إحصائيات أظهرت هجرة 430 ألف مسيحي من لبنان والعراق ومصر

 

                                                                                            

                                                                                              

                                                                                                         شليمون أوراهم                  

 

كشف تقرير دائرة الهجرة في وزارة الخارجية الأميركية النقاب عن أن الإحصائيات التي أجرتها السفارات الأميركية في كل من بيروت وبغداد والقاهرة أظهرت أن المسيحيين يمثلون حوالي 15 في المائة من مجموع سكان الدول الثلاث البالغ عددهم أكثر من 100 مليون نسمة.وبحسب التقرير الرسمي الذي حمل طابع "سري للغاية"، شهدت الهجرة المسيحية خصوصا من لبنان والعراق ومصر تصاعدا ملحوظا، حيث بلغ عدد المهاجرين منهم في العامين الماضيين 430 ألف مسيحي، الأمر الذي يثير المخاوف حول مستقبل بقائهم في مواطنهم الأصلية في ظل تنامي ظاهرة الأصولية المتشددة والمرشحة أن تتصاعد أكثر فأكثر في الأعوام العشرة المقبلة على أقل تقدير.  

وأشارت إحصائيات نسبت للسفارات الأميركية المعتمدة في لبنان والعراق ومصر إلى أن 50 % من مجموع طلبات الحصول على تأشيرة هجرة والتي قدمت للقسم القنصلي.. تقدم بها مسيحيون، فيما وصل الرقم إلى 30 % من مجموع طلبات الهجرة المقدمة للسفارات الكندية في الدول نفسها. وقالت دائرة الهجرة الأميركية إن 30 ألف عائلة مسيحية غادرت الدول العربية الثلاث نهائيا وبطريقة مشروعة خلال الأعوام الثلاثة الماضية فقط.

  ورأت دائرة الهجرة الأميركية استنادا إلى شهادات الذين طالبوا بتأشيرة إقامة دائمة في الولايات المتحدة أن ظروف الهجرة في صفوف المسيحيين تختلف بين دولة وأخرى، فالأقباط في مصر اختاروا اللحاق بعائلاتهم أو بأقاربهم بعد تصاعد أعمال العنف في مناطق الصعيد وسلسلة الاعتداءات على دور العبادة الخاصة بالمسيحيين، ناهيك عن ظاهرة إجبار بعض الأقباط الذين يقطنون وسط العشائر الإسلامية المتشددة لاعتناق الديانة الإسلامية أو الهجرة القسرية عن ديارهم وأرزاقهم.

أما في العراق، فإن ظاهرة الهجرة المسيحية استفحلت مع الغزو الأميركي للبلاد وخلع نظام الرئيس صدام حسين، وسيطرة التيارات الأصولية مع ما رافق ذلك من تفجيرات طالت الكنائس ودور العبادة خصوصا في منطقة الموصل.

 ويختلف الوضع المسيحي في لبنان عما هو عليه في مصر والعراق، حيث الهجرة المسيحية عرفت عدة مراحل وظروف منها الضائقة الاقتصادية أو الهروب من الحكم العثماني ومن ثم الحروب الأهلية التي تفاقمت في لبنان منذ منتصف القرن الماضي حتى أواخره.

 غير أن اللافت في الهجرة المسيحية اللبنانية أن المهاجرين وإن تمكنوا من التأقلم سريعا مع المجتمعات الجديدة التي احتضنتهم يبقى تعلقهم كبيرا بوطنهم الأم لبنان ويحلمون بالعودة إلى ربوعه وإن كان ذلك بالتمنيات فقط!.

  وبمقتضى شهادات الذين يطلبون الهجرة الدائمة إلى الولايات المتحدة الأميركية، فإن الأسباب الكامنة وراء تهافتهم إلى الهجرة في الوقت الحاضر ليس خوف المسيحي اللبناني من اضطهاد يمارس عليه من قبل المسلم خصوصا، إنها للمرة الأولى ـ ورب ضارة نافعة ـ لن يتحولوا إلى "كبش فداء" في أي صراع مذهبي قد يحدث في لبنان.. إذ أنهم منقسمون بدون قصد بين فريق مؤيد للتيار الشيعي حتى الشهادة وفريق آخر يهتف عن سابق تصور وتصميم لنصرة التيار السني.. إنما غياب آفاق المستقبل على مختلف الصعد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية يدفع بالمسيحيين كما غيرهم من المسلمين للبحث عن وطن في أي وطن. 

موقع إخباري فرنسي: لم يبق في العراق سوى 345 ألف مسيحي

 ذكر موقع "Portes ouvertes" الفرنسي أن عدد المسيحيين في العراق يتضاءل بشدة، وأعمال العنف المسيطرة على البلد تستهدفهم بشكل خاص مما دفع بالآلاف منهم إلى مغادرة مدنهم ومنازلهم إلى إقليم كوردستان العراق أو إلى دول المهجر.

  ولفت الموقع في "مقال" نشره، أواخر تشرين الأول 2011 وترجمه موقع "النشرة" اللبنانية، إلى ما يجري من تفريغ بغداد والبصرة من سكانها المسيحيين، والمدن التي يتواجدون فيها بكثافة مثل الموصل وكركوك.

  وبحسب الموقع، ففي الوقت الراهن لم يبقَ في العراق سوى ما يقارب 345 ألف مسيحي في حين قارب عددهم المليون قبل سقوط النظام العراقي السابق.