باي باي شنيشل ... باي باي لندن ؟!!

 

                                                                                            

 

 

 

                                                                                                    

يعقوب ميخائيل                      

         

                يقف المرء مستغربا ازاء تصريحات السيد راضي شنيشل عقب خسارة منتخبنا الاولمبي امام الامارات ...فقد حاول شنيشل تبرير الخسارة باسباب بعيدة كل البعد عن الواقع الذي افرزه اداء فريقه بل راح يرمي اسباب الخسارة على الدوري هذه المرة في سابقة لم نالفها من قبل متناسيا ان المنتخب الاولمبي الذي توفرت له فترة اعداد شبه مثالة يندر ان تمتع بها اي منتخب اخر كان يفترض به الظهور ولو بالحد الادنى من مستواه وليس ان يصدم جمهوره وعشاقه بعرض هزيل وغير متوقع .. وبدلا من اعتراف شنيشل بتواضع المستوى الذي قدمه منتخبنا الاولمبي الذي استحق الخسارة بشهادة جميع المتابعين والمحللين والاعلان بكل شجاعة عن مسؤوليته المباشرة عن الاخفاق برغم توفيره تجربة اعداد نموذجية تمثلت ببطولة دبي ومن ثم خوضه مباراة تجريبية مع المنتخب الياباني ... نقول بدلا من  الاعتراف وبشجاعة عن تحمل مسؤولية الخسارة راح في هذه المرة يلقي بالائمة على هذا السبب او ذاك دون ان يرتقي لمسؤوليته الحقيقية ويعترف بانه كان سببا بل السبب الرئيسي في خسارة الفريق كونه ظل غير قادرا ليس فقط في ايجاد معالجات وحلول ازاء الهدف  المبكر الذي سجله في الدقيقة الثانية من المباراة بل وقف عاجزا  عن احداث اي تغيير في  اداء الفريق بل ان عرض الفريق ازداد سوءا من دقيقة لاخرى بحيث فوجئنا جميعا بذلك العرض المتواضع الذي لم يختلف عن اداء اي فريق شعبي يغلب على ادائه طابع اللعب الفردي الذي لازم لاعبيه واكثارهم من  التسديدات العشوائية التي افتقرت الى ابسط مستلزمات اللعب الجماعي !!

وازاء تلك المهزلة التي اظهر عليها لاعبو منتخبنا الاولمبي في مباراتهم مع الامارات الذي تحول الى بعبعا ليس بسبب مستواه المتطور بل لان منتخبنا ظل عاجزا عن مجاراته بعد ان افتقر الى ابسط مقومات الواجب توفرها حين السعي لمجاراة اي فريق منافس مهما ظهر بمستوى متواضع ولذلك ضاعت عليه فرصة تحقيق التعادل التي لربما كان من خلالها يحافظ على ماء الوجه ان صح القول دون التفريط بنقاط المباراة الثلاث التي تخلى عنها مع سبق الاصرار ؟!!!

وكي نكون قريبين جدا من الوقائع التي خلصت اليها دقائق المباراة نقول ان الحالة الغريبة التي فوجئنا بها ازاء ذلك  المستوى المتدني الذي  ظهر عليه  لاعبونا فوجئنا بعدم تعرض  اي منهم  للطرد  بينما نال غالبيتهم البطاقة الصفراء واصبح كل واحد منهم معرضا لنيل البطاقة الحمراء  في كل لحظة !!! ، ... ولا نعرف من اين اتى لاعبونا بهذه (العبقرية ) في التصرف خلال المبارا ة عندما اصروا على اللجوء الى الخشونة ومنح الحكم فرصة اشهار الكارت الاصفر بوجههم متبعين  اسلوب (طرزاني) وليس فني في احتواء هجمات لاعبي الفريق المنافس وهو دليل قاطع على ضعف امكانياتهم البدنية قبل الفنية للحد من  قدرة اللاعبين الاماراتيين ؟!!!!

في اكثر من مناسبة سابقة اشرنا الى ان منتخباتنا لايمكن ان تبقى رهنا او حقلا لتجارب هذا المدرب المحلي او ذاك  ... وفي كل مرة  سار شبه اجماع على ان قدرة وامكانية المدرب المحلي اصبحت محدودة وغير قادرة على تطوير مستوى منتخباتنا !!  ، وعندما يجرى مثل هذا التأكيد ليس هدفه الانتقاص من امكانيات مدربينا المحليين كما يتصور البعض وانما بسبب كل الظروف التي احاطت بالبلد بشكل عام والقت بظلالها على العملية التدريبية قاطبة بعد ان ظل المدرب العراقي بعيدا عن مواكبة التطور الذي طرا على علم التدريب الحديث بعد ان تعذرت مشاركته  في تدريبات او معايشات مع فرق متطورة على صعيد المستويات العليا ولذلك اصبح من الصعب ان يساهم المدرب المحلي في تطوير اي من منتخباتنا التي ستبقى تدفع ثمن المجاملات تارة ، وفي تارة اخرى عدم قدرتنا على وضع حلول صحيحة والمتمثلة بالبدء في استقدام مدربين اجانب ومن مختلف المدارس الكروية العالمية كي تبدأ بمرحلة (عمل) جديدة مع منتخباتنا !!

يقينا ان التأهيل الى اولمبياد لندن اصبح صعبا بعد الخسارة مع الامارات باستثناء المفاجات التي تبقى احتمالاتها قائمة حتى اللحظة الاخيرة من التصفيات برغم قناعتنا المطلقة بان المستوى الذي افصح عنه منتخبنا الاولمبي وفي مباراته الاخيرة بالذات يجعلنا غير راغبين ... اكرر غير راغبين في تأهيله الى الاولمبياد اذا ظل بهذا المستوى المتواضع الذي قد يؤدي حتى الى خروجه بنتائج مخجلة ويكفي ان نستذكر اكثر من تجربة لمنتخبات عربية تأهلت الى الاولمبياد او المونديال وخرجت بنتائج هزيلة تمنت يومها عدم التأهيل الذي كان افضل بكثير من خروجها بتلك النتائج المخجلة ؟!!