الموقع الرسمي للحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا).. the official website of Assyrian Democratic Movement- Zowaa

                                       

 

في ذكرى الملفان نعوم فائق الفنان جورج قرياقس يحاضر عن التراث والفلكلور السرياني

 في القحطانية. . .

 

 

 

 

زوعا اورغ - قحطانية:10 شباط 2012 / دافيد شارو : القحطانية

 

     الإعلامي كميل شمعون : شعب لا يعرف تراثه يكون أمة فاقدة للذاكرة . .  

 بدعوة من أسرة مار يوحنا دولباني للشباب السرياني في القحطانية ، وتحت رعاية المجلس الملي للسريان الأرثوذكس بالقحطانية ، قدم الفنان جورج قرياقس محاضرة قيمة عن الفلكلور والتراث السرياني بعنوان ( القيثارة السومرية تعزف الحان حضارة الماضي على أوتار اليوم ) وذلك في مساء الأحد الخامس من شباط ذكرى الملفان الكبيرنعوم فائق .وقد أفتتح فعاليات ذكرى فائق رئيس أسرة مار يوحنا دولباني للشباب السرياني الإعلامي كميل شمعون بكلمة مقتضبة عن هذه الذكرى والتراث والفلكلور السرياني قائلاً : نحن اليوم هنا مجددا ، في الذكرى الثانية والثمانون للملفان الكبير نعوم فائق كبادرة تقدير ووفاء لأحد رواد الفكر القومي لدى أبناء شعبنا ورجل تنطبق عليه مواصفات الفيلسوف اليوناني ديوجينيوس عندما حمل مصباح في النهار في شوارع أثينا المكتظة بالناس وهو يقول إنني ابحث عن رجل ولكني أكاد لا أراه ، فهو من رجالات الأمة الذين استطاعوا شق طريق عسير نحو نهضة قومية ، اليوم نرى نتائجها فالكثيرين ها هم  يكملون المسيرة التي بدأها فائق ومار شمعون بنيامين ودولباني ورفاقهم . . وتابع إن الملفان نعوم فائق قال يوماً ( ثلاثة تحيي الأمة : قلم الكاتب ، مخزن التاجر ، حقل الزارع ) ونحن نضيف اليوم إليها التراث والفلكلور السرياني ليكونوا أربعة , فالفلكلور هو الذاكرة الحية للشعوب ، ينبثق من الجمال والأرض والإنسان . . هو المرآة التي ترى فيها الأمة نفسها ، ومن يعملون فيه يستحضرون صور مشرقة من ماضينا العريق وحضارة الأمس ليعزفوها في شكل جميل يستنهض ذاكرة اليوم ، فشعب لا يعرف تراثه يكون أمة فاقدة للذاكرة .

وعقب ذلك قدم الفنان جورج قرياقس محاضرته عن الفلكلور والتراث السرياني أستهلها بمقولة للملفان نعوم فائق ( لا خلاص بلا عمل ) ليت فورقونو دلو فولحونو ، وتابع .. عذرا منك يا فائق لأننا لم نطبق أفكارك وأقوالك ، أقف اليوم خاشعا لك وللفلكلور السرياني لأننا لم نوصله إلى حيث كان يجب أن يكون كمكانة عالمية تليق به ، عذرا منكم يا أبناء شعبي لأنني لم استطع أن أوصل موروثكم كاملا . . كما وأقف خاشعاً بهذه المناسبة للدكتورة الملفونيثو غزالة ملكي وهي من المعلمين الذين علموني اللغة السريانية في طفولتي ، وأرفع رأسي شامخاً لأعضاء فرقة بارمايا الذين تعلمت منهم الكثير عن الفن السرياني .ثم قدم لمحة عن الملفان الكبير نعوم فائق وعن رمزية الاحتفاء بذكراه تقديرا للجهود التي بذلها في سبيل نهضة أمته وشعبه .

وكان المحور الأول في محاضرته عن الفلكلور السرياني وأبعاده الرمزية وعمقها التاريخي الممتد كالجذور في مساحة كبيرة بين دجلة والفرات .وفاجأ الحضور بعرض للأزياء الفلكلورية السريانية من قبل أعضاء فرقة بارمايا وهي المرة الأولى التي يقام فيها عرض للأزياء السريانية الآشورية في سوريا .

وانتقل بعد ذلك للمحور الثاني عن النقوش السريانية وأجرى مقارنة بين جذورها التاريخية منذ فجر الحضارة النهرينية وحتى الآن . وأوضح مدى مواكبة هذه النقوش والأزياء لعصرنا الحالي ، وأثبت أن دور الأزياء العالمية تستفيد من هذه الأزياء والنقوش وتستعملها بشكل أو بآخر ، وذلك كله من خلال عرض سلايت عن تاريخ ونماذج هذه النقوش والأزياء التي رافقتها مع الزينة والإكسسوارات كأدوات تفضي مزيد من الجمال عن هذه الأزياء ، وكان يمكن أن تتعرف على طبقات المجتمع من خلالها فلكل طبقة إكسسواراتها .

ثم انتقل إلى محور آخر وهو العادات والتقاليد والطقوس الاجتماعية في المجتمع السرياني الآشوري ومن كافة النواحي المعيشية ، كطقوس احتفالات أكيتو في الأول من نيسان ، وحانا حانا قريثو ، قطع الشعيرية ، والزواج ، والألعاب وغيرها .

أما المحور الرابع فقد كان عن الوشم وتاريخه عند السريان وكان يستعمل في الحالات الطبية والروحانية ، وكطقس ديني أحيانا ، وأحيانا أخرى للزينة والجمال .المحور الخامس كان عن الدبكات الفلكلورية السريانية الآشورية وأشهرها وما لها من تعابير تدل على أبعاد الفلكلور السرياني ومدلولاته .

مما أفسح المجال للمحاضر للحديث عن الموروث الشعبي لدى شعبنا مع التأكيد على إنه واحد ، فهو يجمع كل طوائفنا رغم تعدد لهجاتها وجغرافيتها فهذه الطوائف تشكل امة واحدة .المحور الأخير كان عن الحداثة عند الملفان نعوم فائق ومدى تأثيره الفكري بالثقافة والفن السرياني راهناً ، فهو أحد رواد الفكر القومي بحق وهو جزء لا يتجزأ من هذه الثقافة فقد أثر وتأثر بها . وختاما نستطيع القول بأن هذه الأسرة الفتية ، أسرة مار يوحنا دولباني للشباب السرياني ، ورغم إن عمرها لم يتجاوز الأربعة أشهر فأنها اثبت حضورا ثقافيا مميزاً من خلال الأنشطة التي تقدمها ، والتي زادت من وعي شبابنا السرياني في هذه البلدة الصغيرة وبناء شخصيته الثقافية .