الموقع الرسمي للحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا).. the official website of Assyrian Democratic Movement- Zowaa

 

 

البيان الصادر عن الاجتماع الطاريء لتجمع التنظيمات السياسية لشعبنا

بشأن الأحداث الأخيرة في محافظة دهوك

 

 

 زوعا اورغ - اربيل:8 كانون الاول 2011 /

            عقب الأحداث التي شهدها قضائي زاخو وسميل ومناطق أخرى في محافظة دهوك يومي الجمعة والسبت 2 و 3 كانون الأول 2011 والتي تمثلت بأعمال تخريب قامت بها مجاميع خارجة على القانون طالت محال تجارية وبعض الكنائس والمؤسسات الثقافية التابعة لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ومحال ومرافق سياحية أخرى للأخوة الإيزيديين، بعد دعوات تحريضية من قبل بعض رجال الدين المتشددين وخلف شعارات دينية، ما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى وخسائر مادية كبيرة جدا، ونشر أجواء من الخوف والتهديد وزعزعة الأمن والاستقرار في الإقليم.

قام وفد من الهيئة القيادية لتجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية بزيارة محافظة دهوك يوم الأحد 4 كانون الأول 2011 والتقى المسؤولين والقيادات السياسية والأمنية فيها والاجتماع بالسيد مسعود البارزاني رئيس الإقليم، حيث قيم الاجتماع مواقف وتصريحات سيادته بشأن معالجة الأحداث، ثم زيارة الوفد لأبناء شعبنا في المحافظة وبعض أقضيتها ومناطقها يوم الاثنين 5 كانون الأول 2011 وتفقد مؤسساتهم التي طالتها الأعمال التخريبية.

كما عقد التجمع اجتماعا طارئا بهذا الشأن يوم الثلاثاء 6 كانون الأول 2011 في أربيل على مستوى الرئاسات والقيادات، بحث فيه هذه الأحداث مؤكدا أنها لم تستهدف أبناء شعبنا والأخوة الإيزيديين وحسب، إنما التجربة الديمقراطية في الإقليم أيضا ومقومات الأمن والاستقرار فيه والتي ينعم بها جميع أبنائه بمختلف مكوناتهم القومية والدينية وبما فيهم الوافدين إلى الإقليم من المناطق المضطربة في العراق خلال السنوات الأخيرة، مثلما استهدفت أيضا مفاهيم السلام والتآخي والعيش المشترك واحترام وقبول الآخر، وكنتيجة لتراكمات سابقة لم تتم معالجتها بالشكل السليم رغم الدعوات الكثيرة بهذا الشأن، ما يقتضي التوقف عندها اليوم بحزم وجدية وفقا للقانون، ضمانا لعدم تكرارها مستقبلا بأي شكل من الأشكال وتحت أية حجج أو ذرائع. بعد أن زرعت هذه الأحداث الأليمة حالة من عدم الشعور بالأمان والطمأنينة بين المواطنين ولا سيما أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري والأخوة الإيزيديين. وإن أي تلكوء أو تأخر في المعالجات الحاسمة سيؤدي إلى زعزعة ثقة المواطن بالأجهزة الأمنية ومدى حرصها ومصداقيتها وقدرتها على تحقيق الأمن وفرض سلطة القانون.

وقد أصدر التجمع عقب هذا الاجتماع البيان الآتي:

على ضوء الأحداث المؤسفة وأعمال التخريب التي شهدتها محافظة دهوك وبعض الأقضية والمناطق فيها يوم الجمعة 2 كانون الأول 2011 وتداعيتها التي استمرت لبضعة أيام تالية، يؤكد تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية على أهمية الآتي:

أولا: قيام حكومة إقليم كوردستان بتحمل مسؤولياتها الكاملة لفرض سلطة القانون وتوفير الأمن والاستقرار لجميع المواطنين في الإقليم، لا سيما أن تبعات هذه الأحداث لم تقتصر على التخريب والأضرار البشرية والمادية وزعزعة الأمن والاستقرار في الإقليم وترويع وتهديد المواطنين الآمنين فيه ولا سيما أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري (المسيحي) والأخوة الإيزيديين، وتشويه الواقع الحضاري القائم على السلام والأمان لجميع المواطنين ومنهم أبناء شعبنا، إنما انطوت أيضا عبر تداعياتها المتلاحقة على تحدٍ واضح لحكومة الإقليم والسلطات الرسمية ومؤسساتها الأمنية وسيادة القانون في الإقليم، وبالتالي خلق الفوضى والبلبلة والفلتان الأمني ونسف السلم والاستقرار، وخدمة الأجندات الخارجية المعادية لكل ما هو حضاري أو على علاقة بالمجتمع المدني المتحضر.

