بمناسبة اعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية

 

 

 

                                         

 

 

                                                     ابلحد حنا فلوج

                 

ما مدى أهمية معرفتك بوجود الحياة الأبدية على حياتك اليومية؟

     الحياة سلسلة متواصلة من اللحظات والدقائق والساعات والأيام والأسابيع والأشهر والسنوات، فاذا كانت هذه الوحدات الزمنية معاشة مع الله وبحضوره في حياتنا (بكلمته) . فنحن في راحة تامة، وهذه الراحة التامة ،لا يمكن للأنسان أن يجدها إلاَّ في الألهالمتجسد ( اله وملك المحبة)الذي قال قبل الفي سنة (( تعالوا اليَّ يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم )).

     الحياة السعيدة، الحياة المليئة بالراحة، هي الحياة مع الله ، وليس مع غيره من المخلوقات، وبوجود الراحة الآتية من الله ومن الذات سأجد الراحة بالعيش مع الآخرين، وستستمر حياتي بهذه الصورة إلى ما بعد الموت، فان كنت مشبعاً بحياة الله هنا في الأرض فستستمر حياتي وراحتي بعد الموت ، وبذلك ستكون لي الحياة الأبدية، ونور الرّب الأله يشرق عليَّ دائماً، وهكذا يكون قول المسيح قد تحقق على المستوى الشخصي عندما قال (( أتيتُ لتكون لهم الحياة، وتكون لهم أوفر)) و(( أنا الطريق والحق والحياة)) الحياة الأوفر هي الحياة الأبدية مع الله في السماء كفرد وجماعة . ففي المعمودية لبنينا وبناتنا وبحلول الروح القدس تتجدد الحياة وتستمر بهذا الجيل الجديد.

·       عندما أعيش مع الآخر بمحبة والتي تنشر العدالة والمساواة هذه هي الحياة الأبدية.

·       في الحياة الأبدية سيكون هناك سماء جديدة وأرض جديدة وأورشليم جديدة.

·       طلب التوبة والغفران الذي يمنحه الله لي ولغيري هي الحياة الأبدية.

·       الزهد والنسك واماتة الشهوات الجسدية في الحياة اليومية تؤدي الى الحياة الأبدية السعيدة. ولذلك كان الأنبياءُ والقديسون والأولياء يرون بعيون الأيمان و ليس بعيون الجسد ما وراء الموت من حياة خالدة.

·       وصوليإلى هدف سامِ فيه الخير لي وللجميع في حياتي اليومية هو الحياة الأبدية.

 

·       سلوكنا اليومي الجيد نثمر ثمراُ جيداً، وبالتالي الحياة الأبدية.

·       قبولنا الله في قلوبنا فهو يُطّهرها من الخطايا والمعاصي وبالتالي ستكون لنا الحياة الأبدية.

·       إرتواؤنا من جسد ودم المسيح في القداس(بعد التوبة والأعتراف الحقيقي بخطايانا) يؤدي بنا إلى الحياة الأبدية.

·       بالإيمان والرجاء والمحبة اليومية تؤدي بنا إلى الحياة الأبدية.

·       صلاتي اليومية والتي تعبر عن العلاقة الحميمة المباشرة مع الله تؤدي إلى الحياة الأبدية.

·       العيش بنعمة الله ورحمته على هذه الأرض هي الحياة الأبدية.

·       عندما نرنم في الكنيسة أو الدير أو البيت أو المكتب أو نرتل في المعبد أو المسجد أو الكنيست ترتيلة المحبة نعيش حياتنا اليومية وباستمرار تؤدي بنا إلى الحياة الأبدية.

·       عندما نكسو ونطعم المحتاجين في حياتنا اليومية يؤدي بنا ذلك إلى الحياة الأبدية.

           وبذلك نُعَبِّرُ عن جوهر أعياد الميلاد ورأس السنة المسيحية.

·       الصلاة الربية اليومية تجعلنا ندخل الى ملكوت الله لأنها تنتهي بعبارة

           ((لأن لك الملك والقوة والتسبحة والمجد الى أبد الأبدين )) آمين.

          علينا أن نسير الى الله ونزيل كل مُعَوِقِ يمنع الوصول إلى الحياة الأبدية.

