التكنولوجيا البديلة

 

                          

 

                                                                                            

                                                                                                        ابراهيم اسحق                

                                                                                                    

          لعبت التكنولوجيا عبر وسائل الاتصال المتطورة من الانواع المختلفة لاجهزة الخليوي "الموبايل"والحاسوب "الكمبيوتر" اضافة الى ما يرافقها من برامج ومواقع على الويب من قبل الشركات العملاقة والرائدة في هذا المجال، دورا مهما في ابقاء الروابط وبناء علاقات الافراد والمجتمع، في الوقت الذي نشهد فيه زيادة التعقيدات لاسلوب حياتنا وعملنا وتواصلنا والتي اوصلتنا الى ما يسمى عصر السرعة، واضطر اغلبيتنا كبارا وصغارا الى تعلم الاليات الجديدة وغير التقليدية لهذه الوسائل المتطورة اضافة الى تعلم مفردات تلك البرامج والمواقع وفك رموزها وطلاسمها ليكون باستطاعتنا ان نتواصل مع اهلنا واحبتنا واصدقائنا او لابداء ارائنا السياسية والاجتماعية او الفنية والثقافية..

ويعد الكثيرون هذه الوسائل من نعم التكنولوجيا التي ضمنت لهم التواصل مع احبتهم رغم بعدهم فهي اولا وبمجرد استخدامها مرات قليلة سيتقنوها بسرعة ويتعلموا طرق تشغيلها كما انها تعمل على اختزال الوقت من ناحية ثانية وقليلة التكلفة من ناحية اخرى، فلو اردنا القيام باحد الواجبات تجاه شخص ما وتعذر حضورنا لاحد الاسباب فاننا نقوم باجراء اتصال او ارسال رسالة قصيرة او ارسال ايميل عبر البريد الالكتروني ونتجنب بذلك مشقة الذهاب اضافة الى عدم توفر الوقت الكافي لمعظمنا نتيجة تراكم الاعمال التي علينا انجازها علاوة عن انشغالنا بامور الحياة الاخرى، كما اننا نقوم بنفس الوقت بتوفير المصاريف التي كانت ستهدر وبذلك نتجب خسارة بعض اموالنا.

وطبعا تبقى هذه الامثلة نسبية فالامر يختلف من شخص الى اخر ومن مناسبة الى اخرى ولكن تبقى عند البعض الزيارات التقليدية اكثر اهمية لانها تقوي اواصر الافراد والمجتمع من جهة اضافة الى كونهم يمتنعون عن اداء تلك الطرق السهلة والمتطورة لانها خارج اعراف مجتمعهم وقد تكون مخجلة للبعض الاخر الذي يصر على التواصل بالطريقة التقليدية وبحضورهم شخصيا في مختلف المناسبات كالتهنئة والمباركة او المواساة والتعزية.

وفي الحين نفسه هذه الوسائل يراها اخرون على انها بالعموم مطلوبة في هذا العصر الذي اصبح التطور السمة الابرز من سماته والواجب المحتم علينا مواكبته لكنها لا تمنعنا عن حاجتنا الاهم بالتواصل الحقيقي قدر المستطاع الذي يمدنا بصدق احاسيسنا وقوة شعورنا بانسانيتنا تجاه انفسنا وتجاه الاخرين.

وبالرغم من التقدم الهائل في المجال التكنولوجي الذي صار ينقل اكثر من عدة حواس في الوقت ذاته كالبصر والسمع والنطق وحتى حالتنا المزاجية اصبحت اليوم قابلة للنقل واعلام الاخرين بمزاج المتصل، بل حتى روائحنا وعطورنا قد تم اكتشاف طريقة لايصال انواعها للطرف الاخر علاوة عن التفكير مستقبلا بايصال الشعور باللمس وغيرها من الاحاسيس.

هذه الوسائل الحديثة هل تعوضنا فعلا عن اداء واجبتنا الاجتماعية؟

ام اننا قمنا باستغلال التكنولوجيا لجهلنا بالاساسيات والحالات الخاصة التي انشأت لاجلها؟

او لاننا تناسينا واستسهلنا الطرق؟.

التطور الحاصل في طرق الاتصال مع بعضنا البعض مفيد لعلاقتنا بالتاكيد فهو احسن بكثير من عدمه الا اننا قد افرطنا باستخدامه وكثيرا مااتخذناه بديلا عن الواقع وفي بعض الاحيان نسينا انه يقف عاجزا ولن يضاهي احساسنا بروعة اللقاء الحقيقي وباللمسة المحبة في التصافح بالايدي وسيبقى عاجزا غير مدرك لشعور فرحتنا باحتضان وعناق اهلنا واحبتنا .. ولا يرقى للشعور بفرحة الام لاحتضان ولدها ولا لسماع خلجات المحبين في لقاءاتهم ولا الاحساس بدفء المشاعر في لقاء الاخوة والاصدقاء..