ثانيا: محاسبة المحرضين والقائمين بهذه الأعمال والمسؤولين والجهات ذات العلاقة في المناطق التي شهدت هذه الأعمال التخريبية أيا كانت مواقعهم الرسمية والحزبية والأمنية وفقا للقانون، وإعلان ذلك بكل وضوح وشفافية أمام الشعب الكوردستاني. مع التوقف والمحاسبة بحزم للتلكوء والتباطيء المريب الذي انتهجته أجهزة الأمن والشرطة في التصدي لهذه الأحداث واحتوائها.. بحجة عدم وجود أوامر مسبقة.

ثالثا: التصدي للجهات التي تحاول تقليد ونقل واستنساخ ما سمي بالربيع العربي وتسعى للتحريض الديني أو الطائفي، كون ذلك جريمة وفق مباديء دستور العراق، ولاختلاف واقع الحال في الإقليم عن ما هو في بعض بلدان المنطقة، إذ أن العملية السياسية في الإقليم تقوم على أسس النظام الديمقراطي والتعددية وقبول الآخر.. وليس ممارسة سياسة الإقصاء والتهديد واستخدام القوة والعنف لممارسة السلطة وفرض الآراء على الآخرين، والمغالات والتطرف لدى الجهات التي قامت بهذا الفعل الشنيع.

رابعا: إعادة النظر في بعض المناهج الدراسية ولمختلف المراحل في الإقليم ومعالجتها بما يضمن عدم منح الفرصة للبعض لإساءة تفسير مضامينها واستغلالها للتحريض على العنف والتخريب ومحاربة الآخر على أسس عنصرية أو تمييز قومي وديني، وتضمينها بدلا عن ذلك مفاهيم احترام كرامة الإنسان وحقوقه وحرياته المختلفة التي يكفلها الدستور والقانون، وترسيخ ثقافة التآخي وقبول الآخر والعيش السلمي المشترك بين جميع المكونات القومية والدينية.. والتأكيد على رجال الدين بضرورة عكس التعاليم والقيم الصحيحة التي جاءت بها الأديان ومنها الدين الإسلامي الحنيف القائم على أسس السلام والتسامح واحترام كرامة الإنسان كأسمى مخلوقات الله عز وجل.

خامسا: الاهتمام بخصوصية المناطق التاريخية والجغرافية لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري في المناطق التي يسكنها حاليا، والقضاء على كافة مظاهر ومحاولات شرعنة التغيير الديموغرافي فيها بأية وسيلة كانت.

سادسا: أهمية قيام اللجنة التحقيقة بهذه الأحداث بكامل واجبها على أن تضم أعضاء مختصين من ذوي الخبرة والاختصاص بهذه الشؤون، وضرورة وجود ممثل عن تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية فيها لمقتضيات متابعة وإيصال المعلومات عن قرب ضمانا لأفضل أداء لهذه اللجنة وتحقيق الواجب المناط بها. مع التعويض العاجل للمتضررين من جراء هذه الأعمال التخريبية ماديا ومعنويا.

سابعا: تسخير الإعلام بمختلف وسائله ومؤسساته والنشاطات الثقافية في الإقليم وفي كافة المجالات لنشر وترسيخ ثقافة قبول الآخر ومفاهيم السلام والتآخي والعيش المشترك وتنوع العقائد والثقافات.

ثامنا: أهمية وجود ممثلين عن شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في مجالس الأقضية والنواحي التي يوجدون فيها في إقليم كوردستان عند إجراء الانتخابات، على أن يتم تحديد ذلك وفقا لقانون الانتخابات وبما يضمن التمثيل العادل والحقيقي لهم في هذه المجالس. وذلك من خلال المعالجة العاجلة وتعديل القانون الذي تم تمريره في برلمان الإقليم مؤخرا دون الاستجابة لهذا المطلب العادل.

إننا نضع مطالبنا هذه أمام السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية في إقليم كوردستان وأمام الرأي العام إيمانا منا بأننا جزء أساس من النسيج المجتمعي في الإقليم وبما كفله القانون لنا، كما نطالب بالإسراع في كشف الحقائق مهما كانت، فما نشهده اليوم مؤامرة كبرى وقودها شعبنا الكلداني السرياني الآشوري والأخوة الإيزيديين وبأيادٍ داخلية متناغمة مع أجندات خارجية.

تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية

7 كانون الأول 2011