الموقع الرسمي للحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا).. the official website of Assyrian Democratic Movement- Zowaa

 

 

اتحاد الأدباء والكتاب السريان يحتفي بالشاعر نينب لاماسو فوق قمة جبل دير الربان هرمز في ألقوش

 

 

متابعة - شاكر مجيد سيفو: أحتفى اتحاد الأدباء والكتاب السريان بالشاعر والباحث الأكاديمي نينب لاماسو  يوم الأربعاء الماضي وأقام له حفلا لتوقيع ديوانه الشعري الموسوم : "النشيد الملتهب" فوق قمة  جبل في دير الربان هرمز  ويعتبر هذا الأحتفاء الأول من نوعه في تاريخ الثقافة السريانية والعربية  في غرابته وغرائبيته حيث صعد الادباء الشباب والشيوخ الى قمة الجبل وقد حملوا معهم أعدادا من مجلة صبروثا اي " الأدب " وعددا من قواميس اللغة السريانية  للعلامة الراحل اوجين منّا  وتسابق الادباء ومحبو الادب والثقافة في الصعود الى قمة الجبل للمشاركة في هذا الحفل الادبي التاريخي ,, وقد تضمن الحفل  في بدايته أفتتاح معرض للخط السرياني الذي شارك فيه عدد من الخطاطين المبدعين وهم يوسف زرا ولؤي عزيز وزاهر دودا ورمزي مرقس وافتتح المعرض الأب جوزيف عبد الساتر الانطوني شاركه الاستاذ يونان هوزايا وزير الصناعة الأسبق في حكومة أقليم كردستان ونخبة من المثقفين والأدباء,, ثم كانت الفقرة التالية وهي الدراسات التي كتبت عن ديوان الشاعر حيث أعلن الشاعر والأديب سامي بلو عن مشروع النقد الحديث في قراءة الشعر السرياني المعاصر وأضاف قائلا : ان شاعرنا لاماسو من خيرة شعراء السريانية اليوم الذي يكتب بلغة الجمر اللغوي والتوهج الشعري ويعتبر ديوانه من النفائس الشعرية التي ظهرت اليوم  بعد تعثر بروز تجارب  الشعر السرياني  طيلة ثلاثين عاما ,, ونحن هنا في هذا المكان المقدس التاريخي والميثيلوجي

فوق دير الربان هرمز الراهب الذي استشهد من أجل الكلمة الحرة الشريفة  فوق هذا الجبل الشامخ العنيد الذي تعرض لنكبات تاريخية وتحداها  وظل شامخا وباسما مطلا على سهول نينوى اذ يرتفع حوالي 900 متر فوق سطح البحر , ونحن هنا يسعدنا ان يكون بيننا شاعرنا المبدع نينب لاماسو نحتفل به ومعه لتوقيع ديوانه الشعري الثاني الصادر عن المركز الثقافي الاشوري 2013 ,,بعد ذلك قدم الشاعر والاديب سامي بلو النقاد واستهل الشاعر والكاتب شاكر سيفو دراسته الموسومة : قراءة الأشتباك " نوستالجيا الشعر والروح والمكان والطفولة " تحدث قائلا:

