جهل أم مجاملات ؟!!

 

   

                                         

 

 

                                          

                                                   

                                                                                              يعقوب ميخائيل 

 

لانريد ان نقسو على منتخبنا للناشئين الذي خرج خالي الوفاض من مونديال الامارات ولكن في نفس الوقت لابد من معالجة او وضع الحلول التي من شأنها تشخيص الاخطاء والاسباب التي ادت الى اخفاقنا في بطولة كأس العالم الاخيرة .. ومن ثم لابد من تقويم مسيرة هذا المنتخب الذي نستطيع ان نعتبره نواة منتخبنا الاول في المستقبل وان لانفرط بامكانيات لاعبيه وقدراتهم الفنية التي وبحسب اعتقادنا لاتحتاج سوى الى المزيد من الاهتمام الذي يسهم في تطويرها ومن ثم تسخيرها لصالح اللعب الجماعي !!..
الملاحظ خلال البطولة ان شباكنا تلقت 12 هدفا خلال المباريات الثلاث التي لعبها منتخبنا .. وبرغم قساوة الخسارات الثلاث التي توحي بان ثمة فارق كبير بين المنتخبات الثلاثة هذه .. ، وهي السويد والمكسيك ونيجيريا وبين منتخبنا الا  ان حقيقة الامر وما لاحظناه من خلال المتابعة لم يكن كذلك برغم الانهيار الذي كان يصيب المنتخب مع استمرار دقائق كل مباراة لعبها ناشئونا والتي انتهت بنتائج قد نستطيع ان نعتبرها غير معقولة !!
هل ياترى كان منتخبنا ضعيفا واستحق ان يتذيل القائمة .. ؟!! ، او كما اسلفنا الذكر هل بالفعل ثمة فارق كبير بيننا وبين المنتخبات الاخرى التي لعبت في مجموعتنا ؟!!
لا ابدا .. لم يكن الامر كذلك فمنتخبنا يضم مجموعة جيدة من اللاعبين الذين يمتلكون امكانيات فنية ومهارية عالية ولكن المشكلة ان تلك الامكانيات افتقرت الى تسخيرها بالشكل الصحيح والى ضعف ترابط خطوطها مما ادى الى اقتصارها على محاولات فردية دون ان تتضح اي صورة تكتيكية ترسم خطوط الفريق بشكل متجانس   وبالذات الخط الدفاعي الذي ظهر بأسوء الحالات في جميع المباريات وليس واحدة دون الاخرى !!
لقد صدمنا حقا بنتائج منتخب الناشئين ؟!! ، .. ويبدو ان الغالبية منا كنا ننظر نظرة تفاؤل مماثلة وكبيرة ازاء مشاركتنا بمونديال الامارات ظنا منا بان ماحققه من قبل منتخب الشباب في مونديال تركيا بأحرازه المركز الرابع قد يتحقق ويتكرر هذه المرة مع منتخب الناشئين ايضا !! ، ولكن الواقع كان بالعكس تماما .. فقد اثبتت التجربة ان التأهل الى النهائيات شيئ .. وخوض غمار منافساتها مع منتخبات القارات الاخرى المتأهلة شيئ اخر ..
 ولذلك كان ينبغي منذ ان صعد منتخبنا الى نهائيات المونديال كان ينبغي ايجاد الطرق الصحيحة التي تجعله قادرا على الظهور بمستوى  مشرف بالبطولة خصوصا واننا منذ التصفيات اكتشفنا بان ثمة ضعف يعاني منه المنتخب برغم ضمه الكثير من اللاعبين الذين يتمتعون بقدرات فنية جيدة وهذا الضعف يكمن في الناحية التكتيكية ولابد من الاستعانة بكادر تدريبي يتمتع بأمكانية فنية تجعله قادرا على تطوير مستوى الفريق بحيث يرتقي الى مستوى التنافس الحقيقي وليس الوهمي كما حصل في نهائيات البطولة ؟!!..   
نحن هنا لسنا بصدد الانتقاص من الجهود التي بذلها الكادر التدريبي والذي اسهم في بلوغ المنتخب الى نهائيات كأس العالم ! ، .. ولكن في المقابل يجب ان نعرف وبالذات عند الدخوك في معترك منافسات رفيعة المستوى .. وهل من منافسة ارفع من كأس العالم ؟!!.. علينا ان نعرف ان مقارعة المنتخبات في المونديال لن يتحقق بالسهولة التي قد يتصورها البعض !! ، وانما تأتي من خلال الاعتماد على كادر يتمتع بحنكة تدريبية سواء كان محليا او اجنبيا يكون بأمكانه قراءة المباريات بشكل جيد  وله من الخبرة التي تجعله قادراعلى استثمار مهارات اللاعبين وتوظيفها بالشكل الصحيح في صالح اللعب الجماعي !!
لقد اخطأنا مرة اخرى ومع منتخب الناشئين هذه المرة ؟!!..  بل في حقيقة الامر لم نكن حتى جادين  في اختيار الشخصية التدريبية المؤهلة لقيادة منتخبنا في نهائيات المونديال .. ولا نعرف هل ان (المجاملات) هي السبب في هذه المرة ايضا أم (جهلنا) سواء في 
التشخيص أو في المعالجات ؟!!