عرب وين طنبور وين

 

                                               

مثل ينطبق بكل حذافيره على المدعو محمد مندلاوي المستميت عشقاً بجرائم سمكو

 

                                                 

                                                       ابرم شبيرا         

 

  عرب وين طنبور وين ... مثل يضربه العراقيون على الأشخاص المتخلفين والمتأخرين عن الوضع العام السائد. وقصة هذا المثل هي أن أحدى القبائل البدوية هرب جميع أفرادها من جراء غزو قبيلة أخرى لمرابعها وعندما وصلوا إلى منطقة آمنة لم يجدوا بينهم طنبور وهو أسم أمراة من قبيلتهم حيث كانت قد بقيت إلى جانب خيمتها الممزقة والمنهارة وعندما سأل أحد من أفراد قبيلتها عنها قالوا... عرب وين طنبور وين. هذا المثل ينطبق بكل حذافيره على المدعو محمد مندلاوي في مقالة، الأصح شتيمة عنصرية حاقدة، تحت عنوان (سمكو شكاك ثائر كوردستاني أرعب محتلي كوردستان وأذنابهم في حياته ومماته) ونشر في جريدة (كردستان بوست) بتاريخ 25/10/2013.

 في الحقيقة أقولها صراحة بأنني تأسفت على تلك الدقائق القليلة التي صرفتها لقراءة هذا الموضوع وأنا منهمكاً بوضع اللمسات الأخيرة عن موضوع يتعلق بالمؤتمر السابع للحركة الديموقراطية الآشورية والذي سأنشره في الأيام القليلة القادمة غير أنه إستجابة لطلب صديق عزيز لي لبيت طلبه بهذه السطور القليلة وأن كان موضوع مندلاوي لا يستحق حتى سطراً واحد للرد عليه، لأن الرد عليه سيكون شبيهاً بقصص ألف ليلة وليلة والتي لا تنتهي أبداً ولا يشبع شهريار من حكايات شهرزاد. فهكذا فإن عنصرية مندلاوي وحقده على الآشوريين، أحفاد الملوك العظماء والأمبراطورية العظيمة التي ساهمت مساهمة كبيرة في الحضارة الإنسانية، وجهله بالوقائع التاريخية الحقيقية لا تكفيه كتب الدنيا كلها لإقناعه بخطئه وأسلوبه في كتابة هذا الموضوع المعتمد كليا على بعض الكتب والمراجع في معظمها حاقدة ولسان حال الأنظمة الإستبدادية التي تعاقبت على السلطة في العراق وبعضها الآخر منطلقة من حقد طائفي وإستعماري على أبناء كنيسة المشرق الآشورية. فالأسلوب الإنتقائي المعروف كأسلوب إنتهازي غير موضوعي الذي يسود بالكامل على منهجه في إستخدام المراجع يدل على مدى إنتهازيته في إنتقاء ما يخدم حقده وعنصريته. ولنأخذ نموذج بسيط في هذه الإنتقائيه الإنتهازية حينما يذكر  سفر ناحوم من التوراة الذي يتنبأ بدمار نينوى وإستئصال ذرية آشور ولكن بالمقابل يغفل عمداً أو جهلاً الفقرات الآخرى من هذا السفر عندما قال ناحوم (لقد نعست رعاتك يا آشور واضطجعت عظماؤك وتشتت شعبك على الجبال ولا من جامع يجمعهم ) - ناحوم : 3 : 18 . وتفسير هذا واضح ومبين فالرعاة، والذي يقصد بهم الملوك والزعماء والقادة، لم يفنوا ولم يضمحلوا وانما أصبحوا خاملين هادئين غير فاعلين في الحياة العامة في حين قصد نفس الشيء بالنسبة لعظماء آشور والمعني بهم الحكماء والفلاسفة وكبار رجال الدين والعلم. أما بالنسبة للشعب فواضح كل الوضوح بأنه لم يفنى ولم يتلاشي بل كل ما يقوله عنهم انهم تشتتوا في الجبال ولا يوجد تنظيم أو دولة أو كيان معين يجمعهم في وحدة واحدة، كل هذا يدل على أن الآشوريين كانوا موجودين في جبال شمال الوطن منذ أقدم الأزمنة وليس وجودهم مقرون فقط بإضطهادات تيمورك لينك كما يدعي مندلاوي. هذا الجهل والعمد في بيان الحقيقة التاريخية لوجود الآشوريين منذ أقدم الأزمة يجعل من منداوي أن يعجر التفريق بين الشعب والدولة، فالصحيح هو أن الآشوريين فقدوا كيانهم السياسي ولكن بقوا كشعب معروف في التاريخ ومتواجد على الدوام سواء ضمن دويلات صغيرة في جبال آشور أو ككيانات قومية إجتماعية خاضعة للدول الأخرى. الكورد لم يكن لهم طيلة تاريخهم المعروف نظام سياسي مستقل أو دولة خاصة بهم أفهل تجرد الكورد من دولتهم الكوردية سوف يلغي وجود الكورد كشعب معروف؟؟؟ فإذا أعترف مندلاوي بهذه الحقيقة فإذن لا وجود للكورد ولا وجود له أيضا.

