ألاستاذ نيجرفان برزاني نعم..صدقت خطواتكم..لاطريق الى الاستقرار والتقدم الا بالاقرار بالجميع

 

                            

             

 

تيريزا ايشو                   

 

              أن تجربة مايقارب أحد عشر عاماً (11) من ألاستقلال الشبه تام لاقليم كردستان عن المركز بغداد بعد الحرب العراقية على الكويت، منذ عام 1992 تقريباً وحتى عام 2003 بعد فرض الحضر ألجوي وخط العرض، وتجربة ثمانية (8) أعوام تقريباً بعد سقوط البعث والنظام البائد منذ عام 2003 وحتى الان أي ما مجموعه 18ـ 19 عاماً تقريباً. وما تمخضت عنها من أيجابيات كان من الممكن تجاوز سلبياتها لو أدركت القيادات الكردية مدى ضرورة ألالتزام ومشاركة حلفاءها الاصليين اللذين كانوا معها على طول الخط في أدارة شؤون الاقليم. هؤلاء الحلفاء اللذين دعموا نضال الحركة والشعب الكردي. ولو أدركت أن في توحيد أدراتيها في السليمانية واربيل أنما هو قوة لها ولاقليمها وتوحيد لشعبها وسد الطرق على أعداء الشعب الكردي والعراقي لاجل ان ينالو من جزء مهم من أجزاء العراق. وعندما أحكمت قوات الاقليم سيطرته، كان من الصعب أختراق أمنه سوى بعض الحالات التي أودت لسقوط قوافل جديدة من ألشهداء. في الوقت الذي لم يتوقف القصف العشوائي للقرى الحدودية للاقليم من قبل جيرانه بحجج واهية، لاثارة الخوف وعدم ألاستقرار في الاقليم ولفرض تدخلاتهم في الاقليم للحد من أستقلاله.

 وكانت المطالبة بحقوق الشعب الكردي هدف أساسي في برامجها ونضالاتها وشعاراتها لنيل حقوقهم ألتي تُرجمت على أرض الواقع من خلال تقديم دعم كامل للحركة ألكردية على صعيد ألنضال والدعم الاعلامي المحلي والاقليمي والعالمي ومن خلال تهيئة كوادر للشعب الكردي منذ أنهيار الجبهة الوطنية عام 1975 وماتلاه بعد ذلك للالتفاف على الاحزاب الاخرى من قبل حزب البعث الحاكم ألذي مارس أبشع اساليب الترهيب والتعذيب والتصفيات والاغتيالات ضد الاحزاب المعارضة ومنها الاحزاب والشعب الكردي ألتي توجها بحملات الابادة الجماعية بأستخدامه للاسلحة الكيمياوية المدمرة التي توجت بالانفال السيئة الصيت منذ عام 1977 وحتى 1988 و حتى نهاية 1992 بعد القمع المشؤوم للانتفاضة الشعبية العراقية، المعروفة للجميع وألتي ليست مجال حديثنا الان، وأنما نعرج عليها للتذكير.

ولكن عندما كان قد حان موعد قطف الثمار سهت القيادات الكردية في غفلة منها أو ربما بتأثيرات الخلافات التي طرأت بين ألحزبين الكرديين في حينها او ربما بسبب الاحزاب الجديدة التي عادت من مهجرها وظهرت على الساحة المدعومة أقليمياً وربما نتيجة فروضات خارجية اخفقت في أن تفسح المجال للمشاركة الحقيقة لكافة فصائل حركة الكفاح المسلح ألتي شاركت في النضال ضد الدكتاتورية. ومنهم ألحزب الشيوعي العراقي والاحزاب العلمانية الاخرى والاحزاب القومية للمكونات الكردستانية الاخرى كالكلدان السريان الاشوريين، الازيديين والمندائيين، والتي أصاب مواطنيهم ماأصاب الشعب الكردي من قتل وتهجير ومقابر جماعية وحرق لقراهم وسحب كافة حقوقهم واسقاط الجنسية عن الكثير منهم. فتأخرت مناطقهم وقراهم وشعبهم في مواكبة الحضارة والتقدم والتعليم. فما زال التخلف والامية وألبدائية يسود مناطقهم.