·       الإخلاص واتمام الواجب وبدقة والدوام اليومي الكامل من قبل الموظف وعدم قبول أي رشوة من المُراجع يؤدي الى الحياة الأبدية.

·       عليَّ أن ألتزم بالوصايا أو الكلمات العشر وهي : أنا هو الهك، لا تصنع لك تمثالاً، لاتحلف باسم الله باطلاً ،أحفظ يوم الرَّب ،أكرم أباك وأمك، لاتقتل، لا تزنِ ، لا تسرقْ، لا تشهدْ بالزور،لا تشتهِأمرأة غيركَ ولا ممتلكاته، هذه الوصايا العشرة تجعل الأنسان أن يعيش حياته اليومية بحذر وانتباه شديدين،لئلا يخطئ ، لأن نصب عينيه الى السماء، الى الحياة الأبدية. أي أعيش الحياة اليومية ،أي حياة النعمة، أي الحياة المثالية الواقعية الموصلة إلى الحياة الأبدية.

·       Text Box: (2)
قيامة المسيح وظهوره تُعلِّمنا وجود الحياة الأبدية بعد الموت، الحياة الأبدية هي حياة الله. إن الحياة الأبدية تنفرد وتختلف عن الحياة البشرية العادية. يقول الكتاب المقدس أن هناك حياة بعد الموت ويوم مجيء المسيح أو يوم الدينونة العامة أو يوم الحشر. بل مكتوب أنها حياة أبدية رائعة ومجيدة.

((ما لم تراه عينُ ولم تسمع به أُذُنْ ولم يخطر على بال انسان ما أعَّدهُ الله للذين يحبونه)).

      إنَّ الموت هو جسر للعبور من الحياة الأرضية الى الحياة الأبدية السعيدة أو التعيسة. الجحيم والنعيم أماكن حقيقية مذكورة في الكتاب المقدس والقرآن، الجحيم هو مكان سيختبر فيه غير المؤمنيين عقاب الله الأبدي،  سيتعرضون الى عذاب جسدي ونفسي وعقلي أبدي.وسيعانون من الندم وتعذيب الضمير الذي لا ينتهي. الكتاب المقدس يوصف الجحيم بالهاوية وببحيرة من نار وكبريت يتعذَّب من فيها نهاراً وليلاً الى أبد الآبدين.في الجحيم سيكون هناك بكاء وصرير الأسنان،كتعبير عن الألم الشديد. (إنه مكان فيه  الدود لايموت والنار لا تنطفئ ) لا يرضى الله أن يموت الخطاة ولكنه يريدهم أن يبتعدوا عن طرقهم المعوجة والملتوية حتى يُمنحوا الحياة السعيدة. ولكن الله لن يرغم البشر إلى الطاعة، فاذا اخترنا أن نرفض الله في حياتنا فسنذهبإلى ما نريد ألا وهي الحياة البعيدة المنفصله عنه. حياتنا على الأرض هي فترة اختبار .. أو إعداد  للحياة الآتية لأنني احدد مصيري الأبدي (بالجنة أو النار) بإرادتي.بالنسبة للمؤمنين ستكون حياة أبدية مع الله. هبة الحياة الأبدية متاحة للجميع ولكن يجب أن نبذل انفسنا والأشياء الأرضية من أجل الآخرين ، ونتبع الكتب التي أوحى الله بها إلى البشر،  وننصت الى وجداننا وضميرنا التي  تقول لنا من أعماقنا( أفعل هذا الخير ولا تفعل ذلك الشر). إن الإنسان خُلقَ للحياة الأبدية السعيدة وليس لجهنم.

       لأن جهنم للخاطئين غير التائبين خلال حياتهم وقبل الموت. وختاماً أتوج كلمتي بعبارة المسيح التي كثيراً ما كان يطيب له أن ينهي كلامه ( من له أذنان تسمعان، فليسمع). 

        نسأل الله أن يمنح العالم وخاصةً شرقنا الجريح السلام في الأيام المباركة (( أعياد الميلاد ورأس السنة))، وكل عام وشعبنا العراقي بألف خير ومحبة ..آمين