يوم للكره

 

                          

 

                                                                                            

                

                                                                                                       فالنتينا يوآرش

 

 

         مع اقتراب عيد الحب والذي يصادف يوم الرابع عشر من فبراير من كل سنة يسعدني ان اكتب لمحة عن هذا اليوم الذي اصبح معروفا في كل انحاء العالم بل واصبح الكثير من الجيل الحالي والسابق ينتظره بفارغ الصبر.. لن اطيل الحديث عن اسباب تسمية هذا اليوم ولا عن الرواية المتعلقة بعيد الحب فكلها اصبحت طي التاريخ والغالبية العظمى من الناس اصبح لديهم تلك التفاصيل.. لكنني ساتحدث عن تاثير هذا اليوم وهذه المناسبة بالذات وعن ما يرمز له اللون الاحمر تحديدا في عيد الحب، هذا العيد الذي اصبح يهدد الكثير من المتطرفين واصحاب النفوس المهزوزة فكما ان لهذا العيد وقع وتاثير خاص ورائع  في نفوس المحبين والعشاق والمتفائلين بالحياة كذلك له تاثير سلبي على شريحة معينة من الناس، تلك الشريحة التي تاخذ من كل شئ يرمز للحب رمزا للكفر والهرطقة وتعتبر هذا اليوم او هذا العيد بالذات بدعة وانحرافا عن المسار الحقيقي للدين لكنه في الحقيقة ما هو الا يوم خاص للحب وعام للمحبة وكل ما تكتنزه النفوس من مشاعر انسانية وعواطف بشرية زرعها الله واتمنى ان اوجه كلامي لتلك الشريحة البائسة واسألهم سؤالا واضحا.. لو كان للكره يوما خاصا هل كنتم ستحتفلون به؟ اؤكد لكم احبتي القراء ان تلك الشريحة مستعدة لقلب ايام السنة كلها احزانا واحقادا وكرها وتكفيرا لكل ما يرمز للخير والحب.. وانا احدد بقولي(شريحة) لان هناك الكثير ممن يتعايشون مع تلك الشريحة ولا يتوافقون مع ارائهم وهم في تزايد عاما بعد عام..

لقد قرات في مكان ما عن استعداد بعض الدول واستنفارها الى محاربة كل ما يتعلق بعيد الحب حتى يصل الامر بهم الى منع المحلات من بيع اي سلعة ترمز للحب اوحتى يكون لونها احمر (لان الاحمر هو رمز لهذا العيد وهو علميا اكثر الالوان التي ينجذب لها النظر من تأثيرات اللون وانعكاسه على العمليات العاطفية والحسية فيقوم بتنشيط الاستجابات العضوية عند الإنسان كزيادة الشهية للطعام وسرعة دقات القلب والشعور بتدفق الدم في اوصاله. وهذا يفسر نشاط الإنسان أثناء العيد وليس فقط عاطفة الحب) كل ذلك يحدث قبل يوم من عيد الحب اي في يوم 13 فبراير تخيلوا الموضوع فلقد اصبح عيد الحب هذا يشكل خطرا على امن البلدان في بعض الدول.. شر البلية مايضحك فعلا..

والادهى ان الاف الشباب يتهافتون على محلات بيع الزهور الحمراء والبيضاء قبل الموعد ليتبادلونها خفية مع محبيهم..هل لان كل شئ ممنوع مرغوب كما يدعي البعض؟ ام لان مدارك الشاب الذي يعيش في البلدان العربية اصبحت اكبر واوسع مع التطورات التي تطرا كل يوم في الحياة العامة؟ حتى انه اصبح اكثر دراية بكل ما يتعلق بالدين والشريعة والمحظورات الحقيقية التي تدفع الانسان الى الرذيلة.

 ولماذا كل هذه "الهلمة" والاستنفار وكان يوم الحب هو يوم القتل العالمي؟ اقول هذا وانا على يقين من ان هذه المفاهيم المتعلقة بهذه المناسبة تختلف في بلدي.. نعم فانا لن انسى ابدا يوم كنت اسير مع شقيقتي في احدى شوارع بغداد وصادفت مشهدا من اروع المشاهد لربما تستغربون من كلمة (اروع) واليكم احبتي القراء ما شاهدت بام عيني.. في الجانب الايسر من الشارع كان هناك مجموعة من الناس يسيرون حاملين رايات تشير الى انهم متجهين الى احدى العتبات الدينية المقدسة وعلى الجانبين الايمن والايسر كانت هناك محلات كثيرة تعج بانواع الزهور الحمراء والقلوب الحمراء التي ترمز لعيد الحب.. وكان هناك جمع غفير لطالبات الجامعات تتهافت على شراء الهدايا الحمراء ليتناقلنها فيما بينهن كرمز للمحبة الالهية.. جميعهم كانوا مستمتعين وكل واحد فيهم يعمل حسب ما يراه مناسبا ..

وانا عن نفسي اتمنى ان يصبح عيدا وطنيا ليذكرنا بالمحبة والمودة فما الضير ان قدمنا وردة حمراء لوالدتنا او لاخينا او لشقيقتنا او لصديقة او زميل او حبيب او او او او... ولماذا لا تكون ايامنا بل واعوامنا كلها اعواما للمحبة والمودة الا يكفي كرها وحروبا واقتتال؟ لننسى كل هذه الشرور ولو ليوم واحد على الاقل ولنحتفل بالحب لان الله هو محبة وليس حقد او ضغينة.. فالحب هو الاساس في بناء الانسان وبناء المجتمعات وحتى بناء الكون باكمله..عيد الحب هذا ليس عيدا للرذيلة كما يدعي المتطرفون في الدين ولا ضربا من ضروب الجنون انه يوم يذكرنا بان هناك خير في اعماقنا وان هناك محبة الهية تسود الكون رغم قوى الشر ،

 واخيرا اذكركم  بمقولتين عظيمتين  ليسوع المسيح:

الاولى هي ( احب الرب الهك بكل قلبك وكل نفسك وكل فكرك!) والوصية الثانية (احب قريبك كنفسك! ) بهاتين الوصيتين تتعلق الشريعة وكتب الانبياء..(متى22،23)

 وعن النبي محمد: "لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه". تمنياتي للجميع بقضاء اسعد الاوقات في عيد الحب وتذكروا ان هناك الكثيرحولكم يستحقون ان تهديهم وردة صغيرة تعبر لهم عن مودتك وحبك.