الموقع الرسمي للحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا).. the official website of Assyrian Democratic Movement- Zowaa

 

 

بيان تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية بمناسبة يوم الشهيد في السابع من آب 2012

 

 

 

زوعا اورغ - بغداد: 3  اب  2012/

                

                يستحضر شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ومختلف مؤسساته في الوطن وبلدان الاغتراب في السابع من آب من كل عام يوما خالدا في التاريخ المعاصر لهذا الشعب، يوم ارتوت فيه أرض الوطن بدماء زكية طاهرة لأبناء شعب أصيل.. ما أرادوا إلا تأكيد تاريخهم البهي وأصالتهم ووطنيتهم في أرضهم التاريخية.. فتصدى لهم الطغاة المجرمون الذين لم يكونوا يجيدون غير لغة السلاح والقمع والإبادة.. بعيدا عن كل القيم والمفاهيم المتعلقة بكرامة الإنسان وحقوقه، وفي سابقة كانت المنطلق لفرض ثقافة السلاح والقوة العسكرية الغاشمة وسيلة لمعالجة الخلافات، ومواجهة المطالب والحقوق المشروعة. وبالتالي بداية التدخل العسكري في الممارسة السياسية السلمية الديمقراطية، وسببا لعدم استقرار الوطن في المراحل اللاحقة وعلى مدى عقود.

 

  إنه يوم الشهيد.. الذي نستذكر فيه بألم مذبحة سميل في ذكراها التاسعة والسبعين، إذ اقتُرفت في السابع من آب عام  1933 وراح ضحيتها الآلاف من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، وكحلقة جديدة ضمن سلسلة من المذابح التي تعرض لها شعبنا في العراق وفي بلدان الامتداد والتواصل التاريخي، ومن ذلك سيفو وطور عابدين وحكاري.. قبلها، ثم صورية والأنفال وسيدة النجاة في بغداد.. بعدها، لتعكس لا مجرد جسامة الجرائم التي تعرض لها شعبنا والتي ترتقي إلى جرائم الإبادة الجماعية، إنما أيضا حجم التضحيات الكبيرة التي قدمها هذا الشعب من أجل وجوده وحقوقه.

 

أبناء شعبنا الكريم:

إننا في تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية، إذ نستذكر اليوم مذبحة سميل مع ما يرافق هذا الاستذكار من ألم وغضب شديدين، فإن ذلك لا يحول أيضا دون الاحتفاء بهذا اليوم، كيوم للشهيد.. رمز التضحية والفداء، وعبر احتفالات تأبينية وخطابية في الجانب الإعلامي.. ومن ثم انعكاسا لما تحقق على الأرض من ترسيخ الإيمان بوحدة شعبنا وتوحيد الخطاب القومي وتفعيل العمل المشترك من خلال تشكيل هذا التجمع الذي ما انبثق إلا تجسيدا لإرادة شعبنا، واستجابة للضرورة القومية وجسامة التحديات.. وليحمل على عاتقه واجب ومسؤولية العمل الدؤوب للحفاظ على وجود شعبنا ووحدته، وتأكيد هويته بوجهيها القومي والوطني، والسعي الحثيث لرفع كل أوجه المعاناة عنه، وإقرار كل حقوقه المشروعة.

