في كل لحظة .. متعة .. ؟!!

 

                                                                                                                

 

 

                                                                                     

                                                        يعقوب ميخائيل

                                                                          

 

                 برغم تفوق البرشا في مباراة الذهاب وبرغم ان حتى الترجيحات لربما مالت لصالح الفريق الكتلوني وهو يخوض مباراة الحسم الاياب على كأس السوبر الاسباني خارج ارضه وبعيدا عن جمهوره الا ان الريال ابى هذه المرة بل اصر مدربه مورينيو على احداث تغييرات جذرية في اسلوب اداء فريقه بحيث نجح في ابقاء شباك فريقه نظيفة طيلة الشوط الثاني من المباراة التي شهدت دقائقها الاخيرة منافسة كبيرة امتزجت بمتعة الاداء الرائع من قبل الطرفين حتى كادت امكانية حدوث تغيير بالنتيجة قائمة في كل لحظة حتى في الوقت بدل الضائع الذي شهد اكثر من هجمة خطرة على المرميين وانعدم " الاطمئنان" على النتيجة حتى صفارة النهاية التي اعلن في ضوئها الحكم عن تتويج الفريق الملكي بلقب كأس السوبر ، وبذلك نجح مدرب ريال مدريد البرتغالي مورينيو نجح بما كان يتطلع اليه ويرغب من خلاله اسعاد جمهوره وهو تحقيق انجاز مبكر يعزز من مكانة الفريق مع بداية مشوار الدوري فتحقق له المراد !!

ياترى هل جرت المباراة من طرف واحد بحيث جعلت فريق ريال مدريد ان يتقدم وبتلك العجالة بهدفين جاءا بسرعة البرق ؟!! ، لا ابدا لم يكن الامر كذلك بل والادهى من ذلك ان يتعرض البرشا الى اقصى عقوبة استحقها البرازيلي ادريانو عندما نال البطاقة الحمراء في وقت مبكر وتحديدا في الدقيقة 28 من الشوط الاول لربما كانت سببا واضحا بل ورئيسا لان يدفع فريقه في نهاية المشوار الثمن غاليا !!

لن نقول ان برشلونة وقف متفرجا ازاء تأخره بهدفين !! ، ولن نقول ايضا ان الفريق الكتلوني سلم زمام الامور لمنافسه التقليدي بمجرد تعرض احد لاعبيه للطرد بل بالعكس فقد زاد اصرارا على التعويض ولم يأت الهدف الوحيد الذي جاء بتوقيع نجمه ميسي من ضربة حرة رائعة الا تاكيدا على مواصلة البرشا في سعيه لتحقيق التعادل في اقل تقدير املا في الفوز بكأس السوبر ولكن ؟!!

ومثلما يطلق على الشوط الثاني بشوط المدربين فانه كان كذلك في هذه المرة ايضا ؟!! ، .. كيف لا وانها قمة الكلاسيكو ولابد ان تبرز ميزةالتفوق من خلال القراءة الصحيحة لمجرى المباراة من قبل كلا المدربين معا ؟!

لقد زاد فريق برشلونة اصرارا واندفع منذ اللحظات الاولى لانطلاق الشوط الثاني !!، .. اندفع من اجل هز شباك كاسياس قبل فوات الاوان !! ، بل ان هجماته المتكررة واستحواذه على مجرى الامور لاسيما على اثر التغيير الذي اجراه مورينيو باداء الريال عندما بدأ الشوط الثاني منتهجا الاسلوب الدفاعي لربما اسهم بل زاد في ظهور برشلونة وكأنه اكثر عزما على تأكيد قدرته في التعويض مهما تعرض للكبوات التي فرضها ظرف المباراة سواء كانت الاخطاء الدفاعية التي ادت الى التأخر في النتيجة او بتكملة المباراة بعشرة لاعبين !! .. نقول ان هذا الاندفاع جعل مورينيو ان يعيد النظر في (حساباته) بعد ادراكه على مايبدو فيما بعد ان خير وسيلة للدفاع هو الهجوم !! ، ولذلك لم يتوان في تغيير نستطيع وصفه بالجذري في اسلوب اداء فريقه مراهنا على ضيفي الريال الجديدين .. الكاميروني الكسندر سونغ القادم من الارسنال والكرواتي لوكا مودرتش المنتقل توه من توتنهام هوتسبير فتناوب لاعبو الريال في شن هجمات لم تكن اقل خطورة من تلك التي طالما كانت من نصيب لاعبي البرشا !! وتزامن اداء الفريق مع تقديم جهد استثنائي ليس فقط من اجل المحافظة على ذلك التفوق الذي حققه قبل نهاية الشوط الاول بل حتى كاد يبعد الفارق ايضا من خلال تلك (القنبلة) التي سددها هيكواين في الدقيقة 79ومرت بجانب القائم !!

لحظات مثيرة عاشها عشاق قمة "الكلاسيكو"ومتعة لاتضاهيها متعة بكل فصولها واحداثها بعد ان شهدت المنازلة ارقى تنافس طالما عرف به طرفا(العشق) برشلونة وريال مدريد ، فظلت معها حتى النتيجة قابلة للتغيير في كل لحظة وفي اي "لحظة " ؟!!