وأن ماقطعه أقليم كردستان من شوط في التنمية والاعمار ورفع البنى التحتية وأثبات وجوده وكيانه كأقليم فتي في الدولة الفدرالية. في الوقت الذي لم يحظى الاقليم الكردستاني بالترحيب في المحيط العربي في خضم الصراعات القائمة وأستمر ألتدخل من قبل الجوار لافشال التجربة الديمقراطية في العراق وهو يقبع تحت الاحتلال ولم تتوقف التدخلات الفجة في شؤونه.فأستمرت الخلافات بين الاقليم والمركز. وممكن القول بين العرب والاكراد. ودفع هذه المرة الشعب العراقي كله ثمن هذه الخلافات والتدخلات الخارجية المدعومة من قبل بعض الاحزاب العراقية ألتي فسحت المجال لها. فأختلط الحابل بالنابل على دول الاحتلال الغربية وأمريكا. ولم تستطيع بجبروتها وماكنتها العسكرية الضخمة ان تحمي المواطن العراقي من القتل وألتمثيل والتفعيل به. ففات أحزابنا ألمناضلة أن أقوى ترسانة يستند عليها هم ألشعب وأحزابه ألصديقة الحليفة ذوي الصفحات الناصعة بياضاً مثل نصاعة ثوب المندائي ألمتعمد للتو.

وبالذات المكونات الصغيرة من الكلدان السريان الاشوريين، الازيديين، المندائيين والمكونات الاخرى نالت الحظ الاكبر من جرائم الابادات المخلة بالانسانية وبالشرف العراقي رغم ألانتشار المكثف والالاف المؤلفة لجيوش دول الحلفاء والاحتلال.وهنا يقع على عاتق الاقليم والكابينة الحكومية الجديدة تقديم الدعم وألمشاركة بعالية لدعم عملية بناء الدولة الفدرالية الحديثة مثلما نص عليه الدستور العراقي. وذلك هو ألطريق الوحيد لحل القضية القومية لمكونات العراق أرتباطاً بتحقيق وتنشئة الديمقراطية. ولذا نرجو من الكابينة الجديدة أن تتبنى مشروع سياسي أجتماعي أقتصادي لاجراء التغييرات الايجابية ومحاربة ألفساد المالي والاداري.أن الاحداث الاخيرة في زاخو ودهوك ومناطق اخرى في الاقليم ضد الرعايا المسيحيين ومحلات اعمالهم ومصالحهم، والتحريض الذي أدى اليها، تستوجب وقفة جدية وهي ناقوس أنذار يجب ان لاتتركه السلطات الكردستانية أن يمر مر الكرام.

