيرتسقيطيه عاكسه لثقافة الانسان وذاته  ,لهذا السبب لا أنشد اية منفعه في الرد على من يملا اسطر مقالته المزعومه بالسب والشتائم  لان القارئ نبيه  وحليم  بامكانه فرز الصالح من الطالح , لكني  أراني سعيدا جدا من خلال طرحك  بانك يا صديقي العزيز ناصر وصلت  الى معرفة نوعية وطريقة تفكيري وان كانت متأخره , لكنني أؤمن  بان  الانسان مثلي ومثلك  يبقى تلميذا في مدرسة الحياة ما دامه حيا يعيش فيها.

ختاما , لقد أسعدت  حقا بعد قراءة مقالكم , لانكم  بدأتم أخيرا تكشفون جوهر ما كنت أود إيصاله وقوله في كتاباتي , فلا باس  الوقت ليس متأخرا.

 شكرا جزيلا لكم اخي ناصر , لانكم كنتم السبب في طرح هذه الإيضاحات  .

الوطن والشعب من وراء القصد