أن معظم نصوص الديوان تتبنين  في تشظي المعاني إلى بنيات نصيّة حكائية تقترب بلغتها الجديدة الحية إلى نظام القص شعري- أو شعرنه الحكاية النصيّة. خذ مثلاً نصه- حبة الخردل- إذ يستهلها الشاعر بالفعل الماضي – كان – وهذا الفعل بهذه العتبة هو من الأسانيد البنائية لنص القص- أو الحكي ويتكرر الفعل على امتداد النص، ويتكرر بقوة وتراتبية شائعة ومألوفة في نصه : كان يا كان " إذ يتخذ الشاعر من متوالية التكرار بنية نصيّة دائرية يتسامى فيها التأليف بقوة اللغة الشعرية: كان طفلا في ضحكته/ والحقيقة تَثبُ في مقلتيه/ كان جبلا شامخا وراسخا/ كجبل بلدته/ كان قلبه يحتضن قضية أمته/ كما يحتضن جبله ضرائح آبائه... ص171، تتخلق الرؤية الشعرية هنا بخبرة الشاعر الفنية والجمالية في أفقه المعرفي وأعماقه من جهة وأفقه التاريخي بممكناته الثقافية والحضارية، في عمل مزدوج بقوى وطاقات حسية وذهنية وروحية تتحقق بفعل الحس البصري في تضافر التشكيل والحدس أو بعمل ذهني يقوم على قوة الحكم فضلا عن فعل البصر كما يرى- ديكارت- (المعجم الفلسفي- مجموعة من العلماء- عالم الكتب- بيروت 1979- 90)، ومن وفي رحم النوستالجيا يدخل ويخرج الشاعر بأمصال الحنين، ففي كل نص هنا ثيمة تدور حولها النفس الذات الشاعرة، في ما يشبه الولادة أو المخاض العسير ثم الولادة، وقد تجسدت هذه الفكرة بقوة ووضوح في نصه- الولادة الجديدة؛ بأجمل صور تكاد تقترب في تشييدها وإرسالها بهذه النبرة العاطفية من نبرة الأيروس والأيروتيك النقي: قبلّني:/لتزهر أنوثتي على شفتيك:/ أولد أنثى./ ولدني بقبلاتك:/ فقد طال انتظاري في رحم العذرية ص159 النصوص مثقلة بالنشيج، تتضافر في تركيب دلالاتها محمولات الرؤى النفسية والفكرية في استكناه قيم النفس، الطفولة والرؤيا، فالشاعر راءٍ من الطراز الأول، هو ذلك الذي رأى الأعماق كلها، فهل هو كلكامش حقاً؟؟؟ هي مقاربة تأويلية انطلاقا من الفعل – رأى- إحدى معاني الإدراك البصري والذهني والحلمي، الحلمي المنسوب إلى الحلم بالقول الوعي الحلمي وهو شعور النفس بذاتها وقت الأحلام  حسب - جاك لاكان- المعجم الفلسفي-، توفر مثل هذه النصوص خلاصته أو خلاصات رؤىً للذات الشاعرة وتكشف تاريخها، أو في الأقل طفولتها، بالعودة إلى نصه- 470-: "عتب من الماضي وكأس ملأى/ وخمسة وعشرون خريفاً/ كرمى لثمانية فصول ربيعية/ ولسياج تلك الحديقة/ ومدخل تلك الدار/ كافية لتحرق أحمالاً/ لثلاثة وثلاثين عاماً: ص154 ثم تحدث الشاعر والكاتب روبين بيث شموئيل مستعرضا تاريخ اللغة السريانية وآدابها وسبل النجاح الكفيلة لتعليمها وايصالها الى اكبر عدد ممكن من الناس ,من الكتاب الذين تنقصهم الخبرة باللغة وفي قواعدها وترجماتها واصولها ,,وقال عن شاعرنا نينب لاماسو أن قصائد ديوانه : النشيد الملتهب تنتظم تحت سقف نغمي ايقاعي متوهج تتداخل فيها انواع العروض والأوزان الشعرية السريانية واضاف قائلا : تنقسم القصائد الى وتائر متعددة ففيها العاطفي والتأملي والقومي التاريخي والذاتي والغزلي العميق  وينشد الشاعر في اسلوبه هذا, الانتماء الى مدرسة الحداثة وعدم التقيد بلون واحد من أساليب الكتابة الشعرية الحديثة في تشييد بنى قصائده..

ثم تحدث الشاعر  والأديب يونان هوزايا عن تجربة الشاعر لاماسو قائلا : انني سعيد باشتغالات الشاعر في ديوانه هذا ,وقد تبين تطوره عن ديوانه الاول  الذي اصدره عام 2000

وكشف الاديب هوزايا عن أسلوبية القصائد  التي استثمر في بناءاتها بنيات  التضاد  وحلل عددا من قصائد الديوان  وفق هذه الرؤية الاسلوبية  الحديثة

بعدها  كانت فقرة الغناء التي شارك بها  الفنان والشاعر لطيف بولا  الذي  اطرب الحضور بمقاطع من اغنياته التراثية الجميلة .. ومن الجدير بالذكر أن الشاعر نينب لاماسو هو من مواليد  كركوك 1957 ,,حاليا يقيم في لندن ,, حاصل على البكالوريوس والماجستير في علم الاثار والاشوريات من جامعة لندن ودبلوم في الصحافة ,مرشح طالب دكتوراه ومساعد باحث في كلية الدراسات الاسيوية  والشرق الاوسط  في جامعة كمبردج   في لندن وتركز ابحاثه الصوتية على اللهجات الاشورية الحديثة وسياقاتها التاريخية من حيث علم الاثار ,تخصصه هي الفترة الاشورية الحديثة , له العديد من البحوث والمحضرات اللغوية والتاريخية والاثارية عن حضارة بلاد النهرين ..