وعلينا أن نستفاد من تجربتنا خلال 18 عاماً وتقييمها ووضع اليد على مكامن الاخطاء فيها. أن ألارث الثقيل في الاقليم من أكثر من 50 عاماً من النضال أدى الى عزلة وتأخر في التقدم. ولرفع هذا الارث يجب مساهمة الجميع في تحمل المسؤولية وتوزيع العمل ومشاركة حقيقة من خلال تخطيط سليم يستند على أرادة ومشاركة الجماهير ومن خلال برامج توعية وتعليم وخلق كادر يستطيع رفع المهمات الجديدة التي باتت لاتحتمل التأجيل. لمحو التخلف وألافكار البائدة التي لاتخلق التوازن والمساواة. وأنما تلك الافكار من صنع أعداء الشعب الكردستاني التي تعمل على أذكاءها وبثها في الاقليم لخرق التجانس والامن فيه. لافشال التجربة الكردستانية وثم للاستحواذ عليها لقمعها وخنقها. فهل يدرك ألشعب ألكرستاني مدى مغبة أنجرارهم الى نصائح هؤلاء المتلونيين ذووي الوجوه الكالحة أصحاب تلك الضحكات الصفراء. وفي غفلة منهم سيسحبون البساط من تحت أقدام الشعب الكردستاني.لذا فأنني اقترح على الكابينة الحكومية الجديدة ان تدعو كافة الاحزاب الكردستانية الكبيرة والصغيرة وأن تكون محط ثقتها، فالتنوع غنى. وأبعادهم يعني خسارة خبراتهم وكوادرهم، ويفسح المجال لخرق مؤسسات الدولة حينما لايكون هناك من يقوم بدور الرقابة والمشاركة لمنع تجيير مؤسسات الدولة لصالح جهة واحدة تمرر أجندتها وممكن أن يتم ابتزازها وأسقاطها، فتصبح ذيلية تنفذ ما يأمرها به أسياد السوء بعد أن يتم غسل أدمغتهم لآفشال التجربة الكردستانية. وماقام به الاستاذ نيجرفان برزاني من دعوات وزيارات لكافة الاحزاب للمشاركة في الحكومة الجديدة محطة ثقة وأقرار. لذا كافة الاحزاب الكردستانية مدعوة  لتقديم برامج احزابها التنموية على ضوء خطوط عريضة وأهداف أساسية للمرحلة الحالية، تطلق عنانها الكابينة الحكومية الجديدة فيما يخص ألنهضة بالاقليم وتشكيل لجان دراسة خطة الاقليم في المدارس والدوائر وكافة مؤسسات الدولة يناقش فيها البرنامج من كافة مواطني ألاقليم، وتقدم المقترحات الى لجنة موحدة عليا لدمج تلك البرامج واستحداث برنامج موحد منها يعرض على الجماهير رسمياً من خلال نشره في الصحف المحلية ووسائل الاعلام المرئي والمسموع والالكتروني ويفتح باب أرسال المقترحات. بعد أن يتم ألتشاور مع الوزارت فيه في أبداء أراءهم وليس معنى ذلك ان يكون للوزارت الحق برفضها، بل تدقيق ماهو غير ممكن تنفيذه في هذه المرحلة وماهية الاسباب. برامج تضمن حقوق الجميع ويكون للجميع دور بارز فيه. ثم يعطى مهلة 14 يوم ـ شهر لاستقبال أراء ومقترحات الجماهير لاجل ادخال واضافة مقترحات الجماهير التي تعبر عن احتياجاتهم لان البرنامج لهم اولاً وأخيراً والحكومات المنتخبة هي لتنفيذ ارادة الجماهير. وبهذا سيكون الشعب وكافة الاحزاب العاملة على الساحة الكردستانية شريك وطرف في تنفيذ الخطة الجديدة، من خلال تبنيها وتحفيز جماهيرها لدعمها، ويجب ان لاننسى أيلاء اهمية أضافية لدور ألشباب وأشراكهم وتأهيلهم للقيادة في الحكومة الجديدة.

وممكن تبني شعار أن يكون لكل موظف ومسؤول مسن في الدولة شريك من ألشباب يعلمه ليورثه مهنته بعد تقاعده.هذا من شأنه أن يقوي أيضاً الاحزاب الكردية ويخلق قاعدة جماهيرية واعية ستدافع عن مكتسباتها ولن تسمح ان تفقدها بسهولة، وستكون أكثر حزماً وصمام أمان أمام تدخلات الغرباء التي سيكون من الصعب عليها اختراقهم.

لقد اثبتت تجربة ال 18 عام أن تهميش تلك الاحزاب الوطنية وتهميش كوادرها لم يكن لصالح الاقليم.

لقد اثبت التطور العالمي الحديث أن الاسلوب الكلاسيكي في أدارة الدولة وفي عمل الاحزاب الكبيرة التي ترسل أعضائها  للانخراط في الاحزاب الصغيرة أو تقوم بأيجاد احزاب بديلة أو تقوم بشراء ذمم بعض القياديين ألسياسيين في تلك الاحزاب ويصبحون دمى بأيديهم وتصبح تلك الاحزاب والقوميات الصغيرة التي تمثلها تحت أجنحة الاحزاب الكبيرة ما عاد مجدي وأنما يستهلك من طاقة الاحزاب الكبيرة ويفقد ثقة جماهير المكونات الصغيرة بالاحزاب الكبيرة. ويكون سبب في عدم توازن دائمي وتستغل الاحزاب الاخرى المعادية هذه المكونات أيضا ً فتقوم أيضاً بأيجاد أحزابها البديلة الاخرى لتساويها مع الاحزاب الصغيرة الاخرى التي أوجدها غرمائهم السياسيين في الحزب الاخر المنافس الكبير. أو تقوم بأسقاط أحزاب بكاملها من خلال أرسال مندسيها فيها لكشف أسرار تلك الاحزاب. وأن تقسيم المكون الواحد الى فريقين فريق معاً وفريق ضد يضعف الامن والاستقرار في الاقليم، ويشتت الجهود فالاقليم أولى بذلك الوقت والجهد الضائع لاستثماره في بناءه.