  يظهر في هذا الموضوع وغيره من المواضيع المتطرفة والعنصرية التي يكتبها مندلاوي بأنه مصاب بمرض عمى الألوان فهو لا يرى غير اللون الأحمر فلو كان صحيح النظر والتفكير لرأى بقية الألوان الجميلة لا اللون الدموي وحده. لا أعتقد إطلاقاً بأن مندلاوي سمع عن الفيلسوف الآشوري (طيطيانوس – 120 ميلادي تقريبا) الذي كان يطلق على نفسه بـ (طيكيانوس الآثوري أو الآشوري) كتحدي للإغريق ومعتقداتهم الوثنية. لو كان قد قرأ أشهر كتاب في التاريخ لهيروديت، المعروف بأبي التاريخ، لعرف كيف أشار إلى الآشوريين في بلاد آشور بعد سقوط إمبراطوريتهم  بقرون طويلة ووجد أيضاً بأن لا أسم للكورد ولا لكردستان في تلك الأزمنة. فكل الكتاب والباحثين الموضوعيين يعرفون بأن أسم الكورد كمجوعة بشرية وقبائل مشتتة في الجبال لم يظهر إلا بعد إعتناقهم الدين الإسلامي وأن تسمية بلاد آشور بـ "كردستان" كان لأسباب سياسية وعسكرية أطلقها الترك والفرس.

 أما بخصوص عجز مندلاوي التفريق بين الآشوريين والنساطرة فهو أمر آخر ليس إلا جهل مطبق أو حقد عنصري. وهذا يذكرني بنكته سمعناها منذ سنوات طويلة وتقول: بأن جندي كان خفر في المعسكر وكانت كلمة السر تفاح ولما جاء ضابط الخفر من بعيد وطلب من الجندي كلمة السر كإجراء أمني غير أن الجندي نسى كلمة السر (تفاح) فذكر بدلاً عنها أسم برتقال غير أن الضابط وبخه وعاقبه وقال خطاً فأن كلمة السر هي تفاح. فقال الجندي وما الفرق يا سيدي فكلاهما التفاح والبرتقال فاكهة. هكذا هو حال "فيلسوف كردستان" يجهل أبسط الأمور في التفريق بين القومية والمذهب. والأنكى من كل هذا فهو يصف المدان طارق عزيز بالنسطوري ومدافع عن النساطرة... أليست هذا بربكم نكتة أو قمة الجهل المغطاة بالعنصرية، فكل العالم وحتى أغبى شخص في هذا الكون يعرف بأن طارق عزيز كان من عائلة كاثوليكية ومنكر لها وملحد في نفس الوقت ولا دين له غير البعث ولا أدري كيف أستطاع منلادوي بخزعبلاته أن يطلق عليه أسم نسطوري.

 من باب الله أنصح مندلاوي أن يقرأ بعض الكتب الموضوعية عن الآشوريين ليعرف بأنه ليس كلهم من أتباع كنيسة المشرق الآشورية، فهناك الكثير منهم من أتباع الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية والإنجيلية والأرثوذكسية. وليعرف أيضا بأن التسمية الآشورية للكنيسة كانت معروفة منذ القرن السادس عشر الميلادي حيث كان  أسم آشور يرد على هذه الكنيسة سواء ككنيسة في شرق آشور أو كنيسة آشور وحتى أنها لم تكن نسطورية. وعجز مندلاوي الفكري لا ينحصر في عدم قدرته على التقريق بين القومية والطائفة أو الدين بل يتجاوز هذا العجز أو الحقد إلى الجغرافيا أيضا. فالآشوريون ليس كلهم من منطقة حيكاري التي كانت جزء من أراضي الإمبراطورية الآشورية وبلاد مابين النهرين ونزحوا منها بل كان هناك آشوريون من أتباع هذه الكنيسة في مناطق كثيرة أصبحت عراقية بعد تسويات الحدود عقب أنتهاء الحرب الكونية الأولى مثل برواري بالا والعمادية وزاخو وبيبادي ومنطقة صبنا ونوهدرا (دهوك) وسميل وغيرها كثيرة كانت مناطق آشورية مسيحية منذ القدم وقبل أن ينقل العثمانيون الكورد من مناطق في أواسط أسيا إلى هذه المناطق وتكريدها وإسكانهم فيها كمنطقة عازلة بينهم وبين الصفويين الفرس. فالآشوريون الحيكاريون لم ينزحوا من بلد أو دولة إلى بلد أو دولة أخرى، بل أنتقلوا بفعل جرائم ومذابح العثمانيين وبعض العشائر الكوردية من منطقة إلى أخرى داخل بلاد مابين النهرين الخاضع للدولة العثمانية. في حين الكورد إن لم يكن جميعهم بل معظمهم نزوحوا من دولة أو بلد إلى دولة أوبلد آخر خدمة لمصالح العثمانيين في حربهم ضد الصفويين الفرس. المهزلة التي يعتمدها مندولاي هي أعتبار المجرم سمكو الإيراني المولد والجنسية بطلاً لكورد العراق بينما ينكر على الآشوريين، الشعب الأصيل لبلاد مابين النهرين، عراقيتهم. ولا أشك في أن يكون أصل مندلاوي من نفس أصل سمكو.  

 لا أريد أن أصرف دقائق أخرى على الكتابة في هذا الموضوع لأنه سبق وأن تطرقنا إليه في مناسبة سابقة عن جرائم سمكو الذي لم يخدم الكورد ولم يضف شيئاً إلى الحركة القومية الكوردية بل كان خادماً مخلصاً لإسياده الفرس ومرات أخرى للعثمانين ولم يكن إغتياله خدراً وخسة لأمير الشهداء القديس مار بنيامين بطريرك كنيسة المشرق إلا نموذجاً واحداً من جرائمه التي طالت حتى بعض العشائر الكوردية، وهو الأمر الذي أدركه المسؤلون في إقليم كردستان في حذف أسم هذا المجرم من شوارع  أربا ئيلو (أربيل) و نوهدرا (دهوك) والذي يستحق كل تقدير وتثمين.

 ولم يبقى من هذه الدقائق القليلة إلا أن أقول تماشيا مع المثل أعلاه:

عالم وين مندلاوي وين