واليوم.. وحيث أن معاناة شعبنا ما زالت مستمرة، والتحديات قائمة وإن كانت بصور أخرى تتمثل بسياسات الاستحواذ على السلطة من قبل القوى المتنفذة في العراق الجديد، وإقصاء وتهميش الآخرين وإبعادهم عن الشراكة الوطنية الحقيقية والمشاركة في صنع القرار، ومشاريع التغيير الديموغرافي في أراضي ومناطق شعبنا الرامية إلى محو هويته القومية والثقافية، فإننا في تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية نؤكد مواصلة سيرنا الحثيث على طريق إنهاء هذه المعاناة ومواجهة هذه التحديات من خلال العمل على تحقيق مطالب شعبنا المنسجمة مع متطلبات المرحلة ورؤية المستقبل، ومن ذلك استحداث محافظة على أساس إداري وجغرافي في مناطق من سهل نينوى لشعبنا وباقي المكونات المتعايشة فيه، وتطبيق الحكم الذاتي لشعبنا في إقليم كوردستان بعد الاستفتاء الشعبي على الدستور، ومعالجة موضوع التجاوزات على الأراضي وفق السبل والقوانين التي تحفظ لأبناء شعبنا حقه الكامل في أراضيه ومناطقه، إلى جانب تحقيق مطالبه الأخرى التي يكفلها دستور العراق الاتحادي ودستور الإقليم. وهي مطالب تعبر عن حق مشروع وليس منة من أحد، بل بما ينسجم ومكانة شعبنا كمكون أصيل من مكونات الشعب العراقي، شارك في العطاء وتقديم التضحيات، ويحق له تاليا المشاركة في بناء المستقبل الزاهر الذي نطمح إليه لجميع أبناء العراق الأصلاء.

إننا نستحضر اليوم هذه الذكرى العطرة.. يوم الشهيد، وبلدنا يسعى لتجاوز محنة جديدة عقب تحرره من النظام الدكتاتوري البائد، وتلك هي محنة الأزمة السياسية الراهنة، والقائمة بين الكتل والقوى الكبرى المشاركة في العملية السياسية في العراق الجديد. هذه الأزمة التي ألقت بضلالها على الشارع في مجالات مختلفة، يرافقها من التطورات الإقليمية والدولية ما قد يسهم في جعل التبعات أكثر صعوبة وتعقيدا، وأقسى في انعكاسها على الواقع. وقد سعينا في التجمع من خلال نوابنا وممثلينا في مجلس النواب العراقي وبرلمان الإقليم وحكومتي بغداد وأربيل أن نكون جزءا من الحل لا جزءا من المشكلة، من خلال السعي لتقريب وجهات النظر واعتماد سبيل الحوار البناء لمعالجة الأزمة وفقا للدستور والاتفاقيات السياسية، وبما يضمن فعلا وواقعا عدم تفرد أي طرف بالسلطة، وتحقيق الشراكة الوطنية الحقيقية والتداول السلمي للسلطة.. ومن ثم التوجه للبناء والتنمية وبما يستحقه الشعب العراقي الكريم من حياة كريمة مزدهرة.. تنعم بها جميع مكوناته القومية والدينية، ومنها شعبنا الكلداني السرياني الآشوري الذي مثلما كان وسيبقى شريكا أساسيا في الواجبات وتقديم لتضحيات، فهو أيضا شريك في الحقوق كافة.

 

ختاما: تبقى مذبحة سميل وصمة عار في جبين كل الأنظمة الشوفينية القمعية الدكتاتورية، ونقطة سوداء في تاريخ كل البلدان التي اقترفت أنظمتها مثل هذه المذابح، ولتصبح درسا مؤلما ينبغي على جميع المنظمات الدولية المعنية بحقوق وكرامة الإنسان.. وكل أنظمة الحكم، استقاء العبر والدروس منه.. وتشريع المواثيق والقوانين التي تدينه وتحول دون تكراره.

وتبقى هذه الذكرى أيضا.. محطة مهمة ماثلة على الدوام في ذاكرة شعبنا الكلداني السرياني الآشوري.. تدعو وتحض جميع أبنائه ومؤسساته للتأكيد على وحدته القومية وانتمائه الوطني والحرص على تغليب المصلحة العليا على المصالح الخاصة والشخصية لأجل تثبيت الوجود وإيقاف نزيف الهجرة.. وإقرار الحقوق والتغلب على الصعاب والتحديات بمختلف أوجهها.

وهي أيضا ذكرى ومحطة تؤكد على أن إرادة الشعوب في الحياة الحرة الكريمة هي الأقوى والأمضى من كل سلاح وفكر عنصري قمعي غاشم.

    

المجد والخلود لشهداء شعبنا الأبرار في كل محطات التضحية بالدم الطاهر..

المجد والخلود لشهداء الوطن وشهداء الحق والحرية في كل مكان وزمان.

 

 

تجمع التنظيمات السياسية

 الكلدانية السريانية الأشورية