لقد ولى هذا الزمن وأنتهت هذه المرحلة من تاريخ الاحزاب في العالم. فأين نحن منها؟

أنه فقط بالاقرار بحقوق المكونات الصغيرة لآن يكون لها أحزابها وكياناتها المستقلة وممثليها النابعين من ارادتها بدون أي فروضات ومحاولات للاحزاب الكبيرة والحاكمة لان تكون أجنحتها وتنفذ أجندتها فيها هو الكفيل بخلق عملية سياسية متوازنة تؤدي الى التفاعل الجماهيري المتنوع مع بعضعهم البعض للنهوض بالاقليم والدفاع عنه لما فيه خير الجميع.

نعم أنه فقط بأحترام الاحزاب الكبيرة للاحزاب الصغيرة وبأحترام اختلافات قومياتهم، مذاهبهم، طوائفهم وأديانهم وأيلاء الثقة بهم سنصل الى التكافئ الامني ألسلمي الذي سيكون طوق لايمكن خرقه. أذ أنه ماذا تريد الاحزاب الصغيرة أكثر من الاقرار بحقوق أبناءها في العيش الكريم وألمساواة وحقوق كاملة أسوة بمواطني البلد من القوميتين الكبرى. وهذا سيزيد من رصيد وشعبينة الاحزاب الكبرى أيضاً.

أن ما ينتظره من عمل للكابينة الحكومية الجديدة ليس بالقليل. فالاقليم مازال فتي في الكثير من الجوانب ومن السهل أختراقه مثل ما أظهرت ألاحداث الاخيرة في زاخو ودهوك.

أنه فقط من خلال بناء مؤسسات الدولة بشكل متطور وتأهيل كوادره من خلال التعليم والتخصص ورفع المستوى المعاشي الرفاهي والخدمي الاجتماعي للجماهير. وألاستثمار في البنى التحتية لضمان أيراد وانتاج ثابت للاقليم ودعم وأصلاح القطاع الزراعي والصناعي وألسياحي من خلال برامج تقدم الدولة فيها الدعم الكامل لابناءها سيكون بالامكان ضمان ديمومة وأمن وأستقرار الاقليم وصد الاعتداءات والتدخلات الخارجية عنه التي لاتريد الخير للاقليم ولابناءه.

أن مبادرة تجمع أحزاب شعبنا المسيحية وأستعدادها للمشاركة في الكابينة الحكومية الجدية خطوة أيجابية نتمنى أن تقوم بقية ألاحزاب التقدمية وأحزاب المكونات الاخرى بالمثل وهذا سيؤدي الى مسؤولية جماعية لادارة العمل ستؤدي الى أنجاز أضعاف العمل المنجز في فترة اقصر.

نتمنى للكابينة الحكومية الجديدة النجاح بقيادة أبن كردستان الطموح ألاستاذ نيجرفان برزاني. فمرحا ألى العمل من جديد فعيون ألجماهير تتطلع الى دورتكم الجديدة هذه لتكملوا مشواركم ومشوار الحكومات السابقة ألتي شرعت به، لتكملوا بناء الحجر الذي وضعه البناءون الاولون أجداد وأبناء كردستان اللذين وهبوا حياتهم ثمناً لهذه الحرية وعلى رأسهم ألشهيد الخالد مصطفى البارزاني. فعلينا أن نصون الامانة ولانخذل شهدائنا وأن نكون محط فخر للاجيال القادمة مثلما كانوا أجدادنا لنا.